محلِّل اقتصادي يربط "انهيار الاقتصاد" بأنباء "اعتقال مخلوف" ويتوقع شتاءً قارساً للسوريين
واشنطن - هديل عويس- NPA
يربط المحلِّل الاقتصادي البين سزاكولا، والذي يغطي اقتصاد الشرق الأوسط من العاصمة اللبنانية بيروت بين الأنباء عن اعتقال أو ابعاد رامي مخلوف, وانهيار الاقتصاد السوري, إلى جانب أسباب تقليدية كانت دائماً موجودةً مثل العقوبات.
ويقول سزاكولا لـ"نورث برس" إنَّ العقوبات كانت دائماً مطبَّقةً على الاقتصاد السوري منذ بداية سنوات الحرب، "إلاَّ أنَّ ما يحصل الآن للاقتصاد السوري وما نتوقع حصوله في المستقبل يرتبط بحدثين اقتصاديين طارئين ضربا النموذج "الخاص" الذي يعتمد عليه بشار الأسد".
ويضيف " الأول هو ملئ خزائن وجيوب اقتصاديين عاملين في القطاع الخاص بموارد الدولة السورية لتهريبها من العقوبات، ومن هؤلاء "سامر الفوز" الذي طالته واشنطن بعقوباتها مؤخراً، والثاني هو الخلاف الذي اندلع مع رامي مخلوف والذي كان يمتلك بيده حتى بداية الحرب 65٪ من الاقتصاد السوري".
ويقول سزاكولا "المعادلة كانت أنَّ اقتصاد رامي مخلوف يعني صمام الأمان الاقتصادي لبشار الأسد، ويجب أن لا نغفل عن أنَّ معظم أموال مخلوف خارج سوريا وبعيدةٌ عن يد الأسد وكان أكثرُ ضامنٌ لعودتها هو الثقة التي تزعزعت أمام ضغوط روسيا على الأسد ليدفع فاتورة الحرب للروس".
ويرى سزاكولا أنَّ الوضع الاقتصادي في لبنان لا ينفصل أيضاً عن سوريا، حيث يمر لبنان أيضاً بأصعب مراحله الاقتصادية مع حملة الضغوطات القصوى من الولايات المتحدة على الاقتصاد الإيراني، حيث ارتفع مؤخراً في لبنان الطلب على الدولار بشكل كبير وهناك بعض تجَّار السوق السوداء يحاولون امتصاص الدولار من سوريا ما يدهور وضع الليرة السورية بشكل أكبر.
وبينما يؤكّد سزاكولا على أنَّ العقوبات الأمريكية تضرب اقتصادات الدول وتؤثر بها إلى حد بعيد، لا يرى كم الواقعية الذي يحمله كلام الدبلوماسي الأمريكي "جويل روبين" الذي قال أنَّ الضغوطات الاقتصادية ستستمر على الأسد لإجباره على القبول بعملية انتقال سياسي.
ويلفت إلى أنَّ الاقتصاد السوري يعاني من أزمات لا حصر لها ومنها العقوبات على القطاع المصرفي، حيث لا يوجد أي يقين للمواطن السوري الذي يودع أمواله في البنوك بأنَّه إذا ذهب لاحقاً لسحبها سيتمكن من ذلك في ظل خروج القطاع المالي السوري عن المنظومة المالية العالمية وعدم التزامه بأي قوانين مصرفية تُذكر.
ويستذكر المحلِّل الاقتصادي، أزمة الوقود المرتبطة بالعقوبات على ايران والتي ضربت سوريا قبل أشهر، متوقعاً أن يكون التحدّي خلال الشتاء القادم هو الأقسى منذ ثماني سنوات إذ نفذت امكانات سوريا تماماً اليوم من الوقود التي كانت تصدِّره لها إيران في عصر "أوباما" حيث لم تكن ايران مثقلة بالعقوبات.
ويشير سزاكولا إلى التصعيد الكبير من الخارجية الأمريكية تُجاه الناقلات الايرانية والتي دار حديث عن وصولها إلى سوريا، اضافة إلى حقيقة عدم سيطرة النظام السوري على موارد النفط السورية في الشمال وسعي أمريكا لحرمانه منها للأبد.
ويختتم المحلِّل الاقتصادي حديثه لـ"نورث برس" قائلاً "بينما دخلت ايران لسوريا بحثاً عن نفوذ سياسي وعسكري في بلد استراتيجي، جاء التدخل الروسي لامتصاص كل خيرات الاقتصاد السوري وبالتالي روسيا عامل مدهوِّر بشكل كبير للاقتصاد السوري سيقود اخر ما تبقى من نبضٍ في هذا الاقتصاد إلى الموت المحتَّم".