تفاهمات مع تركيا خلف الكواليس.. توقعات بتسليم "اعزاز" لروسيا والحكومة السورية
اسطنبول ـ نورث برس
تزيد الأمور التي تجري خلف الكواليس بين روسيا وتركيا بخصوص منطقة إدلب والشمال السوري عموماً من تعقيدات المشهد، إذ بين الفترة والأخرى تتسرب تفاصيل موثقة عن الاتفاق وما يسعى له الطرفان لخدمة مصالحهم.
وفي آخر المستجدات، وبعد أن كان الحديث عن نية الروس الاقتراب من معبر باب الهوى الحدودي، وأن تركيا لا مانع لديها من هذا الأمر، وقد حذر اقتصاديون من مغبة هذا الأمر في حال وضعت روسيا يدها على الشريان الرئيس للشمال السوري. تطفو على السطح مدينة "اعزاز" الاستراتيجية الواقعة شمال غربي حلب، والمخطط القادم بخصوصها.
تسليم اعزاز
وأكدت مصادر عسكرية خاصة، لـ"نورث برس" أن هناك اتفاق بين تركيا وروسيا ومن خلفهما الحكومة السورية، على تسليم "اعزاز" لـ (الروس/الحكومة السورية).
وفي هذا الصدد، قال مصدر مقرب من "الجيش الوطني السوري" والذي يتخذ من لقب "أبو خليل الإدلبي" اسماً له لأسباب أمنية لـ "نورث برس"، إنه "جرى الحديث خلال الفترة الماضية ومن مصادر صحفية موثوقة عن قضية فصل عفرين عن (درع الفرات) عبر نقطة تصدُّع تبدأ من مارع وحتى اعزاز، وهو أمر ليس مستبعداً، إذ غاية روسيا هي الوصول إلى (الحدود السورية - التركية) من عدة اتجاهات لخلق كانتونات متعددة من شمال شرقي سوريا وحتى جسر الشغور، تكون لوجود معارضة منزوعة السلاح والقوة، تحت وصاية دولة صديقة وهي (تركيا)".
وأضاف متسائلاً، "لكن.. هل هناك اتفاق بين روسيا وتركيا على هذه النقطة؟ هذا ما لن يعلمه أحد بشكل مؤكد إلا الدول نفسها التي تعمل ضمن مجموعة أستانا".
الأهمية الاستراتيجية
وعن الأهمية الاستراتيجية لـ"اعزاز" مقارنة بغيرها من المناطق في شمال غربي سوريا، أوضح "الإدلبي" أن "اعزاز مهمة كونها تشكل القطعة الأخيرة التي لا تزال تحت نفوذ المعارضة والتي تصل بين حلب (تقاطع طريقيM4 وM5) وتركيا عبر باب السلامة، ويمكن تشغيل هذه القطعة بمرور القوافل التجارية سواء كانت خاضعة للنظام أو المعارضة".
وأشار المصدر، إلى أنه "في النهاية حتى معبر باب الهوى سيتم إغلاقه وتشغيل طرقات الترانزيت ضمن اتفاق (روسي- تركي) تحت مظلة اتفاق أستانا".
وأعرب عن اعتقاده أن "البدء بتشغيل الطرقات سيتم بعد الانتهاء من ملف جنوب طريق (اللاذقية - دمشق) وبهذا ستكون روسيا قد أمَّنت الحماية لقواعدها البرية في حميميم وسهل الغاب، وربما تنصب منظومة الـ (S-400) في هذه المنطقة مع تشغيلها جنوبي تركيا لتتمكن روسيا من الوصول بشكل مباشر ومحمي إلى المياه الدافئة".
وتتزامن تلك التطورات والأحداث وما يجري خلف الكواليس، مع تحشدات لقوات الحكومة السورية في منطقة جنوب إدلب، وسط الحديث عن قرب عملية عسكرية في منطقة إدلب، الأمر الذي يزيد من ضبابية المشهد، وسط غياب أي رد فعل تركي تجاه قرب تلك العملية، وفق ما أكدت مصادر ميدانية.
وفي هذ الجانب قال "الإدلبي" إنه "بالنسبة لمعركة إدلب، فأعتقد أن ما تم الاتفاق عليه ضمن تفاهمات الممر الآمن هو إشراف روسيا على المناطق الواقعة شمالي الطريق بدءاً من جبل الزاوية وحتى جسر الشغور، بينما يشرف الأتراك على المناطق الواقعة جنوبي الطريق".
مصدر آخر في "الجيش الوطني"ً والذي اتخذ من "جهاد الريحاوي" اسما له، وتم الاتصال به عن طريق "الواتس آب" قال لـ "نورث برس"، إن "النظام السوري يحشد على إدلب من محور ميزناز شرقي معرة النعسان بريف حلب الغربي، وينوي التقدم باتجاه مدينة إدلب".
غياب الجيش التركي
وأضاف المصدر، أن "هناك استنفار فقط من قبل الجيش الوطني، بينما الجيش التركي لا يوجد أي استنفار في صفوفه وهذا ما يثير استغرابنا".
وأشار إلى أن "النظام السوري ينوي الانطلاق من ميزناز باتجاه قطع الطريق بين إدلب المدينة ومعبر باب الهوى، وأيضاً قطع طريق الأتارب، وقطع أوتوستراد (إدلب- الفوعة) الذي يصل من إدلب حتى باب الهوى".
وأشار مصدر في فريق "منسقو استجابة سوريا" العامل في الشمال السوري، في تصريح لـ "نورث برس" إلى التصعيد العسكري لقوات الحكومة السورية صوب جنوبي إدلب الذي بات يشهد حركات نزوح للسكان، محذراً من حدوث عمل عسكري تنوي تلك القوات وبدعم روسي شنه للتقدم في المنطقة.