ملتقى الأدب الوجيز بدمشق يحتضن نصوصاً قصيرةً وأنواعاً أدبية متزايدة
دمشق - أحمد كنعان - NPA
أعلنت إدارة المُلتقى السوري للنصوص القصيرة " الأدب الوجيز" عن بدء قبولها النصوص، للراغبين بالمشاركة في الدورة /17/ التي ستقام في أوائل تشرين الثاني القادم، في المركز الثقافي بكفرسوسة في العاصمة دمشق.
ردةُ فعلٍ إبداعية في وجه الحرب
نورث برس التقت القاص والصحفي علي الراعي، الذي أسّس هذا المُلتقى في العام 2011 ليكون كما قال "ردة فعلٍ جمالية وإبداعية في وجه خراب الحرب".
ويضيف الراعي "في البداية اهتمّ الملتقى بجنسٍ إبداعيٍ واحدٍ هو القصة القصيرة جداَ، ثم فيما بعد أدخلنا جنس الهايكو، بعد انتشاره الواسع في سوريا والعالم العربي، سواءً لجهة تذوقه كقرّاءة، وحتى لكثرة من يكتبونه".
لمسة سورية قوية
وعن تأثر هذا النوع من الابداع بنتاجات الأمم الأخرى يقول الراعي أنّه "تأثرٌ إيجابيٌ وفيه لمسةٌ سوريةٌ قويةٌ، ّ أهم المعرِّبين له هم ثلاثة سوريين (محمد عضيمة وعبدو زغبو ولينا شدود) ممن ترجموا هذا النوع عن اللغات اليابانية، والألمانية والإنكليزية، والاسبانية".
ويضيف بأنّه في المُلتقى الأخير ، جرى إدخال قصيدة الومضة إلى جنب الهايكو والقصة القصيرة جداً، واصفاً إياها بأن "هذه الأنواع الإبداعية تنتمي لما يُسمى الأدب الوجيز".
أنواع أدبية تتكرس
وعن سبب تخصص الملتقى بهذا النوع من الأدب وعدم اهتمامه بأنواع أدبية أخرى كالقصائد الطويلة والروايات يؤكّد مؤسس الملتقى : "بالمختصر؛ إن زمن اليوم غير زمن نجيب محفوظ، وتشيخوف، زمن تلك المطولات والروايات التي كانت تؤلف بأجزاء".
ويردف بأنّ اليوم هو "زمن القصة القصيرة جداً، وزمن القصيدة الومضة، واللوحة الصغيرة والفيلم القصير".
وكما يتابع "صحيحٌ أنّ مثل هذه الأنواع كان لها ما يماثلها من أزمنةٍ بعيدةٍ، غير أنّها اليوم تتكرّس وتترسّخ وبقوةٍ وبأنواعٍ أمسى لها ملامحاً تميز كل نوعٍ عن الآخر، وإن تشابكت بالكثير من هذه الملامح" .
تأثيرات الشاعر عضيمة
وعن الإرهاصات الأولى لتفعيل هذه الطريقة المعاصرة بالكتابة (الهايكو) يقول الراعي : "مرّ على تلك الحادثة الإبداعية؛ ما يُقارب العقدين أو أكثر من السنين؛ عندما راحَ الشاعر السوري محمد عُضيمة المُقيم في اليابان؛ يُنجز الأنطولوجيات الشعرية العربية، مثل ديوان بلاد الشام، وديوان المغرب العربي، وغيرها".
كذلك يقول أن عضيمة تعرض لنقدٍ وذمٍ وقدحٍ، نتيجة تكثيف تلك المطولات الشعرية بومضةٍ شعريةٍ تُقرأ بلمح البصر على حدّ قوله، إلّا أنّ عضيمة ردّ بالقول: "كيف لكم أن تأخذوا منّا كلَّ هذا الوقت لنقرأَ لكم كلَّ هذا الركام اللغوي حتى نصل "بيت القصيد" .
الدورة /16/
وكانت الدورة /16/ التي أقيمت في مقهى كراكاس بدمشق، شهر آب/أغسطس الفائت، زارها أعضاء حركة الادب الوجيز التي تأسست في لبنان وزاروا دولاً عربيةً عدةً من بينها تونس والعراق للترويج لأفكارهم
الأدب الوجيز هويّةٌ تجاوزيّةٌ جديدةٌ
في حين يقول الناقد أمين الديب مؤسس هذه الحركة لـ"نورث برس" بأنّ قيمة الأدب الوجيز تكمن في كونه "يُشكّل طرحًا جديدًا وتجاوزًا محضًا. وهو مجاراةٌ للعصر المنغمس في حيثيّة التواصل الاجتماعيّ ويُعتبر شكلاً تعبيريّاً جديداً بالتّمام".
ويرى الديب أنّ الوجيز مرتبط بشكل وثيق بـ"مضامين رؤيوية مغايرة، فتحت مجال القول أمام ما كان مستغلقًا".
كما يؤكّد أنّ ميزته أنّه "لا يقع في فخ التّكرار، لأنّ كلّ ومضةً أو قصّةً قصيرةً جدّاً، تملك بنيتها التّكوينيّة بحيث يتعذّر اجترارها مضمونيًّا وأسلوبيًّا، فلا نعثر على سياقاتٍ جُمليّةٍ متشابهةٍ أو أنساقٍ تعبيريّةٍ متماثلةٍ".