السفر للقامشلي أو البقاء بالمخيمات.. حال طلبة عفرين المهجَّرين شمالي حلب
حلب – دجلة خليل - NPA
فتحت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في ريف حلب الشمالي، أبواب التسجيل لطلبة عفرين المهجَّرين على مفاضلة جامعتي الإدارة الذاتية، في كوباني/عين العرب والقامشلي، وعلى بعض المعاهد التخصصية شمالي حلب.
وكان التسجيل للمفاضلة على العام الدراسي /2019-2020/ على كليات ومعاهد جامعتي "روج آفا" في القامشلي و"كوباني" في مدينة كوباني/عين العرب، قد بدأ يوم الاثنين الماضي.
وقامت هيئة التربية بريف حلب الشمالي بافتتاح مجموعةٍ من المعاهد بخمسة تخصصاتٍ وهي: العلوم والفيزياء والكيمياء والرياضيات وإعداد المعلّمين، والذي يسع لـ/500/ طالب، وذلك في مُلحق سجن الأحداث سابقاً، بقرية المسلمية شمالي حلب.
فعلى الرغم من سيطرة الحكومة السورية على المنطقة وفرضها لنظامها التربوي في مدارس بعض القرى والبلدات، إلّا أنَّ خلافاتها مع الإدارة الذاتية ماتزال مستمرةً في تلك المنطقة في عدة ملفاتٍ، على رأسها الملف التربوي والعسكري.
فالإدارة تحاول فرض مناهجها، بينما لا تعترف الحكومة السورية المسيطرة على المنطقة بتلك المناهج، مما دفع الطلاب بالتوجُه نحو جامعة الإدارة الذاتية بشرقي الفرات.
بريفان عمر إحدى إداريات المعاهد المُستحدثة مؤخراً تشير لـ"نورث برس" إلى أنَّهم أقدموا على افتتاح المعاهد في ريف حلب الشمالي، في محاولةٍ منهم لاحتضان الطلبة الحاصلين على الشهادة الثانوية، وإكمال دراستهم الجامعية في مناطق تهجيرهم المحاصرة.
وتعتمد بريفان مع زملائها في هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية، على الكادر التدريسي الموجود في المنطقة، دون الاستعانة بمدرسين من مناطق أخرى، مؤكّدةً بأنَّهم في المراحل الأخيرة من تجهيز مبنى المعهد.
ريناس حبيب /18/ عاماً، أحد طلاب الثانوية الناجحين العام الحالي بشهادة الإدارة الذاتية، لم يتمكن من تحقيق حلمه بدراسة الصحافة، قائلاً "منذ طفولتي كنت أرغب بدراسة الصحافة، إلَّا أنَّ ذلك الأختصاص غير متوفر في جامعة روج آفا و كوباني ولا حتى معاهد فيان امارة"، واختار الشاب المهجَّر فرع "الأدب الكردي" الذي يتواجد في جامعة روج آفا بالقامشلي.
ويعبّر ريناس عن معاناته بقوله "نزحتُ مرة من مدينتي عفرين، والان سأضطر لترك اهلي هنا واذهب الى قامشلو للدراسة فيها".
فيما عبرت أمينة محمد عن رغبتها بدراسة "الجنولوجيا" (علم المرأة – وهو فرع يوجد فقط في مناهج الإدارة الذاتية بسوريا) والذي لا يوجد في المعاهد المُستحدثة في ريف حلب الشمالي، مما سيضطر بها لدراسة ذلك الفرع في القامشلي.
بدورها تتحسر فاطمة محمد على عدم تمكنها من الدراسة في جامعة مدينتها عفرين، قائلةً "كنت أرغب بالدراسة في جامعة عفرين إلّا أنَّ الحرب حرمتني من تحقيق حلمي، أتمنى أن نعود اليها وأُكمل في جامعتها دراستي وتخصصي".
يُذكر أنَّ الإدارة الذاتية افتتحت أول جامعة في مناطق سيطرتها بـ آب/أغسطس /2015/ في مدينة عفرين وضمت /4/ كليات و/10/ معاهد مهنية، وثلاث أكاديميات تخصيصية للغة الكردية، ليبلغ عدد الطلاب قبل سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المسلّحة على عفرين، حوالي /1200/ طالباً في الجامعة والمعاهد.