التنقييب العشوائي عن الآثار لم يعد سراً في السويداء

السويداء- نورث برس

لا يخفي سكان في السويداء، جنوبي سوريا، أعمالهم غير القانونية في التنقيب العشوائي عن الآثار واللقى الأثرية وبيعها لتجار ومهربين.

وتشير مصادر محلية إلى عدم وجود رقابة من أي جهة على المواقع الأثرية التي طالتها الأضرار طيلة سنوات الحرب في البلاد.

وبيع اللقى الأثرية للحصول على المال هو الهدف الرئيسي للباحثين عبر التنقيب العشوائي عن الآثار.

وقال عامر الريشاني (34 عاماً)، وهو من سكان السويداء، إنه وكثيرين يعملون في البحث في الخرب والمواقع الأثرية بشكل عشوائي بهدف “تحسين أوضاعهم المعيشية”.

وأضاف أن اللقى الأثرية التي يحصلون عليها “ذات قيمة وتجلب الكثير من المال”.

ويبيع “الريشاني”، الذي تم فصله من مديرية الاتصالات الحكومية لأنه متخلف عن الخدمة العسكرية الإجبارية، “لسمسار يأتي من دمشق ويشتري اللقى المتوفرة بالدولار”.

ويرى أنه لا يمتلك فرصاً أخرى للعمل تؤمن له دخلاً كما يحصل عليه الآن.

وقال عادل الحسن (25 عاماً)، وهو من سكان ريف السويداء الجنوبي، إنه يملك جهازاً لكشف المعادن تمكن من الحصول عليه عن طريق شخص يعمل في التهريب.

وأضاف أنه استعان بداية بمسن “يمتلك خبرة في كيفية التنقيب ويملك أدوات للحفر في مواقع أهداف متوقعة على عمق عدة أمتار”.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال خبير آثار في مدينة شهبا، لنورث برس، إن الحمامات الرومانية في المدينة تعرضت لعمليات تخريب وتنقيب غير مشروعة بحثاً عن لقى أثرية ما أدى لتهدم أساسات لها.

ويعتقد أدهم أحمد، وهو اسم مستعار لمهتم بجمع القطع التراثية في السويداء، أن لا إمكانية حالياً لمكافحة التنقيب العشوائي وتهريب اللقى الأثرية “بسبب الأزمة والفوضى التي تعيشها سوريا”.

ويضاف إلى ذلك تقاعس مؤسسات الحكومة عن أداء دورها في المحافظة على المواقع والمكتشفات الأثري، إلى جانب إهمالها لدور التوعية، بحسب “أحمد”.

 ويشير الرجل لمواقع غاية في الأهمية تاريخياً وأثرياً وسياحياً كقلعة صلخد التي تتعرض باستمرار للتخريب والعبث ما يتسبب بأضرار وانهيارات فيها.

وفي السويداء مهتمون بقضية توثيق الآثار والحفاظ عليها، بينهم مؤرخون وباحثون وآخرون ناشطون ضمن جمعيات تقوم بجهود توعوية.

و”حبق عتيق” و”العاديات” هما اثنتان من تلك المبادرات التي تعنى بتوثيق الأماكن الأثرية بالتصوير أو اللجوء لوسائل قانونية إن أتيحت لحمايتها ونشر ذلك عبر الإعلام.

كما تعقد “العاديات” ندوات وفعاليات بهدف التوعية لأهمية المواقع الأثرية القديمة وضرورة تجنيبها العبث والتخريب.

 بينما يتذرع موظفون في مديرية الآثار في السويداء بأن ميزانيتها لا تكفي حتى لرواتب العمال.

لكن “أحمد” يقول إن الكثير من الطلاب والأشخاص جاهزون للعمل بالتنقيب والترميم “بشكل تطوعي مجاني.”

إعداد: عمر زين- تحرير: حكيم أحمد