مؤسسات خاصة توسّع نطاق تعلّم اللغة السريانية بتدريسها لمشاركين من مختلف مكونات شمال وشرقي سوريا
القامشلي – ريم شمعون - نورث برس
خلال السنوات التسع الأخيرة عملت أحزاب ومنظمات سريانية على نشر اللغة السريانية بشكل أوسع وخارج نطاق الكنيسة، من دافع أن اللغة السريانية هي إحدى اللغات السامية، كان يتعلمها المسيحيون في سوريا من خلال الكنائس أو عن طريق المدارس الخاصة، التابعة للمكون السرياني فقط.
اللغة السريانية برزت كلغة رسمية إلى جانب اللغتين الكردية والعربية في مناطق الإدارة الذاتية، كما جرى افتتاح جامعة سريانية خاصة في دمشق لتعليم السريانية فيها، كمادة جامعية أساسية، وهي جامعة أنطاكية.
إذ يقول جالينوس عيسى، الرئيس المشارك لمؤسسة "أولف تاو" لـ"نورث برس" إن مؤسسة "أولف تاو" تأسست في بداية عام /2016/ وهي معنية بإحياء اللغة السريانية في مناطق شمال شرقي سوريا.
وأوضح أن ذلك يتم عبر "إعداد كادر تعليمي لتدريس السريانية الصحيحة، إلى جانب إعداد وتأليف وتصميم وطباعة وترجمة الكتب، وتحضير منهاج للطلاب في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وتعليم طرق تدريس ملائمة بشكل حديث وصحيح".
يكمل عيسى حديثه موضحاً أن تعليم اللغة السريانية "ليس حصرياً على الطلاب السريان فقط، حيث كان ضمن خطة الإدارة الذاتية، تعليم اللغات الثلاث الأساسية (السريانية، الكردية، العربية) لكل طلاب المرحلة الابتدائية، ليتمكنوا من التعايش والتعرف على لغات وثقافات وعادات وتقاليد المكونات الأخرى، ليستطيعوا في المستقبل التفاعل بشكل أكبر مع بعض، وأن يفهموا الأديان الأخرى ويحترموها"، حسب قوله.
أما فيما يخص تجهيز كادر تعليمي من المكونات الأخرى فيبين عيسى، أنهم "كانوا بحاجة لتحضير وتدريس معلمين من المكونات الأخرى، لأن اللغة السريانية ليست حصرية لمكون واحد، لأنها كانت اللغة التاريخة واللغة الأصيلة لهذه المنطقة، مشيراً إلى أنه كان يوجد جامعات سريانية منها جامعة نصيبين، وجامعة أورهي (اورفا الحالي)".
في حين تقول المعلمة هناء عرعور: "بما أنني من المكون العربي قدمت على امتحان تدريس اللغة العربية وتفوقت به، لكن لم أحصل على وظيفة بسبب عدم وجود شواغر في المدارس".
وتتابع قائلة: "مع أنني نازحة من حلب، وغريبة عن أجواء اللغات الأخرى، لم أتردد أبداً وأردت تجربة تعلم اللغة السريانية، مع العلم لم أكن أعرف أي شيء عنها".
فيما تكمل عرعور، "عندما بدأت تعلم اللغة السريانية لم أواجه الكثير من الصعوبة في تعلمها، كونها لغة سامية وقريبة من اللغة العربية، كما أن اللغة العربية هي مستنبطة من اللغة السريانية".
وتردف في حديثها لـ"نورث برس" قائلة: "استمتعت وأحببت تعلم اللغة السريانية، لأنها لغة السيد المسيح، واستطعت التفوق بها نوعاً ما، وقمت بتقديم عدة امتحانات، استطعت النجاح بهم بعلامات مرتفعة، وتم تعييني كمعلمة لغة سريانية في الشهر الرابع من العام 2018".
عقب /6/ أشهر من التدريب عينت عرعور كمدرسة لإعطاء دورات لمادة الرياضيات باللغة السريانية، في معهد "أورهي" التابع لمؤسسة "أولف تاو" في مدينة القامشلي.
أما شكرية محمد وهي إحدى المشاركات في تعلم اللغة السريانية فتقول: "منذ صغري أحب الاختلاط مع المكون المسيحي، وكوني من المكون الكردي كنت أحب أن أتعلم لغات أخرى، وعند فتح مؤسسة أولف تاو سنحت لي الفرصة لتعلم اللغة السريانية".
يذكر أن اللغة السريانية تعد إحدى اللغات الأساسية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، فيما كانت تُدرّس سابقاً، قبل الأزمة السورية، في مدارس خاصةٍ تتبع في معظمها للقطاع الخاص أو لكنائس منتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافية السورية.
بدأت شكرية تعلمها اللغة السريانية في الشهر الثالث من عام\2017\، وتم تعيينها بعد سبعة أشهر لإعطاء دورات مادة القراءة في اللغة السريانية للطلاب في معهد أورهي.