أستاذ في العلاقات الدولية: إقالة بولتون ستؤثر كثيراً على ملف سوريا والعلاقات مع تركيا
NPA
قال أستاذ في العلاقات الدولية لـ"نورث برس" إنَّ استقالة جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، ستؤثر على الملفات السورية والإيرانية والخليجية والفلسطينية، وأنَّ هناك تناقضاً بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وبولتون.
وأكَّد إدموند غريب الأستاذ في العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون في واشنطن، أنَّ مغادرة جون بولتون ستؤثر بدون شكٍ على الملف السوري، إلّا أنَّه لن يشهد تغييراتٍ جذريةً بالمطلق، إذ كان له "مواقفٌ أكثر تشدداً" من باقي الإدارة الأمريكية.
وبيَّن أستاذ العلاقات الدولية، أنَّ هناك عدة ملفات مفصلية منها العلاقات مع تركيا، والرؤية الأمريكية للدور الإيراني في سوريا وعلاقة الطرفين ببعضهما، وما يُدعى بمجموعة بيروت – دمشق – بغداد – طهران وما يتعلق بإسرائيل وحماية الأمن الإسرائيلي، وهي ما يقرّرها وفقاً لإدمون غريب، الرئيس وكبار المسؤولين وبخاصةٍ المختصين في الشؤون العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.
وينظر غريب على أنَّه ليس هناك فروقات كبيرة بين بولتون ومجموعة صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية حول سوريا، ورجَّح رؤية أصواتٍ أقوى لبعض الأشخاص الذين يؤيدون تحسين العلاقة مع تركيا.
وقال غريب، إنَّ هناك أسباباً عدةً وراء إقالة بولتون، أبرزها وصول الرئيس الأمريكي إلى قناعةٍ بأنَّ جون بولتون وأفكاره والطريقة التي كان يقوم بها بمهمته في البيت الأبيض "لا تتناسب مع أجندت الرئيس وأهدفه"، إضافة لاختلاف الأولويات بين بولتون وترامب.
وأوضح غريب كلامه بالقول: "جون بولتون لديه سياسة متشدَّدة، ويدعم أحيانا استخدام القوة العسكرية، وحتى فكرة تغيير الأنظمة في الدول، والتي تعتبرها واشنطن معادية".
ويذكرُ الأستاذ في جامعة جورج تاون عدة أمثلةٍ على السياسة المتشدّدة لبولتون، منها فكرة التدخل العسكري في إيران، بعد إسقاط الطائرة الأمريكية بدون طيار، واتخاذ قرارٍ بهذا الأمر من قبل بولتون، قبل أن يعمد الرئيس ترامب لوقف هذه العملية، قبل حوالي نصف ساعة تقريباً من انطلاقتها.
وتحدَّث الأستاذ الجامعي عن أنَّ الاختلاف بين بولتون وترامب حول إيران كان يتلخص "بتأييد الأول للتدخل العسكري، فيما الثاني كان يؤيد استخدام العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، بهدف دفعها لتغيير سياستها وجلبها إلى طاولة المفاوضات".
ويرى أنَّ ترامب كان على استعداد لتقديم صفقة مالية لإيران أو خط ائتمان مالي خلال قمة مجموعة السبع، كما جرى الحديث عن استعداد ترامب للجلوس على طاولة المفاوضات، بدون شروطٍ مسبقةٍ، في الوقت الذي يؤكّد غريب على أنَّ الإيرانيين يسعون لمكاسب تتعلق بإزالة العقوبات والقدرة على بيع النفط.
ويخلصُ إدموند غريب إلى فكرة أنَّ "إقالة بولتون ستسهل المفاوضات بين واشنطن وطهران، كما كان هناك تصريحاتٌ للرئيس ترامب بأنَّه مستعدٌ للحوار مع إيران دون أي شروط، وحتى وزير الدفاع الأمريكي أيضا يؤيده في فكرة الحوار مع إيران".
ويؤكد بشدة على أنَّ "إقالة بولتون سيكون لها تأثير على الخليج وفلسطين، لأن بولتون كان يؤيد تغيير النظام على أساس مبدئي، وكان يعتقد بأنَّ أسلوب التغيير في النظام كان أسلوباً أفضل، إضافة لرغبته في دعم حلفاء الولايات المتحدة ودعم أجندته".
ويضيف بأنَّ الأمثلة الأخرى والتي سبق وأن بدأ بذكرها على السياسة المتشدّدة لبولتون كانت المفاوضات مع كورية الشمالية، وكان هناك اعتقاد بأنَّ الأمور قد "تحقق بعض التقدم".
ويرى غريب أنَّ أحد العوامل التي ساهمت في إقالة بولتون "كان الخلاف حول التفاوض مع طالبان ودعوتهم للقاء قادة الحكومة الأفغانية، في معسكر كامب ديفيد الرئاسي الذي تم إلغاؤه في النهاية".
ويتابع أن جون بولتون ركز على "الحل الأشمل" للتوصل إلى الصفقة الكبيرة، وهو ما تسبب بفشل المفاوضات وتراجع العلاقات بين البلدين، إضافة لدور بولتون في فنزويلا، وتواصله مع القيادات العسكرية بهدف تغيير النظام في فنزويلا، وهو ما عكس "عدم فهم حقيقي لما يدور في البلاد هناك فضلاً عن إخفاقها".
ومن أسباب مغادرة بولتون لمنصبه -وفق غريب- كان خلافات تتعلق بمهمة مستشار مجلس الأمن القومي وهي التنسيق والتواصل مع جميع القوى الرئيسية داخل الإدارة الأمريكية وأن يأخذ ويستمع إلى آرائهم ويقدم طروحاتهم، إضافة لإمكان تقديم مقترحاتٍ من قبله، لمنح الرئيس والإدارة خياراتٍ مختلفةً حول أفضل السياسات التي يمكن أن تخدم المصلحة الأمريكية.
ويرجُّح أن إخفاق بولتون لم يكن فعالاً بل كان يدفع في أوقات كثيرة باتجاه تبني أجندته وسياسته ورؤيته لكيفية التعامل مع الأحداث الدورية المختلفة.