رئيس المركز الثقافي الروسي العربي: بوتين جدّي بزيارة ترامب لدمشق
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
تحدث رئيس المركز الثقافي الروسي العربي في سانت بطرسبورغ، مسلم شعيتو، لـ"نورث برس" عن سياق المقترح الذي طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- خلال زيارته إلى دمشق قبل أيام- على نظيره السوري بشار الأسد.
وأوضح شعيتو "عندما كان الرئيسان بوتين وبشار الأسد في الكاتدرائية المريمية الأرثوذوكسية في دمشق تحدثا عن (العجيبة) التي قام بها السيد المسيح ما دفع إلى إعادة نظر الرافضين له بسلوكهم اتجاهه، فاتّبعوه في دمشق.. فقال بوتين لحظتها: لو زار دونالد ترامب سوريا قد يعيد النظر هو أيضاً بسلوكه السياسي ويغيره!".
ثم أجابه بشار الأسد، قائلاً وقد بدت على وجهه الابتسامة: "فليأتِ".. فرد عليه بوتين: "إذا سأخبره".
ويرى شعيتو المُقرّب من النظام الروسي أن إعادة الإعلام الروسي بث هذا الحديث الذي بدا وكأنه "مزحة" في الوهلة الأولى، يعني أن ما طرحه بوتين هو أمر جدي، وقد يكون المقترح بمثابة رسالة سياسية "مُبطّنة" قدّمها بوتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية "أن يأتي إلى المنطقة ليس متخفياً وعكس ما يتصرف في العراق من مخالفة للقوانين.. فيدخل ترامب من الباب إلى دمشق ويغير سلوكه نحو السلام والاستقرار في المنطقة".
ويبين مسلم شعيتو أن بوتين يعتقد أن ترامب وقع في مأزق بالشرق الأوسط، ولا سيما طلب العراق بخروج القوات الأمريكية ومروراً بتورطه بأزمة مع إيران ما أزعج أيضاً أوروبا.. ناهيك عن تصريحه "المستفزّ" بأن جنوده جاؤوا إلى سوريا من أجل النفط، ما أكد أن جنوده لم يأتوا لمحاربة الإرهاب، كما زعموا.
ولهذا، فإن بوتين- وفق شعيتو- يقترح زيارة دمشق من باب دفع ترامب إلى التخلي عن كل السياسات الأمريكية تجاه المنطقة، وإعادة النقاش بشأن خريطة سياسية جديدة بالمنطقة تضمن عدم الصراع ووقف التوتر القائم. فهذه الخلفية التي ينطلق منها بوتين.
وحول ما إذا كان بوتين قد ناقش مع ترامب مسألة زيارته إلى العاصمة السورية مسبقاً، أجاب شعيتو "لا أعتقد أنه ناقشها مع ترامب قبل طرحه المقترح على بشار الأسد، ولكن يمكن أن يناقشها لاحقاً؛ لأنها جاءت في سياق حديث مفاده أن مَن يزور دمشق تتغير سلوكياته وسياساته ويتراجع عن أخطائه".
ويعتقد بوتين أن ترامب قد يلبي دعوة الزيارة إلى دمشق؛ لأنه لبّى دعوة للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، على عكس كل التوقعات... كما أن ترامب مستعد لكل الخطوات التي تزيد حظوظه بالفوز بولاية رئاسية ثانية بالانتخابات المقبلة. وقد يكون مقترح بوتين بزيارة ترامب إلى دمشق، بمثابة "هدية يقدمها لترامب تضمن بقاءه على سدة الرئاسة الأمريكية لولاية جديدة".
ويُرجّح مسلم شعيتو أن بشار الأسد لا يوجد لديه أي مانع لدعوة ترامب من أجل زيارة دمشق؛ ذلك أنه في السياسة لا يوجد مشكلة بدعوة الأسد له، لا سيما وأن دولاً عربية متحالفة مع الولايات المتحدة قد أعادت العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية، وفتحت سفاراتها في دمشق.. وحُكماً، ستفعل ذلك واشنطن من أجل مصالحها بالشرق الأوسط.