منطقة الشقيّف الصناعية في حلب... إعادة تأهيل وتحديات لإنعاش الصناعة الحلبية
حلب - سام الأحمد - NPA
تعرض الاقتصاد السوري لخسائر وتدهور بشكل كبير على أثر المعارك التي شهدتها مدينة حلب والتي تُعد المدينة الاقتصادية الأولى في سوريا، إذ طال الدمار والتخريب الكثير من معامل ومنشآت منطقة الشقيّف الصناعية في حلب، إضافة لسرقة أغلب معداتها وآلاتها إلى تركيا.
منطقة الشقيّف
بعد استعادة السيطرة على أحياء مدينة حلب من قبل القوات الحكومية السورية عاد صناعيو حلب لمنشآتهم والعمل على إعادة تفعيلها وتحريك عجلة الاقتصاد في المدينة، ولا سميا في منطقة الشقيّف التي تعتبر من أهم وأكبر المناطق الصناعية في حلب.
تقع منطقة الشقيّف شمالي مدينة حلب بالقرب من مخيم "حندرات"، وعاد إليها النشاط الصناعي بشكل تدريجي، لاسيما مع عودة الكثير من الصناعيين الحلبيين من مصر وتركيا وغيرها من المناطق التي كانوا قد استقروا على أثر اندلاع الأحداث في حلب.
التقت "نورث برس" عدداً من الصناعيين لاستطلاع الصعوبات والتحدّيات التي تواجههم في تدوير عجلة الصناعة الحلبية من جديد.
فتحدّث عبد الوهاب علي، صاحب منشأة صناعية لإنتاج الخيوط القطنية، عن حجم الأعباء المالية التي ترتبت عليه، حيث قال: "الدمار حل بمعملي وتكبدت خسائر كبيرة لاسيما بعد سرقة معظم المعدات والآليات ونقلها لتركيا على يد عناصر تتبع للواء شهداء بدر، لكن استطعت خلال فترة قصيرة إعادة تأهيل منشأتي".
صعوبات وتحديات
بينما نوّه محمد سكر، صاحب منشأة صناعية لإنتاج الأغطية والستائر، إلى تأثير الدولار على الأسعار، قائلاً "نواجه صعوبات جمة من حيث ارتفاع أسعار المواد الأولية المستوردة، وعدم استقرار الدولار اضافة لشح المحروقات وعدم توفرها لاسيما مادة الفيول".
إلا أنه أضاف "لابد لنا كصناعيين من إعادة عجلة الصناعة في حلب، وتحدّي كل الظروف على أمل حدوث انفراج اقتصادي في سوريا، وتنشيط حركة الأسواق المحلية والخارجية".
باشر /90/ معمل ومنشأة صناعية إضافة لعشرات الورش الكبيرة والصغيرة عملهم خلال مدة قصيرة، في خطوة تعكس حجم النشاط الصناعي المتصاعد الذي تشهده المناطق الصناعية في حلب.
إعادة تأهيل
المنطقة الصناعية التي يرجع إنشاءها إلى ثلاثينيات القرن الماضي، كانت الأهم والأكثر نشاطاً من بين المناطق الصناعية في حلب بمعاملها الـ /400/ وبورشاتها الكثيرة والمتنوعة.
قامت محافظة حلب مع غرفة صناعة حلب باستطلاع البنى التحتية ورفع الأنقاض وإزالتها، إلى جانب صيانة شبكة الكهرباء كمرحلة أولى لتأهيل المنطقة، تبعتها خطوات أكثر أهمية تمثلت في صيانة الآلات التي طالها الدمار في الكثير من الورش والمعامل، وإطلاق عملية الإنتاج لتلبي في بدايتها حاجات السوق المحلية السورية.
وضّح المهندس عبد الكريم الخطيب لـ "نورث برس" بأن عمليات تأهيل منطقة الشقيف وباقي المناطق الصناعية في حلب ستتواصل ضمن خطة طويلة الأمد أقرتها الحكومة السورية لإعادة الصناعة المحلية، ورفع سوية الإنتاج السوري، كون حلب هي العمود الفقري للصناعة السورية بحسب تعبيره.
وأضاف المهندس أن رفع الطاقة الإنتاجية للورش والمعامل مرهون بفتح أسواق إقليمية وعالمية، كما كان الحال قبل اندلاع الحرب في سوريا، وهذا ما يعوّل عليه الصناعيون في الشقيّف.
غزارة الإنتاج والمنافسة في الجودة والسعر أمر يتقنه المصنع الحلبي، الذي كانت بضائعه تتصدر قائمة اهتمامات الأسواق العربية والعالمية لاسيما في مجال صناعة النسيج.