المحور الأوروبي في الاتفاق النووي يواجه احتمال التفكك الشهر المقبل
الرياض ـ NPA
بينما تتجه أزمة الملاحة في منطقة الخليج إلى التراجع خطوة للوراء، بسبب المخاطر الكبيرة التي كشف عنها التصعيد، تعود إلى الواجهة مجدداً قضية الملف النووي الإيراني، مع استعداد طهران إطلاق المرحلة الثالثة من التخلي عن التزاماتها بخصوص تخصيب اليورانيوم.
وكشف المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أمس الثلاثاء، أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تركيز 4.5% وصلت إلى /370/ كيلوغرام. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عنه القول إنه تم إضافة /60-70/ كيلوغرام إلى مخزون إيران من اليورانيوم المخصب؛ ليصل إلى نحو /360-370/ كيلوغرام.
ورفعت إيران خلال الأشهر الماضية مستوى تخصيب اليورانيوم فوق نسبة الـ3.67% المنصوص عليها في الاتفاق، كما زادت مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب فوق مستوى الـ/300/ كيلوغرام المتفق عليها.
وتهدد إيران بمرحلة ثالثة من خفض الالتزامات في أيلول/ سبتمبر المقبل، حيث تعتزم زيارة نسبة التخصيب إلى /20/% إذا ما لم تتحرك الدول الأوروبية لاتخاذ خطوات ملموسة لضمان المزايا الاقتصادية المنصوص عليها في الاتفاق لصالح إيران.
وتحاول الدول الأوروبية تفادي وصول الأمر إلى المرحلة الثالثة، إلا أن جهودها لم تثمر حتى الآن. وتقود فرنسا الجهود الأوروبية التي أثارت غضب واشنطن. وقلل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، الاثنين، من شأن الأنباء التي تحدثت عن تقديم مقترحات فرنسية إلى إيران، ووصفها بأنها ليست سوى توقعات صحفية، غير أنه أقرَّ بأن "ماكرون بدأ ببعض الإجراءات لخفض التوتر ونحن نرحب بهذه الجهود".
وأبقت إيران الباب مفتوحاً أمام "المرحلة الثالثة" من التخصيب، والتي ستضع الاتفاق النووي على المحك، خصوصاً مع تعرض الدول الأوروبية لضغوط مزدوجة من واشنطن وطهران. كما أن روسيا تحجم عن التدخل في هذه القضية.
وصرح رئيس المنظمة الوطنية للطاقة النووية، علي أكبر صالحي، أمس الثلاثاء، حول اتخاذ القرار بالنسبة للخطوة الثالثة من خفض التزاماتها في إطار الاتفاق النووي قائلا: إن لجنة الإشراف على الاتفاق النووي، عقدت اجتماعا للتشاور في هذا الخصوص وأكد "أن هذه اللجنة تمتثل لآراء سماحة القائد (علي خامنئي) بشأن الخطوة الثالثة من خفض الالتزامات".
وهناك احتمال أن تنضم بريطانيا إلى الولايات المتحدة في حال تنفيذ إيران المرحلة الثالثة من تخصيب اليورانيوم.
ومارس جون بولتون مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمن القومي، خلال زيارته إلى لندن الأحد الماضي، ضغوطاً على بريطانيا من أجل دفعها إلى تشديد موقفها تجاه كل من إيران وشركة هواوي الصينية للاتصالات.
وتدعم بريطانيا حتى الآن الاتحاد الأوروبي في التمسك بالاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة لكن احتجاز ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز شكل ضغطا على لندن للنظر في اتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه إيران.
وتأمل واشنطن أن يؤدي تفعيل طهران لتخصيب اليورانيوم إلى درجة 20% تفكيك المعسكر الأوروبي الصامد حتى الآن أمام ضغوط الولايات المتحدة وابتزاز إيران.