الصفحة الرئيسية / سياسة / التاريخ : 2020-06-30 09:19:58
معهد دراسات إسرائيلي: التغييرات في الحكومة السورية تدل على إحساس الأسد بالتهديد
السويداء - تظاهرة احتجاجية في مدينة السويداء تنديداً بالوضع المعيشي - نورث برس
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
قال معهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي، أمس الاثنين، إن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول مواجهة الأزمة الاقتصادية الناتجة عن قانون "قيصر" الأمريكي وتداعيات كورونا، من خلال إقالة رئيس الحكومة السورية في 11 حزيران/يونيو، وتعيين وزير شؤون المياه حسين عرنوس مكانه.
وتعتبر الدوائر الاستراتيجية في تل أبيب أن تلك الخطوة "دلت على الإحساس بالتهديد الذي يحوم فوق الأسد نتيجة الاحتجاجات الشعبية والأزمة الاقتصادية، وهدفها تمرير رسالة أن عرنوس هو المسؤول عن الوضع أكثر من الرئيس".
التخوف المركزي للأسد هو حدوث تصدعات وسط السكان الموالين له الذين تحملوا أضرار الحرب، لكنهم الآن يتضررون من الأزمة الاقتصادية، بحسب معهد الدراسات.
وتطرقت الدوائر الأمنية في إسرائيل إلى تصدعات في الدائرة المقربة من الأسد، إذ أشارت إلى نزاع مغطى إعلامياً بين الرئيس الأسد وابن خاله رامي مخلوف الذي يُعتبر من أغنى الشخصيات في سوريا وصاحب أكبر شركة هاتف خليوي في الدولة "سيرياتيل"، وأحد كبار مستوردي النفط والبضائع الاستهلاكية.
ويكشف النزاع التوترات السائدة بين الأسد ودائرة مقرّبيه التي تُعتبر النخبة الاقتصادية في سوريا، وهي تعبّر في الأساس عن الضغط الاقتصادي الذي يعانيه الرئيس السوري، بحسب الدوائر الإسرائيلية.
وترى إسرائيل أن هتافات الاحتجاجات، تعبّر من بين أمور أُخرى، عن الاستياء والاشمئزاز من الوجود الأجنبي على الأراضي السورية.
وتدل التقارير في الأشهر الأخيرة على أن روسيا تعمق سيطرتها على الدولة، عبر إقامة قواعد عسكرية جديدة، وسيطرة على الأراضي وتوسيع طريقها إلى البحر المتوسط، وتجنيد مقاتلين سوريين للقتال في ليبيا إلى جانب خليفة حفتر، المدعوم من روسيا، وهذا يدل على تطلّع روسيا إلى تحويل سوريا إلى مركز لنشاطها، وإلى ساحة تعبئة لصراعات روسيا الإقليمية- وفق مقال كتبته الباحثة كرميت فالنسي، في معهد دراسات الأمن القومي في مجلة "مباط عال" الإسرائيلية.
وفي خلفية هذه العمليات، تُسمع انتقادات في وسائل إعلامية رسمية في روسيا بشأن أداء الأسد، الذي يُصوّر كرجل ضعيف فاسد لا يتمتع بالدعم الشعبي. "دوافع روسيا في هذا الخصوص غير واضحة، والفرضيات تتأرجح بين السأم من نظام الأسد وإعداد الأرضية لإبعاده، وبين استخدام الضغط عليه للسماح لروسيا بالحصول على حصص اقتصادية إضافية من موارد سوريا"، بحسب مراقبين.
وتتساءل دوائر إسرائيل الاستراتيجية "هل آن الأوان لسوريا من دون الأسد؟".. ثم تجيب، قائلة: "ضعف الأسد وقابلية إصابته يشكلان نافذة فرص يجب استغلالها من المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة. حتى الآن، قبِل المجتمع الدولي استمرار سيطرة الأسد، لكن في ضوء تراكُم الأحداث في الفترة الأخيرة، والتي تظهر تآكلاً كبيراً في التأييد الداخلي للأسد، المطلوب إعادة تقييم السياسة القائمة".