الدورة الـ31 لمعرض الكتاب بدمشق.. مبيعاتٌ ضعيفةٌ ورقابةٌ من نوعٍ جديدٍ وانزعاجٌ من الأوقاف
دمشق - أحمد كنعان - NPA
تشهد مكتبة الأسد في العاصمة السورية، دمشق، دورةً جديدةً للمعرض السنوي للكتاب، بمشاركة عشرات دور النشر المحلية والعربية والعالمية.
إذ أكّد سمير المطرود، معاون مدير مكتبة الأسد في العاصمة دمشق، أنّ الدورة الحادية والثلاثين من معرض الكتاب السنوي، تشهد مشاركة أكثر من /268/ دار نشر محلية وعربية وعالمية وبأكثر من /50/ ألف عنوان.
وتحدّث المطرود عن كثافة المشاركة بهذه الدورة مضيفاً "أنّ هذه المشاركة الكثيفة لها دلالتها وهي رسالةٌ للدول التي تحاصر سوريا، مفادها أنّ الثقافة لها أجنحة تعبُر كل الحصارات التي تفرض على الشعوب".
شعارٌ مؤازر
واعتبر المطرود أنّ شعار المعرض لهذه الدورة "الكتاب بناءٌ للعقل" يشكل ما سماه "مؤازرة للجيش السوري في حربه على الإرهاب".
فيما تحدّث أنّ المعايير التي تم على أساسها اختيار العناوين المشاركة، جرى الحرص فيها من إدارة المعرض على "انتقاء ما يناسب المواطن السوري المعني الأساسي بهذا المعرض"، معلّلاً ذلك بأنّ من حق المواطن بعد معاناة الحرب "أن لا يُخدش كبرياؤه".
وعن غلاء أسعار الكتاب قياساً بدخل المواطن السوري قال "هذا صحيحٌ، لكننا ألزمنا دور النشر المشاركة بتقديم تخفيضات /25%/ كحدٍ أدنى، وهناك دور نشر قدمت حسومات لحدود /80%/".
الرقابة
مدير مكتبة الأسد تحدّث عن أنّ القارئ سيكون رقيباً، قال معاونه بأنّه "لدينا معايير رقابة وطنية وأخلاقية وقيمية وقد وضعتها لجنة الانتقاء وهذه المعايير تشّكل هوية المعرض، وهذا حقٌ طبيعيٌ تمارسه كل معارض الكتب في العالم".
ولفت إلى أنّه ما عدا الكتب التي لم تحصل أصلاً على السماح بالتداول من وزارة الاعلام، فـ"الكتب التي تم استبعادها عن رفوف أجنحة المعرض أغلبها موجود في المكتبات بدمشق".
وعن انعدام المطبوعات التعريفية والتي ترشد الزائر خلال زيارته كالخرائط وغيرها قال "هناك موظفون يتحملّون هذه المهمة لأن باب الدخول للمعرض يتغير كل يومٍ في محاولة للعدالة بين دور النشر، بحيث تتغير الدار التي يدخلها الزائر لحظة دخوله للمعرض".
مبيعات ضعيفة
وأعادت فاديا عبد الخالق، مسؤولة التوزيع في داري رسلان وعلاء الدين أسباب ضعف المبيع إلى "ارتفاع تكاليف الطباعة وسوء التوقيت بعد موسم العيد وموسم افتتاح المدارس وموسم المؤونة وهي مواسم مكلفة للغاية".
في حين قال الناشر سامي أحمد صاحب دار التكوين لـ "نورث برس" أنّ المعرض محليّ أكثر مما هو دوليّ مشيراً لقلة المشاركة الخارجية.
ولفت إلى منع "عناوين كثيرة" لدار نشره، رغم أنّها مرخّصةٌ من وزارة الإعلام وهو ما تسبب له بـ "حيرةٍ كبيرةٍ"، مؤكّداً على أنّ المعايير التي تُمارس "معاييرٌ فضفاضةٌ جداً".
تدخل الأوقاف
فيما تأسف أحمد لتدخل وزارة الأوقاف الحكومية السورية في عمل كل الوزارات الحكومية السورية، في معرض تعليقه على "كثافة دور النشر الدينية".
كثافة كتب الأطفال والدين
أما الشاعر جمال المصري المشارك في أمسية شعرية كنشاط موازي قال متهكماً عن كثافة دور نشر الكتب الدينية "من الجميل أن تقام محاضرةٌ للمفتي العام في معرض الكتاب وأن يصبح لوزارة الأوقاف دور رئيسي في معارض الكتب".
وأضاف المصري أنّ أغلب الزوار أتوا للمعرض "للقاء بعضهم والتسلية والفرجة ولا أحد يشتري لأنّ الأسعار غالية جداً".
بينما الشاعر والباحث علي الطه كان رأيه "نعم هي خمسون ألف عنوان، ولكن أغلبها كتب أطفالٍ، لا تنتمي لأدب الطفل، إضافة لكتب الدين والعناوين المهمة قليلةٌ جداً، وأنا أخشى على الأجيال القادمة".
وعن رقابة القارئ للكتاب قال "الكتاب أصلاً هو الذي يشكّل وعي القارئ فإذا أصبح رقيباً فمن الطبيعي أن لا تجد إلا الكتب الدينية وكتب التسلية للأطفال". كما أضاف الشاعر فراس دعدوش "لقد شاهدت ألعاب أطفال أيضاً".
حالة خاصة
شكلت دار سوريانا الدولية حالةً خاصةً تمثلت بكثرة الزوار وارتفاع نسبة البيع، والذي أوضحته الروائية أميرة الكردي مديرة الدار، قائلة: "لدى دراستي للوضع العام وظروف المعرض، قرّرت إقامة حفلاتٍ توقيع لكل إصدارات هذا العام، فيومياً لدينا ثلاثُ حفلات توقيعٍ ما يشكل مجموعه /26/ حفل خلال أيام المعرض".
مضيفة أن من بينها حفل توقيع كتابٍ للفنان حسام تحسين بيك والفنان موفق الأحمد، إلى جانب إصداراتٍ لكتّابٍ شبابٍ، قائلةً "نحن نفتخر بتقديم ميسم نجار كأصغر كاتبة في المعرض".
الجناح الاستثنائي
احتوى المعرض لهذا العام على جناحٍ كاملٍ لا يعرض سوى كتابٍ واحدٍ وهو من تأليف الإعلامي حسين مرتضى ويحمل عنوان "دروس من الحروب النفسية في سوريا" ويعتقد مراقبون أن هذه سابقة في تاريخ معارض الكتب في العالم كله.
الجدير ذكره أن المعرض مستمر حتى 22 أيلول/ سبتمبر الحالي، وقد اُختيِر "أبو العلاء المعري" كشخصيةٍ لهذه الدورة الذي لم نجد له أي أثر في المعرض، سوى على الملصقات مع نُتفٍ من قصائده وندوةٍ أُقيمت اليوم الاثنين في المعرض.