خاص - المنطقة الآمنة.. آلية للحفاظ على الوضع المستقر في شمال وشرقي سوريا (القسم الأول)
شيروان يوسف - NPA
اجتمع وفد من التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قبل يومين مع المجالس العسكرية في كل من سري كانية (رأس العين) و كري سبي (تل أبيض) شمالي سوريا، لمناقشة آخر التطورات حول إنشاء "آلية أمنية" للحفاظ على الاستقرار في شمال وشرقي سوريا.
وقد كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن إنشاء ما تسمى "المنطقة الآمنة" بالتزامن مع تزايد التهديدات التركية لاجتياح مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات.
وكانت قد اتفقت الولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية على "منطقة آمنة" سيتم إخراج وحدات حماية الشعب منها، وفقاً لتصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي السفير جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا.
وبحسب ما كشفت مصادر عسكرية موثوقة لــ"نورث برس" فقد اجتمع وفد مؤلف من قيادة التحالف الدولي بشمال وشرقي سوريا وقيادات في القوات الخاصة الأمريكية والمسؤولة عن تنفيذ "الآلية الأمنية" على الحدود السورية التركية إلى جانب ممثلين عن الخارجية الأمريكية مع كل من مسؤولي المجالس العسكرية في سري كانية/ رأس العين و كري سبي/تل أبيض في شمالي سوريا في اليومين الأخيرين.
وبحسب المصادر فقد تم النقاش على التفاصيل التي تم الاتفاق عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ووافقت عليها قيادة قوات سوريا الديمقراطية وتم كشفها للمجلسين.
وبحسب قيادة التحالف الدولي في شمال وشرقي سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية طرف أساسي في الاتفاق الأمريكي-التركي حول "الآلية الأمنية" التي سيتم من خلالها حفظ الاستقرار في المنطقة بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها.
وأكدت قيادة التحالف أن الشراكة والتعاون بين قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية ستستمر في هذه المنطقة.
وتسمي الولايات المتحدة الاتفاق المبرم بينها وبين كل من قوات سوريا الديمقراطية بــ"الآلية الأمنية" للاستمرار في الحفاظ على المنطقة الآمنة الموجودة أصلا في شمال وشرقي سوريا.
وبحسب المصادر، سوف تطبّق "الآلية الأمنية" في المنطقة الممتدة بين كل من سري كانية/رأس العين إلى كري سبي/تل أبيض.
وبحسب ما كشف عنه الطرف الأمريكي لقيادة المجلس العسكري في سري كانية في الاجتماع الذي تم انعقاده في الثاني والعشرين من آب/أغسطس الجاري، فإن تركيا لديها مخاوف من الجهة الجنوبية للحدود، "فهذه المنطقة تعاكس المنطقة الممتدة من سري كانية إلى تل أبيض".
وأكدت القيادة الأمريكية خلال الاجتماع أن "تركيا شريكة مهمة للولايات المتحدة في المنطقة, فهي مهمة لمصلحتنا في الشرق الأوسط وأيضا في أوروبا".
كما أكدت القيادة الأمريكية أنهم يتداركون مخاوف قوات سوريا الديمقراطية من "الآلية الأمنية" التي سيتم تطبيقها على مراحل.
وبحسب المصادر العسكرية التي كشفت مضمون الاتفاق لــ"نورث برس" أن الولايات المتحدة قامت بالنيابة عن قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية أي من الناحية العسكرية والسياسية، بالتفاوض مع تركيا لتتفادى هذا الصراع.
وأكدت القيادة الأمريكية خلال الاجتماعين المنفصلين برأس العين و تل أبيض، أنهم يمثلون مصالح قوات سوريا الديمقراطية في المفاوضات مع تركيا.
كما أكدت القيادة في الاجتماعين أن "وجود القوات الأمريكية هو الضامن لنجاح هذه الآلية الأمنية" وأكدت على بقائها في شمال وشرقي سوريا وأنها مستمرة مع شريكتها (قوات سوريا الديمقراطية) في مهمتها لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال ممثل الخارجية الأمريكية في كل من اجتماعي كري سبي/تل أبيض وسري كانية/ رأس العين إنه "لدينا فريق سياسي بقيادة جيمس جيفري يعمل لإبقاء الوضع في شمال وشرقي سوريا كما هو واستمرار الأمن، ومن خلال المفاوضات المستمرة نحاول أن نصل إلى حل سياسي".
وأكد ممثل الخارجية الأمريكية أن "موقف الولايات المتحدة من تركيا ومن قوات سوريا الديمقراطية هو الحفاظ على الوضع المستقر في شمال وشرقي سوريا والاستمرار في محاربة داعش".
وفي نهاية الاجتماعين أكد الوفد الأمريكي الذي يقود التحالف الدولي في شمال وشرقي سوريا أن "الشيء الذي نركز عليه، هو تطبيق النقاط التي وافقت عليها قوات سوريا الديمقراطية".
غدا القسم الثاني (آلية انسحاب وحدات حماية الشعب من المنطقة وآلية ملء الفراغ من قبل المجالس العسكرية المحلية)