سائقو سرافيس بحلب يشكون من بقاء تعرفة خطوطهم كما هي رغم التدهور المعيشي
حلب- علي الآغا- نورث برس
يمتنع سائقو السرافيس بمدينة حلب عن إكمال يومهم على خطوط المدينة، لأسباب تتعلق بعدم رفع تعرفة الركوب وسط الارتفاع الكبير في أسعار قطع السيارات ومستلزماتها، بالإضافة إلى تزايد تكاليف المعيشة اليومية لعوائلهم.
فمنذ بداية الشهر آذار/ مارس الماضي وأسعار جميع السلع ترتفع دون استقرار وسط تذبذب سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، ما تسبب بتدهور الوضع المعيشي لدى معظم السكان في حلب.
ويقول فادي موس،(33 عاما)، وهو سائقٌ يعمل على خط هنانو لـ"نورث برس" إن تعرفة الركوب الأساسية قليلة ومجحفة، بسبب ارتفاع أسعار كل شيء، ما عدا أجور النقل، ويتسأل "أين العدل في ذلك؟".
ويضيف أن غلته بعد نقله لسبع سفرات متتالية تصل إلى /4900/ ليرة سورية، "وهذا المبلغ قليل جدا مقارنة بارتفاع الأسعار".
ويشير "موس" إلى أن سائقي السرافيس "هم من أكثر عاملي قطاع النقل غبناً، لعدم قدرتنا على رفع التعرفة بأنفسنا مقارنة مع سائقي التاكسي، إلا بزيادة من نقابة النقل البري".
وينوه إلى أنهم تقدموا بطلب باسم نحو /300/ سائق من أجل زيادة تعرفة خطهم إلى الضعف، "حتى نستطيع العمل ودون أن تضطر بعض السرافيس إلى التوقف".
ويوضح زياد الباتنجكي،(38 عاما)، والذي يعمل كسائق على خط الأعظمية بأن الأسعار جميعها ارتفعت بينما بقية أجرة السرافيس على حالها، دون مراعات للوضع المعيشي للسائقين من قبل نقابة النقل البري.
ويقول "السائق" لـ"نورث برس" إنه يفضل الجلوس في منزله وببيع المازوت المخصص لسيارته، على أن يعمل كسائق على الخط، ذلك أن بيع المازوت سيكون مربحا أكثر بالنسبة له.
ويضيف "الباتنجكي" بأن يحتاج بشكل يومي إلى مبلغ لا يقل عن /4000/ ليرة سورية، لذا إن بقيت التعرفة على حالها عند /50/ ليرة، فإن مردوده اليومي لن يتجاوز /3000 / ليرة، وهو ما لا يكفي لتأمين احتياجات عائلته فقط".
ويرى أن الحل يكمن في رفع التعرفة إلى /100/ ليرة حتى يستطيعوا تلبية حاجات عائلاتهم مع احتفاظهم بإمكانية إصلاح الأعطال المتكررة في السيارات.
وباتت سوريا تأتي في صدارة قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، وفق بيانات موقع “World By Map” العالمي، بنسبة بلغت 82.5%، حتى قبل الموجة الأخيرة لارتفاع الأسعار، وهي نسبة تتوافق مع ما أورده تقرير سنوي للأمم المتحدة الأمم المتحدة العام 2019، حول أبرز احتياجات سوريا الإنسانية.
ويقول المهندس حسين إبراهيم، مدير النقل الداخلي وعضو نقابة النقل البري في حلب، إن اللجنة المصغرة في محافظة حلب تقوم بدراسة الوضع المعيشي وأسعار قطع السيارات لكي يتم تحديد تعرفة نقل مناسبة للسرافيس بحسب الخط وطول مسافته، مع الحرص على عدم ظلم أحد"، بحسب وصفه.
وأرجع سبب تأخر إصدار اللجنة المصغرة للتعرفة الجديدة، إلى وجود عدم استقرار في أسعار قطع السيارات ما دفعتها إلى إعادة النظر في دراستها لأكثر من خمس جلسات متتالية مع مجلس محافظة حلب، لكنه أكد أنها ستصدر خلال أسبوع التعرفة الجديدة "إن استقرت أسعار قطع السيارات".