باحث إسرائيلي: الاتفاق الإيراني-السوري نتيجة محدودية صواريخ روسيا
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال باحث استراتيجي إسرائيلي، الأحد، إن الاتفاق الإيراني ـ السوري، العسكري ما هو إلا نتيجة محدودية الصواريخ الروسية.
وأوضح الباحث الاستراتيجي الدكتور مردخاي كيدار لـ"نورث برس" إن روسيا سمحت بهذا الاتفاق العسكري بين طهران ودمشق، لعدة أسباب؛ أهمها أن هناك محدودية في كمية القنابل والصواريخ التي تعطيها روسيا إلى سوريا، وذلك بأن موسكو تعاني من وضع اقتصادي صعب في ظل تدهور صناعة النفط والتي تمثل مصدراً مهماً لخزينتها.
وأضاف، "وهنا سبب آخر للضوء الأخضر الروسي لهذا الاتفاق، ويكمن في أن الحرب السورية مستمرة أكثر بكثير مما توقعت روسيا؛ إذ كانت تعتقد أنه بانهيار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا ستتمكن موسكو من ترتيب المشهد الميداني والسياسي السوري".
وأشار كيدار إلى أنه "مضى سنتان على انهيار (داعش)، ولكن الروس بالكاد يحاولون التنفس بالمستنقع السوري".
ورأى مردخاي كيدار، أن الروس يعتقدون ووراى ربما أن إيرانأن إيران ستأخذ على عاتقها عبء الحفاظ على عرش بشار الأسد، "موسكو تعتقد أن مصالحها فوق كل شيء.. ولكن نحن لن نتخلى عن حقوقنا في الدفاع عن أنفسنا من أنظمة شريرة مثل النظام الإيراني".
بدوره، قال مصدر أمني إسرائيلي، إن تل أبيب لن تعترف بالاتفاقية الإيرانية-السورية لتعزيز التعاون العسكري وتتضمن تطوير أنظمة الدفاع الجوية السورية، وذلك في ظل استهداف إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية داخل سوريا.
وأضاف المصدر "سنضرب كل حلف لا يبشر بالخير يضم إيران وخاصة على الجهة الأخرى من الحدود الإسرائيلية، وسنواصل دون هوادة قصف الأهداف الإيرانية في سوريا كلما توفرت المعلومات والوسائل الهجومية لمعالجة هذه المسألة".
وكان مصدر إيراني تحدث لقناة "الجزيرة" القطرية، عن أن هذه الاتفاقية تعد استراتيجية لإيران بعد أن استُهدفت قوات تابعة لها في سوريا.
وأشار إلى أن الاتفاقية تتضمن تعاوناً عسكرياً وأمنياً، وتطوير طهران أنظمة الدفاع الجوية السورية.
وحول ما إذا كانت روسيا قد أعطت الضوء الأخضر لهذا الاتفاق الإيراني -السوري الجديد، أوضح المصدر "أن الروس لهم اعتبارات مختلفة، وهم لا يريدون انزلاق الأحداث في سوريا حتى لا تتحول إلى أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي".
من جهته، اعتبر لواء الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك، في مقال نشره بصحيفة "هآرتس"، الهجمات الجوية الإسرائيلية طيلة السنوات الأخيرة ضد الأهداف الإيرانية في سوريا مع كل أهميتها "نقطة في بحر".
وأشار إلى "أنها ليست قادرة على كبح السيطرة الإيرانية في سوريا، وحتى منع الاستمرار في تحويل صواريخ حزب الله إلى صواريخ دقيقة؛ هي تعطي الجمهور انطباعاً بأننا نسيطر على الوضع، لكن الأمر ليس كذلك. مكونات الصواريخ الدقيقة تنتقل من إيران عن طريق البر، أو عن طريق البحر، أو بطائرات لتصل مباشرة إلى يد حزب الله".
وتابع يتسحاق بريك، "أشعر بأننا اليوم في الوضع نفسه، قصفُنا في سوريا الذي يؤثر مثل (نقطة في بحر)، يصرف أنظار القيادة الأمنية والسياسية عن الانشغال بالأساس، وهو إعداد مكثف للجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية للخطر الوجودي المتعاظم من حولنا"، كما جاء في مقاله.