عمل البلديات.. من واقع تحدّه الصعوبات والتهديدات إلى تبريرات التقصير
القامشلي – أفين شيخموس - نورث برس
يتفاوت عمل البلديات في مناطق شمال وشرقي سوريا، وفقاً لأسباب مختلفة، وتتباين مواطنُ التقصير والإهمال وفقاً للأسباب المختلفة الكامنة وراءها، حيث يردها البعض للعملية التركية وتبعاتها، فيما يبرر البعض الآخر النقص، بضخامة العمل الواقع على عاتق هذه البلديات.
/50%/ فقط
إذ يقول المهندس عبد الأحد إسحاق، الرئيس المشارك لبلدية القسم الغربي من مدينة القامشلي لـ"نورث برس" بأن نسبة الأعمال التي تم تنفيذها في عام 2019 تقدر بـ /50%/ فقط بسبب ما واجهته المنطقة.
كما وصف إسحاق العمل في مدينة القامشلي بالـ"شاق جداً"، وبرر ذلك بـ"التراكمات القديمة التي تحملها البنية التحتية والتي مضى عليها أكثر من /60/ عاماً دون أي إصلاح، ناهيك عن التوسع الشاقولي والأفقي للمدينة".
وأضاف بأن "التوسع السكاني وزيادة الوافدين والنمو السكاني في هذه المدينة، أدى لزيادة الضغط على المجارير والصرف الصحي، التي لم ترمم منذ زمن بعيد، لتؤدي إلى تفاقم مشاكلها في فترة الشتاء".
وأوضح بأن مشاريع توسعة مصب الصرف الصحي تحتاج لمئات الملايين من الليرات السورية، إضافة لوجود معوقات ثانية تمنع التوسعة، والتي تصل لحد هدم منازل وتعويض أصحابها.
يمضي عبد الأحد في حديثه لـ"نورث برس" للقول بأن بلدية الشعب في القامشلي ستحاول تنفيذ مشاريع كانت مدروسة سابقاً للتخلص من المشاكل التي تواجه المواطنين، مشيراً إلى أن السنوات القادمة ستشهد إنهاء كافة نواقص المدينة عبر خطط استراتيجية رصدت لها ميزانية نحو /2/ مليار ليرة سورية.
عمل ضخم دون بخل
في حين قال كبرييل فؤاد شمعون، من رئاسة مجلس سوريا الديمقراطية لـ"نورث برس" إن البلديات "كان لديها عمل ضخم في فترة الشتاء المنصرم، من جانب التزفيت، الذي ما زال مستمراً إلى هذه اللحظة، كما لم تبخل بتوزيع مادة المازوت والغاز، ولكن أي عمل ضخم لن يمر إلا بوجود بعض النواقص".
ويجد شمعون أن هذه النواقص "طبيعية"، بالنسبة إلى الأعمال والثقل الذي تحمله البلديات على عاتقها.
وأشار إلى تلقيه لوعود من الإدارة الذاتية ومجالس البلديات باستكمال الأعمال الموزعة على عاتقها، واستكمال كافة المشاريع التي تخص البنية التحتية، أي أنها ستكمل كافة المشاريع التي تخدم المواطن، فيما يجد أن أحد أهم أسباب توقفها هو فصل الشتاء.
وأضاف شمعون بأن البلدية لم تتوقف عن أعمالها رغم كل الصعاب التي واجهتها المنطقة، "فلا ننسَ أن الحرب التركية القائمة على المنطقة، كان لها تأثير سلبي على كل شيء".
وأردف بأن "الحروب تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، ناهيك عن الخسائر التي جرى تلقيها في مدينتي تل أبيض / كري سبي ورأس العين / سري كانيه والآليات والمعدات التي فقدت هناك".
تقصير في التنفيذ
أما رامي حسن وهو ناشط من مدينة الحسكة أكد لـ"نورث برس" أنهم على علم بأن البلديات هي المؤسسة الأولى لأي دولة، وخصوصاً في الإدارة الذاتية، مضيفاً أنهم يجدون في المنتديات والملتقيات فرصة كي يقوموا بانتقاد عمل البلديات في عدة نقاط.
ولخص حسن هذه الأمور في أن البلدية "كانت مقصرة في عمل المخيمات، رغم إدراكها أن الناس بدأت تتهجر قسراً، حيث كان بمقدورها تجهيز أماكن أفضل للنازحين، فضلاً عن الخيم التي جهزت لاحقاً وتغرق الآن في طين الشتاء".
وأضاف بأن مناطق الإدارة الذاتية "غنية جداً بالثروات الباطنية، ورغم ذلك هي مقصرة بالكثير من الخدمات، مثل تعبيد الطرق وإصلاح البنى التحتية"، مطالباً البلديات بـ"التقرب من المواطنين وخاصة فئة الشباب أكثر، وذلك لمساعدة طرح المشاريع التي يمكن أن تساعد البلديات في الإسراع بالعمل".
مشكلة النفايات وحلولها
وحول مشكلة النفايات شبه المستعصية على الحل، برر إسحاق بأن هذه المشكلة تعاني منها المنطقة منذ نحو /27/ عاماً، لافتاً إلى أن الدخان الناتج عن حرق النفايات يتسبب بتلوث الهواء وخلق الأمراض والضرر بالبيئة.
كما وعد بإنهاء مشكلة مكب "نافكر" خلال العام الجاري، من خلال إيجاد مكب آمن وجديد، إذ كانت تبلغ سعة المكب القديم من /70-75/ طناً.