حلب- نورث برس
يقول أولياء تلاميذ في حلب شمالي سوريا إن أبناءهم تضرروا هذا العام بسبب عدم توفر كتب المنهاج المقرر رغم مرور أكثر من نصف مدة الفصل الدراسي الأول.
بينما اضطر آخرون لدفع تكاليف إضافية لتأمين بدائل ليست بجودة النسخ التي توزعها المدارس الحكومية.
وفي الخامس من أيلول/سبتمبر الجاري بدأ العام الدراسي في مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وهذا العام، بلغ عدد الطلاب المسجلين في مدرس وزارة التربية السورية أكثر من أربعة ملايين طالب موزعين على 14 ألف مدرسة، بحسب الوزارة.
وتنتشر مراكز البيع الفردية للكتب المدرسية بحلب في أحياء الجميلية والمشارقة والحمدانية وحلب الجديدة وميسلون ومساكن هنانو.
وقال معتز كعكة (45 عاماً)، وهو والد طالب في الصف العاشر في حي الأشرفية، إنه لم يتمكن من تأمين الكتب المقررة لابنه رغم مرور شهرين ونصف من العام الدراسي.
“كتب التربية الوطنية واللغتين الإنكليزية والفرنسية مفقودة تماماً من مراكز البيع الفردية وحتى المكتبات الخاصة لا تملك منها الجديد ولا المستعمل”.
اختبارات بدأت
وأضاف “كعكة”: “أنا مستغرب هل تعلم الوزارة بهذا النقص وكيف لابني أن يتمكن من الإجابة في الاختبارات المرحلية (المذاكرات) التي بدأت والامتحانات الفصلية القريبة”.
وعادة يتم إرسال الكتب المدرسية من المستودعات الرئيسة في عدرا للمدارس الحكومية في المحافظات بدءاً من أيلول/ سبتمبر وهو موعد افتتاح المدارس.
والأسبوع الماضي، نشر الحساب الرسمي لوزارة التربية على موقع فيسبوك تنويهاً لمديرة المكتب الصحفي في وزارة التربية ريما زكريا.
“نرجو من جميع المدارس التي لم يوزع فيها كتب مدرسية حتى الآن التواصل معنا وإعلامنا باسم المحافظة والمدرسة”.
وقال وليد النبهان (50 عاماً)، وهو من سكان حي المشارقة، إنه لم يتمكن من شراء الكتب المقررة لابنته في الصف التاسع رغم استمراره بمراجعة مراكز التوزيع منذ أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأضاف: “التعليم أصبح مكلفاً وخاصة التعليم الحر، كتب صف التاسع لم تكن مكلفة مثل تأمين النوتات البديلة التي دفعت 38 ألفاً لها، نوتة اللغة العربية وحدها كلفتني 12 ألف ليرة”.
ومع تراجع جودة التعليم في المدارس يتبع طلاب في المدارس وآخرون يتقدمون لنظام الدراسة الحرة دورات تعليمية في معاهد خاصة قد يعتمد مدرسوها على كراسات مختصرة للكتب المقررة.
لكن الاختصارات والأخطاء في تلك “النوتات”، بالإضافة لعدم مواكبتها تغيير المناهج والتعديلات الجزئية لها قد يتسبب بفقدان التلميذ درجات في الامتحانات، بحسب مدرسين.
بدائل مكلفة
وفي ظل عدم توفر الكتب في المراكز الحكومية، يشير “النبهان” إلى توفر بعضها في مكتبات خاصة بحلب لكن بعد إضافة ربح لثمنها قد يصل إلى 3500 ليرة سورية.
كما أن بعض أولياء التلاميذ اعتمدوا على طباعة ملفات إلكترونية (PDF) في مكتبات النسخ بعد تنزيلها من الإنترنت، لكن تكلفنها تبلغ في هذه الحال أضعاف ثمن كتب المدارس ومراكز التوزيع.
وتقضي قرارات وزارة التربية بحصول تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي على كتب مجانية تستردها المدرسة نهاية العام، وذلك في إطار ” قانون مجانية التعليم”.
وفي التاسع من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، قال علي عبود، وهو مدير المؤسسة العامة لطباعة وتوزيع الكتب الحكومية، إن “توزيع الكتب المدرسية الجديدة والمجانية سيكون حصراً لطلاب الصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي”.
لكن سلمى بغدادي (35 عاماً)، وهي من سكان حي الفيض، تقول إن ابنتها في الابتدائية استلمت من مدرستها كتباً مستعملة، “لم تستطع الاستفادة منها كونها تحمل إجابات جاهزة وخاطئة”.
وعند مراجعة المدرسة وعرض المشكلة على الإدارة كانت الإجابة “هاد الموجود”، بحسب ما نقلته والدة الطفلة.
وتضيف “بغدادي”: “كنت مجبرة على دفع 12 ألف ليرة سورية ثمن نسخة كتب جديدة لضمان المستوى التعليمي لابنتي”.