مشاركات جديدة وحفاظ على التنوع في معرض الكتاب الرابع بالقامشلي
القامشلي - عبدالحليم سليمان - نورث برس
في الصالة الرئيسية لمعرض "الشهيد هركول" الرابع للكتاب في مدينة القامشلي، وفي الركن الأيسر من صالة العرض، تعرض "رابطة كاوا للثقافة الكردية" للمرة الأولى منذ تأسيس المعرض كتبها ونتاجاتها التي يغلب عليها مؤلفات صاحبها ومديرها السابق، السياسي الكردي صلاح بدرالدين الذي انتقل إلى الإقامة في أربيل (هولير) عاصمة إقليم كردستان العراق.
تنقلت رابطة "كاوا" التي كانت تصدر المنشورات والكتيبات والكتب مع تنقلات صاحبها ما بين بيروت وبون الألمانية واربيل، ورغم نتاجاتها العديدة منذ تأسيسها في لبنان سنة 1978، إلا أنها لم تكن تشارك في المعرض المقام في مدينة القامشلي منذ أربع سنوات.
ويقول محمد يوسف مدير الرابطة الحالي، إن الرابطة تشارك للمرة الأولى في معرض للكتب في مدينة القامشلي، "لم تكن تتقدم بطلب المشاركة في المعرض بسبب الخلافات السياسية الكردية"، وفقاً لقوله.
ويقول يوسف إنهم عندما تقدموا بطلب المشاركة إلى هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا "كانوا يخشون من عم القبول والموافقة"، إلا أنهم حصلوا على الموافقة وتم فتح جناح في المعرض "مشاركتنا لها انعكاس جيد على تحقيق التنوع في المعرض".
ويضيف مدير رابطة "كاوا" أن الانفراج السياسي في المجتمع الكردي في سوريا يزيد من تقارب المجتمع "هذا واضح في المعرض من حيث المشاركة ونوعية الحضور".
وتقام فعاليات النسخة الرابعة من فعاليات معرض "الشهيد هركول" في القامشلي بمشاركة /120/ ألف كتاب هذا العام، ويستمر المعرض حتى يوم السبت القادم، مع إقامة ندوات ومحاضرات يومية حول أهمية الكتاب والنشر والقراءة وطرح النتاجات الأدبية.
وفي الطابق العلوي في صالة "زانا" التي يقام فيها المعرض ثمة جناح خاص للجمعية الثقافية السريانية ويعرض فيها كتب عن اللغة السريانية ومؤلفات بذات اللغة وأخرى تتعلق بالكنائس في المنطقة والعالم إلى جانب كتب لاهوتية وأخرى تتحدث عن دور السريان في نقل العلم ومشاركتهم الحضارية في تاريخ المنطقة.
يقول مسؤول الجمعية الثقافية السريانية في القامشلي حنا صومي لـ"نورث برس" إن مشاركتهم هي الرابعة في المعرض وإن هذه المشاركة حققت لهم تأكيد وجودهم كمكون رغم "نزيف الهجرة" الذي طال السريان في سنوات الأزمة التي تمر بها البلاد، وتشكل فرصة لتعرف بقية المكونات من الكرد والعرب بثقافة وتاريخ السريان من خلال العناوين المعروضة، إلى جانب تغطية وسائل الإعلام للمعرض التي "تنقل الرسالة الحضارية للسريان والكرد والعرب إلى العالم" حسب ما يراه صومي.
ويشير مسؤول الجمعية الثقافية السريانية في القامشلي إلى أنهم في السابق لم يحظوا بالفرصة ذاتها في معارض الكتب في سوريا، بل كانت تعرض كتبهم ضمن أجنحة الكتب الدينية، إلى جانب معارض كتب خاصة بالمسيحيين والتي كانت تقام في الكنائس التي كان زوارها يقتصرون على أبناء المكون المسيحي فقط.
وعند دخول الزوار والمهتمين بالكتب إلى صالة المعرض يستقبلهم فريق طبي يحرص على تعقيم أيادي القادمين وإعطائهم كمامات احترازاً لمنع انتشار فيروس كورونا لاسيما وقد وضعت السلطات المحلية مبنى في حي الأربوية بالقامشلي تحت الحجر الصحي بعد ظهور حالتين مشتبه فيهما في المبنى.
هذه الجائحة ألقت بظلالها على قلة الكتب في المعرض مقارنة بالأعوام السابقة حيث غالبية العناوين مكررة عن العام السابق لقلة ورودها بسبب إغلاق الحدود و المعابر، بحسب ما يقول آزاد داوود صاحب مكتبة "مانيسا" في مدينة ديريك والمشارك في جناح خاص وسط الصالة.
وتشارك في المعرض عناوين بلغات عربية وكردية وسريانية وإنكليزية وتركية وفارسية ولغات متنوعة أخرى بحسب القائمين على المعرض.