"حقنا نتسرّح" حملة استياء واسعة لتسريح المجندين وعناصر الاحتياط في قوات الحكومة
NPA
تجري منذ أيام حملة واسعة في مناطق نفوذ قوات الحكومة السورية، يقودها عناصر من هذه القوات ومقربون منهم وجهات أخرى، للمطالبة بتسريح المجندين بعد نحو 9 سنوات من الحرب الدائرة في البلاد.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه عدد كبير من العناصر المجندين في قوات الحكومة السورية صدور قرار تسريحهم، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً يقضي بتعديل عدد من المواد في قانون خدمة العلم.
عملية عسكرية
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هيثم حسون، أكد لوسائل إعلامية مقربة من الحكومة السورية، بأن "التسريح لن يكون بعيداً."
وأضاف بأن التعديلات الأخيرة تعطي الطلاب الفرصة بشكل كامل، ولكن يمنع الالتفاف عليه من خلال التأجيل، إذ كان يستند الكثير إلى قوانين التأجيل للتهرب من تأدية خدمة العلم.
كما شدد على أن قوات الحكومة السورية تستعد لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في المنطقة الشمالية من سوريا، الأمر الذي يتطلب فائضاً في القوة البشرية، وهذا ما دفع القوات الحكومية للاحتفاظ بالعناصر القدامى لديها "لامتلاكهم الخبرة القتالية."
التسريح المتدرّج
ورجح حسون لجوء القوات الحكومية إلى تسريح الدورات الأقدم المتواجدة في الخدمة من المجندين، مع الانتهاء من تدريب الأعداد الكبيرة التي جرى إلحاقها في الفترة الماضية، لافتاً إلى اعتقاده بأن "التسريح المتدرج أو الإنهاء المتدرج لخدمة المجندين المحتفظ بهم في القوات المسلحة لن يكون بعيدا."
ويأتي هذا التحليل في الوقت الذي تضج فيه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بحملة للمطالبة بتسريح الاحتياط من قوات الحكومة السورية، مظهرة غلياناً في صفوف عناصر قوات الحكومة السورية.
ووصف ذوو عسكريين لـ"نورث برس" وضع ذويهم المجندين بأنهم في "حالة ترقب لسماع أخبار صادقة ورسمية عن التسريح، بعد الاحتفاظ بهم لأكثر من 6 سنوات."
نفي روسي
ورغم عودة قرار تسريح المجندين، ومعاناة هذه الفئة، إلى القيادة العسكرية لجيش الحكومة السورية، إلا أن قاعدة حميميم الروسية في سوريا، تحدثت في وقت سابق, وفق مصادر إعلامية محلية, عن أن الأمر متزامن مع اشتعال الجبهات القتالية في ريفي حماة واللاذقية.
إذ شددت حميميم على أنه "لن يكون هنالك تسريح لأي جندي سوري من المقاتلين القدامى في الوقت الراهن لعدم نجاح العملية العسكرية في مقاطعة إدلب حتى الآن، ونشعر بالأسف حيال ذلك، ولكنه حتماً هو قرار ملزم لجميع العسكرين" .
لا ذنب للعسكري
صفحات من التواصل ردت على القرار بالقول: "مرحباً أيها الروس نحن جنود موالون دورة 108 صف ضباط، أتممنا أكثر من ثماني سنوات وشهر وبضعة أيام، في الخدمة الإلزامية، أصبحنا نشعر أننا عبيد، نناشد تدخلكم."
في الوقت الذي رد فيه آخر، بأن "العسكري لا ذنب له بخلاف التنظيمات سواء مالياً أو إدارياً، وأنه يريد حقه فقط لكل من أتم خمس سنوات من الخدمة، بعد أن كان على أمل التسريح بأول شهر تموز حسب ما انتشرت الشائعات حول ذلك، وهذه الشائعات تدغدغ مشاعرهم وتسيء إلى حالتهم النفسية أكثر."
هاشتاغ مليوني
فيما وسعت حملات التسريح نشاطها، عبر التشجيع بجمع مليون هاشتاغ "حقنا نتسرح، لكل من احتياط مواليد (82-83-84-85 )، من دورة /104/ صف ضباط، ودورة /106/ – /107/ -/108/ مجندين، واحتياط مدني 2012 – 2013 - 2014, وعقوبات الدورات المسرحة /103/- /104/- /105/.
في الوقت الذي عبّر فيه الكثيرون من العناصر عن استيائهم بعبارات "هدر سنوات العمر بالخدمة- حقي اتسرح حقي عيش - نحن أولى بالتسريح من إعفاء المتخلف عن الاحتياط"، مطلقين حملة أخرى تحت اسم "سرحونا جاء دور غيرنا" في إشارة إلى المطالبة بتسريح أقدم الدورات.
تأييد وتعاطف
بداية شهر تموز / يوليو من العام الجاري، تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً أظهر أحد عناصر القوات الحكومة السورية يتلو بياناً يطالب بتسريح العسكريين المنضمين إلى الخدمة منذ العام 2011.
ولقي البيان تأييداً من العامة لمن أمضى نحو /8/ سنوات من عمرهم في الخدمة العسكرية، وضحّوا وقدّموا سنوات شبابهم عدا عن الجرحى ومن خسروا حياتهم خلال السنوات الماضية.
يذكر أن آخر قرار تسريح صدر في شباط الماضي قضى بتسريح الاحتفاظ من مواليد 1981 وما قبل، إضافة لتسريح حملة شهادة الدكتوراه.
مصادر سورية مختلفة نشرت سابقاً أن أعداد عناصر الدورة 102 المجندين في قوات الحكومة السورية والذين جرى الاحتفاظ بهم وجرى تسريحهم، بلغ نحو /15/ ألف عنصر مجند، ممن سرحوا من خدمة التجنيد الإجباري في صفوف القوات الحكومية.
فيما كان عشرات الآلاف من عناصر هذه الدورة التي جرى التحاقها بالخدمة الإلزامية في العام 2010، قتلوا وأصيبوا مع انشقاق الآلاف منهم منذ العام 2011، والتحق معظمهم بصفوف فصائل المعارضة السورية والتنظيمات التي ظهرت في مناطق مختلفة من الأراضي السورية.