عودة الهدوء إلى بلدة الحوايج بريف دير الزور.. وسكان يتهمون الحكومة السورية باستغلال مطالب الناس المشروعة
نورث برس
عاد الهدوء إلى بلدات الشحيل وذيبان والحوايج بريف دير الزور شمال شرقي سوريا، عقب ساعات من خروج مسلحين، قطعوا الطرقات واستهدفوا نقاط عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية في المنطقة.
وأفاد مراسل "نورث برس" من المنطقة أن العشرات من المحتجين خرجوا بعد ظهر الثلاثاء في منطقة الحوايج شرق ديرالزور، للمطالبة بالتحقيق في عملية اغتيال الشيخ مطشر حمود الهفل أحد شيوخ قبيلة العكيدات في ديرالزور.
احتجاج ومسلحين
وأضاف أن المحتجين انتقدوا وجود تقصير في حماية المدنيين من خلايا "تنظيم الدولة" (داعش) وخلايا تتبع للحكومة السورية، حيث "يراها السكان السبب الرئيسي عن عمليات القتل والخطف في المنطقة".
وتعرّض الشيخ مطشر الحمود الجدعان الهفل، والشيخ إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل، وهما من أبرز الرموز العشائرية في ريف دير الزور، لهجوم مسلح من قبل مجهولين، أول أيام عيد الأضحى المبارك، أثناء عودتهما من جلسة صلح عشائري، ما أدى لفقدان الشيخ مطشر وسائقه لحياتهما، وإصابة الشيخ إبراهيم الخليل بجروح.
ووفق مصادر محلية فإن مسلحين حوروا مسار التظاهرة السلمية، وهجموا على عدة حواجز لقوات سوريا الديمقراطية في منطقة الحوايج، وذلك بعد انسحاب كافة المقاتلين من المنطقة خشية الصدام المباشر مع المحتجين.
وقام مسلحون بالسيطرة على عدة نقاط وحواجز بعد قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، فيما تعرضت دورية لقوات سوريا الديمقراطية لانفجار عبوة ناسفة في منطقة ذيبان.
عودة الهدوء
وطالت عمليات الشغب والمظاهر المسلحة بلدتي الشحيل وذيبان، لكن الهدوء عاد إلى المنطقة عصر الثلاثاء، بعد عودة قوات سوريا الديمقراطية إلى الانتشار في المنطقة واختفاء المظاهر المسلحة.
وقال محمود الأحمد من سكان بلدة الشحيل لـ"نورث برس" إن المظاهر المسلحة وأعمال التخريب تفتح الطريق أمام المتربصين بالمنطقة من خلايا النظام وخلايا داعش للعبث بأمن واستقرار المنطقة"، بحسب قوله.
وأضاف أن "التعبير السلمي عن مطالبنا هو حق مشروع ولا يمكن لأحد انكاره، لكن أعمال التخريب وقطع الطرقات لا تفيد في تحقيق المطالب المشروعة بتحقيق الأمن و ملاحقة الجناة و تقديمهم للعدالة".
"مسيرات للنظام"
في غضون ذلك شهدت مدينة الميادين التي تقع تحت سيطرة قوات الحكومة السورية في الضفة الثانية لنهر الفرات المقابلة لبلدة الحوايج، خروج مسيرة بداع المطالبة بمحاسبة قتلة الشيخ مطشر الهفل.
وقال محمود الأحمد إن "تسيير النظام لمسيرات تطالب بمحاسبة الجناة المسؤولين عن قتل الشيخ مطشر الهفل يعتبر استغلالاً واضحاً من قبله للمطالب المحقة للسكان في المنطقة، بتوفير الأمن والخدمات".
واقتصرت هجمات المسلحين على البلدات الثلاثة في الجزء الشرقي من ريف دير الزور الشرقي. فيما بدت الحياة طبيعية في جميع بلدات ومدن وقرى الجزء الغربي من ريف دير الزور الشرقي.
في غضون ذلك دعت صفحات ومواقع موالية للمعارضة السورية الموالية لتركيا، إلى عصيان مسلح في ريف دير الزور، وطالبت أبناء العشائر العربية بالخروج ضد قوات سوريا الديمقراطية "والثأر"، كما هددت بعضها التحالف الدولي بتحويل مناطق شرقي دير الزور إلى "تور بورا" في إشارة إلى مناطق انتشار عناصر تنظيم القاعدة في أفغانستان.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمسلحين يتحدثون فيها عن تنفيذهم لهجمات على نقاط لقوات سوريا الديمقراطية. فيما يتنشر ملثمون مسلحون في ساحات وقد أشعلوا النيران في إطارات بعد قطع الطرقات.