الصفحة الرئيسية / ثقافة / التاريخ : 2019-09-23 09:07:17
فتيات يحيين فرقتهن الموسيقية بعد رحلة تهجيرٍ من عفرين إلى مخيمات شمالي حلب
حلب- فرقة "الشهيدة هيفا" في مخيمات مهجّري عفرين بريف حلب الشمالي – NPA
حلب - دجلة خليل - NPA
أعادت الفتيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن ثمانية عشر عاماً، لم شمل فرقتهن الموسيقية في مخيمات النزوح لمواصلة تعلّمهن وشغفهن بالموسيقى، وفاءً لحلم زميلتهن "هيفا"، التي فقدت حياتها جراء القصف التركي على مدينتهن عفرين، في شمال غربي البلاد بدايات العام 2018.
فرقتهن تشارك في كافة النشاطات الثقافية والفنية، إذ يكاد لا يخلو أي نشاطٍ ثقافيٍ أو مهرجانٍ يُقام في مناطق تواجد مهجّري عفرين بريف حلب الشمالي، من مشاركتهن من خلال فقراتٍ يقدمن فيها الأغاني والوصلات الفلكلورية للمهجرين.
تتألف الفرقة الموسيقية التي تحمل اسم "الشهيدة هيفا" من /13/ فتاةً، تتراوح أعمارهن بين /17-11/ عاماً، ممن يُجِدن الغناء، والعزف على آلات موسيقية كالكمان والبزق والطبل.
تتجمع الشابات في مخيم "سردم" ضمن أيام العطل وبعد دوام المدرسة، ليواصلن تدريبهن على العزف والغناء، حيث يغنين أنواعاً مختلفةً من الأغاني التراثية والثورية في مجموعاتٍ، بالإضافة إلى الغناء المنفرد.
وقبل إعادة تشكيل "حركة الهلال الذهبي" (مؤسسة تابعة للإدارة الذاتية تعنى بتدريب المرأة ثقافياً)، لجأت الفتيات إلى الاجتماع في منزل إحداهن ليشكّلن اللبنة الأساسية للفرقة.
تقول زيلان سيدو وهي إدارية في الفرقة لـ"نورث برس"، بأنّ كل عضوةٍ في الفرقة تنحدر من منطقةٍ مختلفةٍ عن الأخرى ضمن منطقة عفرين، مؤكّدةً أنّ هذا دفعهن لإعادة "جمع شتات الفتيات في فرقةٍ واحدةٍ، بالإضافة إلى مشاركة أعضاءٍ جدد، قمنا بتدريبهن على العزف والغناء من كافة النواحي".
وأشارت سيدو إلى أنّ مستويات الفتيات تتفاوت، حيث تتكفل المجموعة الأولى من الأعضاء في الفرقة والمنضمة مسبقاً، بمهمة تعليم الجدد، ممن انضممن مؤخراً إلى الفرقة.
وأوضحت سيدو أنهن عملن على تأليف أغنية باللغة الإنكليزية، تعبر عن مناشدتهن لـ"إحلال السلام في عفرين وإيقاف الحرب".
من جانبها عبّرت هيفا سيدو إحدى المُغنيات في الفرقة عن سعادتها لانضمامها للفرقة قائلةً "إنني أملأ وقت فراغي بعد دوام المدرسة بالغناء في الفرقة، عندما نخرج على المسرح ونقدم عروضنا، نرى تفاعل الجماهير ومعنوياتهم عاليةٌ والتي تؤثر بشكلٍ ايجابي علينا أيضاً".
ويُعتبر الغناء والموسيقى لأغلب أعضاء الفرقة "سبيلاً لإخراج ألامهن وحزنهن وهنّ في مخيمات النزوح"، وهذا ما عبّرت عنه نوبهار سليمان، قائلةً: "من خلال الأغاني نخرج آلامنا، في محاولة لإيصال صوتنا إلى العالم أجمع".