باحثة في جامعة السوربون لـ"نورث برس": بعض المعارضات في سوريا ومصر دعمتها تركيا
واشنطن -هديل عويس - NPA
تقول كاترين جابر، الباحثة في جامعة السوربون الفرنسية لـ"نورث برس" عن دعوات التظاهر في مصر، أن التظاهر والاحتجاج هو حق مشروع لكل الشعوب إلا أن موجات الربيع العربي وما آلت إليه الأمور من تسلُّط تيارات دينية مدعومة من الخارج جعلت المجتمع الدولي يخطو خطوة للوراء ويقف حيادياً أمام دعوات التغيير المشروعة، فبينما صعدت التيارات الدينية في مصر وغيرها من دول عربية، واجهت عواصم ومدن غربية أفكاراً متأثرة بصعود التيارات الدينية أدت إلى هجمات ذات طابع إسلامي "إرهابي ومتطرف" في الغرب ما أفقد الحِراكات المشروعة الكثير من شرعيتها الدولية.
وترى كاترين أن الأهم من دعوات التظاهر هو امتلاك رؤية سياسية متبلورة قادرة على كسب الثقة والتأييد الشعبي إضافة إلى التأييد الدولي، فعلى قادة الحراك التحلي بمسؤولية امتلاك طروحات سياسية تحل المشكلات والتحديات مثل الفساد والفقر والتي تأتي دعوات التظاهر لمواجهتها، وذلك عبر طرح أحزاب
وجماعات سياسية منظمة تأخذ وقتها في إقناع الشارع بقدرتها على أن تكون بديلاً قانونياً عبر انتخابات شرعية، إضافة إلى وضع الأشخاص المناسبين والمؤهلين لقيادة هذا الحراك، وليس الأشخاص أصحاب الدعم والتمويل الأكثر من الخارج، ليتمكن هؤلاء من توعية الجماهير حول حقوقهم والفرق بين الحرية والغوغائية.
وبخصوص ما إذا كان مثل هذا العمل (الحراك) السياسي والحزبي ممكن في مصر في ظل حكم السيسي، تقول الباحثة جابر إن العمل السياسي في مصر في مختلف حقباتها كان ممكناً إلى حد كبير، فعلى الرغم من وصول رؤساء بخلفيات عسكرية إلى الحكم من عهد عبدالناصر إلى السيسي، فإن هؤلاء كانوا شخصيات وطنية تحترم الدستور المصري والقوانين الراسخة، ودائماً هناك هامش للعمل السياسي القانوني، أما ما يعطي أحياناً ذريعة للحكومات التي تحكم بقبضة حديدية لبطش الجماعات السياسية المختلفة معها هو أن هذه الجماعات تأتي من خلفيات مدعومة من الخارج و برؤى تنفذ أجندات تفيد دول خارجية وليس مصالح دولهم وهذا حال لا ينطبق على مصر فقط بل على دول كثيرة في المنطقة والعالم.
وتتابع: "فمثلاً في سوريا ومصر كانت بعض المعارضات مدعومة بشكل واضح من تركيا وترغب بتنفيذ أجندة الإسلام السياسي التي يراها النظام التركي خياراً لبلداننا، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحقائق التاريخية والسياسية التي تؤكد أن مصلحة تركيا تكون بوجود حكومات ضعيفة وتابعة لها في سوريا ومصر، فهذا يعني أن هذه المعارضات تقود بلدانها في النهاية إلى فشل وتحقيق مصالح الآخرين ما لن يؤدي بكل تأكيد إلى تحقيق مصالح المواطن وحل تحدياته الحقيقية من بطالة وفساد وفقر وسوء تعليم وغيرها".
وتردف جابر؛ "عند الدعوة للتغيير عبر التظاهرات دون وجود رؤية سياسية بديلة يجب أن نتذكر أن قوة الحكومة المصرية الحالية ليست في الواقع بسبب القبضة الحديدية فقط، بل لأنها أوجدت بدائل عن نظام مرسي الذي أقلق المجتمع الدولي وقاد مصر إلى تجربة كانت أقرب إلى التحول لتجربة نظام الجمهورية الإسلامية، فحكومة السيسي تتمتع بعلاقات ممتازة مع الولايات المتحدة والحلفاء في دول الخليج كما تمتلك رؤية متكاملة كبلد عربي ومسلم قوي ومحوري يكافح الإرهاب والتطرف الإسلامي وهذه نقاط قوة لا علاقة لها بأن النظام يقمع معارضيه، وبالتالي التظاهر مع افتقاره لنقاط القوة هذه وبدائل لحل التحديات الأخرى لن يقود لحلول لمشكلات الشباب المصري.