طبيعة علاقة حماس مع مصر بعد مقتل سليماني
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
رفض نائب رئيس تحرير "الأهرام" المصرية أشرف أبو الهول، التعليق على سؤال "نورث برس" حول حقيقة الغضب المصري من مشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في تشييع القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني بالعاصمة طهران.
واكتفى أبو الهول بالقول "إن هناك الكثير من التكهنات التي تنشر في الإعلام عن الغضب المصري وعن احتمالية منع القاهرة لهنية من العودة إلى غزة".
مع العلم أن مصر كانت قد سمحت لإسماعيل هنية بإجراء جولة خارجية بعد منعه لسنوات، وسط حديث عن شرط مصري ألَّا تشمل الزيارة طهران، وهو الأمر الذي لم يلتزم به هنية، كما يُقال.
لكن أبو الهول رفض تأكيد أو نفي صحة ما يُنشر حول ذلك، ومآلات العلاقة بين "حماس" ومصر، مبيناً أنه لا توجد له سلطة للتعليق على الموضوع، كما أنه لا يعرف حقيقة التفاصيل المنشورة عن الموقف المصري.
في غضون ذلك، توقع المحلل الأمني والاستراتيجي اللبناني العميد ناجي ملاعب، في حديثه لـ"نورث برس" أن بوصلة حركة حماس ستتجه نحو مصر أكثر بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
الحال، أن توقع العميد ناجي ملاعب يأتي خلافا للإشارات التي بعثتها مشاركة رئيس مكتب حماس السياسي اسماعيل هنية إلى جانب قيادة "الجهاد الإسلامي" في تشييع جثمان قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العاصمة طهران، بعدما قامت أمريكيا بتصفيته الجمعة الماضية قرب مطار بغداد.
ويستدل العميد ملاعب في تقديره هذا، بالتطرق إلى اجتماع قيادتي الحركتين الفلسطينيتين "حماس" والجهاد" في القاهرة قبل أكثر من شهر من أجل تسوية الخلافات الداخلية بينهما بشأن التهدئة ومعنى العلاقة مع إيران وسياقاتها.
ويبين المحلل الاستراتيجي اللبناني أنه صحيح أن حماس والجهاد أعلنتا في أعقاب الاجتماع المذكور وقوفهما في وجه "صفقة القرن"، إلا أن هناك قنوات يقوم عبرها الجانب المصري مع إسرائيل بهذا الموضوع.
ويعني هذا وفق العميد ملاعب، أن الخط الفلسطيني العربي لدى حماس والجهاد سيكون أقوى من الخط الفلسطيني- الإيراني في المرحلة المقبلة.
ويرجح ملاعب أن هناك توجها عربيا لدى قيادة حماس على الأقل باتجاه مصر بعد اغتيال سليماني، بحيث تتأثر بالضغط العربي والمصري أكثر من تأثرها بأوامر إيران.
ويوضح العميد ملاعب أن هذا ما أكده رئيس أركان الجيش الإسرائيلي كوخافي، حينما عبر عن ارتياحه إزاء الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة بسبب وجود مباحثات التهدئة مع حماس عبر مصر، في حين أن القلق الإسرائيلي يتركز على الجبهة الشمالية وتحديدا مع جهة لبنان بفعل ما أسماها "مخاطر حزب الله".
ويشدد المحلل الأمني اللبناني على أنه بالرغم من عدم وجود عداء فلسطيني على الأرض للولايات المتحدة، إلا أن العصا الإسرائيلية قريبة وموجودة.
ولهذا يحذر العميد ملاعب الفصائل الفلسطينية من أي علاقات مستقبلية مع الحرس الثوري الإيراني وألا ينجروا لأي عمل مرتبط بإيران؛ لأن إسرائيل موجودة وستدفع حماس والجهاد ثمنا كبيرا جراء ذلك، كون رد الفعل الإسرائيلي سيكون كبيرا وقريبا وسريعا.
من جهته، يرى المحلل السياسي المقيم في غزة إبراهيم أبو سعادة، أن إيران يبدو أنها حسمت موضوع حماس لصالحها، بعدما فكت الارتباط مع مرشد الإخوان، لتتحول الحركة إلى مرشد ولاية الفقيه.
واعتبر أبو سعادة في حديثه لـ"نورث برس" أن حماس تنتحر في تحالف علني مع إيران، وقد أدخلت المقاومة وفلسطين في ملف الصراع الطائفي والاستقطاب الحاصل بالمنطقة، على حد تعبيره.
ويعتقد أبو سعادة أنه قريبا سينعكس تعميق حلف حماس مع إيران، بشكل سلبي على الكل الفلسطيني وغزة تحديدا.
وبشأن تداعيات تعزيز علاقة حماس بإيران في عهد قائد فيلق القدس الجديد اسماعيل قاآني، على علاقة الحركة بمصر، يرجح أبو سعادة أن ذلك مرهون بموقف حماس من التهدئة مع إسرائيل برعاية القاهرة، ومدى التمسك بها حمساويا.
بيد أن إبراهيم أبو سعادة، اعتبر أن حماس دخلت في مرحلة تسوية "تهدئة" بطيئة وتراهن على عامل الوقت في شرعنة رؤيتها اتجاه المصالحة الفلسطينية الداخلية، والتهدئة مع إسرائيل.