خيمة اعتصام في كوباني تنديداً بالتهديدات التركية لشمال وشرقي سوريا
كوباني/عين العرب- فتاح عيسى/جهاد نبو - NPA
يستمر أهالي مدينة كوباني/عين العرب، شمال سوريا، بالاعتصام المفتوح قرب قرية قرم موغ شرق المدينة /20/ كم، تنديداً ورفضاً للتهديدات التركية على مناطق شمال شرق سوريا.
وكانت فعاليات الاعتصام بدأت من ساحة المرأة الحرة وسط مدينة كوباني، الأربعاء الماضي، حيث شارك أهالي المدينة إلى جانب أعضاء مؤسسات الإدارة الذاتية وممثلين عن القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، في الاعتصام ، ومن ثم انتقل الأهالي إلى خيم خاصة بالاعتصام في قرية قره موغ شرق المدينة.
وعُلّقت على خيم الاعتصام لافتات كتب عليها "لا لاحتلال الدولة التركية الفاشية لشمال شرق سوريا".
وأفاد المواطن كردو خليل القادم إلى خيمة الاعتصام من بلدة الجلبية لوكالة "نورث برس"، أنه جاء إلى بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقها الرئيس التركي ضد المنطقة، مشيراً إلى أن تركيا في ذهنها دائماً الاستعمار والهجوم على المدنيين، سواء أكان في شمال سوريا أو في جنوب كردستان العراق.
المجتمع الدولي
وأضاف خليل أن تواجدهم في خيمة الاعتصام في قرية قره موغ، كمدنيين، هدفه مطالبة المجتمع الدولي بعدم غض النظر عن التهديدات التركية، والأخذ بعين الاعتبار تجربة أخوة الشعوب التي تقام على أراضي شمال شرقي سوريا ودعم هذه التجربة، لافتاً إلى دور قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطي في الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة.
وشهدت الحدود قبالة مدينة كري سبي/تل أبيض، تحركات مكثفة للجيش التركي الذي يزيد من تحشيد قواته في المنطقة، وسط تخوفات من أهالي إقليم الفرات (تقسيم إداري يضم عين عيسى وتل أبيض وكوباني/عين العرب) من قيام الجيش التركي بقصف المنطقة أو محاولة اقتحامها عسكرياً.
وتشهد مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا فعاليات مستنكرة لتصريحات الدولة التركية التي تهدد فيها المنطقة بشن عدوان عسكري بالتزامن مع حشدها قوات عسكرية بالقرب من مدن عدة أبرزها مدينة كري سبي/تل أبيض.
بدورها أوضحت عضو منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات بيمان أيدن، أن خيمة الاعتصام المنددة بالهجوم التركي المحتمل على مناطق شمال وشرق سوريا، جاءت كتعبير على رفض المجتمع وخاصة النساء لما تقوم به تركيا من سيطرة وهجوم على مناطق ليست لها، مشيرة إلى أن على هذه الأرض عاشت شعوب المنطقة مع بعضها ولم تقبل بأي اعتداء على أراضيها.
انتهاكات تركيا
وأضافت أيدن أن تهديدات الدولة التركية للمنطقة تأتي بعد "تحرير المنطقة من داعش الذي قام بانتهاك العرض والأرض كما فعلوا في شنكال/سنجار"، مشيرة إلى أن نفس الانتهاكات تقوم بها تركيا في مدينة عفرين، حيث يتم اغتيال واغتصاب النساء وفصلهن عن عائلاتهن ومعاقبتهن بجميع الأشكال، وتشتيت عائلتهن بأسلوب وحشي، لافتة إلى أن الدولة التركية تنكر دور المرأة في المناطق التي تحتلها في سوريا.
وأشارت أيدن أن الدولة التركية تريد الهجوم على المنطقة كما فعلت في عفرين، ومارست فيه التغيير الديمغرافي، وعدة انتهاكات بحق المرأة والمجتمع بشكل عام، لافتة أن النساء في مؤتمر ستار سيقمن مرة أخرى بالصمود والتصدي للهجمات المحتملة للدولة التركية.
وأكدت عضو منسقية مؤتمر ستار أن المجتمع الدولي والقوى الموجودة في المنطقة والتي ساندت أهالي المنطقة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي حاول احتلال هذه المنطقة، يقف صامتاً حيال التهديدات التركية، الأمر الذي يعبر عن اتفاق وقبول بهذه التهديدات متناسين ما قدمه أهالي المنطقة من مقاومة ضد الإرهاب.
إلى ذلك أوضح الرئيس المشترك للجنة العلاقات العامة في مجلس الرقة المدني، فرحان حج عيسى، والذي حضر فعاليات خيمة الاعتصام في قرية قره موغ بريف كوباني الشرقي، أن هذا التجمع الشعبي هدفه الوقوف استنكاراً للممارسات التي تقوم بها الدولة والحكومة التركية عبر تهديد مكونات شمال شرق سوريا.
الدور التركي
وأشار إلى أن ذلك يأتي ضمن العقلية التي تمارسها الدولة التركية من خلال فرض رؤيتها ومصالحها على كل شعوب المنطقة في سوريا والعراق وفي كردستان وحتى في القارة الأفريقية في كل من سودان وليبيا.
واختتم الرئيس المشترك للجنة العلاقات العامة في مجلس الرقة المدني فرحان حج عيسى حديثه بالقول إن ما يجري في شمال سوريا هو تطاول تركي على المناطق الآمنة والمستقرة كي تجعلها مثل مناطق درع الفرات وإدلب، أي تصدير العناصر المتطرفة التي ربتها تركيا إلى هذه المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا.