محللون أمريكيون: واشنطن اقتربت من إقناع قوات سوريا الديمقراطية بالمنطقة الآمنة
واشنطن - هديل عويس - NPA
اجتمع مسؤولون عسكريون أتراك وأمريكيون، الثلاثاء، بمقر وزارة الدفاع التركية بالعاصمة أنقرة، لمناقشة إنشاء منطقة آمنة شمالي سوريا.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن الاجتماع جاء عقب تفاهم بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري.
وأشار البيان إلى أن الوفدين العسكريين، التركي والأمريكي، اتفقا على مواصلة الأعمال المشتركة في مقر الوزارة بأنقرة اعتبارا من الثلاثاء، حيال إقامة منطقة آمنة في سوريا.
وفي هذا السياق قال النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس أوباما، جويل روبين لـ"نورث برس" إن استمرار فشل تطبيق المنطقة الآمنة التي رغبت بها تركيا منذ عهد أوباما يبدو أنها "تزول حدتها اليوم".
وأضاف روبين أن السبب الرئيسي هو "ممانعة روسيا الكاملة في السابق لإنشاء هذه المنطقة برعاية تركية حيث كانت تشكل منطقة نفوذ لمعارضي الأسد بنظر روسيا، أما الآن وفي ظل التنسيق الروسي التركي وانهيار ما كان يسمى بـ "ثورة" ضد الأسد والضوء الأخضر الروسي لتركيا للذهاب إلى عفرين ينبئ بتغير واقع الحال".
روبين أشار إلى أن المنطقة الآمنة التي كانت تطلبها تركيا تستدعي "إسهاماً أمريكياً من القوات على الأرض أو دعم جوي, وواشنطن لم تكن مستعدة لزج قواتها في هذا المشهد".
ويرى روبين أن ردة الفعل الأمريكية على شراء تركيا لمنظومة /اس-٤٠٠/ وتحديداً ردود فعل البنتاغون كانت تشي بمحاولة أمريكية حثيثة للتأكيد على أهمية الشراكة مع تركيا وعدم رغبة الولايات المتحدة بخسارة حليفتها.
وأردف النائب السابق لوزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس اوباما، جويل روبين، أننا وصلنا الآن لوقت ستقدم فيه الولايات المتحدة "بعض التسهيلات" لتركيا وإن لم تكن إدارة ترامب تملك خطوطاً حمراء محددة في سوريا. معتقداً أن إدارة ترامب "لا تفرط مكتسباتها ومناطقها المحررة من "الدولة الإسلامية" بسهولة لصالح تركيا بل سيكون هناك حل وسطي يحافظ على العلاقة مع الحلفاء في سوريا(قوات سوريا الديمقراطية) وتركيا".
ومن جانبه يرى المحلل السياسي المختص بالشأن السوري جورجيو شافييرو، أن تركيا لم تقم بانتزاع ما تريده من شرق الفرات بالقوة كما فعلت في عفرين لأسباب متعددة منها عدم قدرتها على القيام بعملية برية واسعة في شرق سوريا دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة لتحريك قواتها الجوية أيضاً، ففي عملية "درع الفرات" التي دامت /٧٢/ يوم أدركت تركيا أنها ستحتاج دعما جويا مركّز اًلحملتها في شرق الفرات وبالتالي انتظرت تفاهماً مع الولايات المتحدة.
ويشير شافييرو إلى أن شكل العملية التي تخطط لها تركيا في شرق الفرات تختلف في ماهيتها عما حدث في "درع الفرات" أو "غصن الزيتون" فعفرين كانت تراها تركيا مركز لمنظمات تعتبرها إرهابية، أما في شرق الفرات فتركيا تسعى لتأمين نقاط مراقبة في مثلث أمني يقلقها وهو (تل أبيض - عين عيسى - كوباني) عبر نقاط مشتركة مع الولايات المتحدة دون عملية تصعيدية ودون خسارة للمكتسبات الأمريكية في المنطقة، مضيفاً بأن ما يدفع واشنطن لمحاولة التفاهم مع أنقرة هي رغبة واشنطن بالإبقاء على روسيا وقوات الحكومة السورية بعيدين عن الشمال السوري في ظل التقارب التركي مع روسيا.
وكتب تشارلز ليستر مدير الملف السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن؛ "الولايات المتحدة وتركيا اقتربتا من التفاهم حول إقامة منطقة آمنة شمال سوريا، إلا أن الخلاف لا يزال يدور حول عدة نقاط منها حجم هذه المنطقة، ودور القوة الجوية التركية، ودور "الميليشيات السورية المعارضة" التي تدعمها تركيا في "المنطقة الآمنة".