محلل سياسي لـ”نورث برس”: لا يمكن الوثوق بأردوغان.. ودمشق تطلب موقفاً أشد حزماً من الحلفاء
دمشق – أحمد كنعان – NPA
قال المحلّل السياسي سلمان شبيب أنّه لا يمكن الوثوق بأردوغان وتعهداته، وبيان وزارة الخارجية للحكومة السورية كان موجّهاً للحلفاء لاتخاذ موقفٍ أشدَّ من أجل لجم الأطماع التركية في سوريا.
وأضاف المحلّل السياسي لـ "نورث برس" أنّه لا يمكن لأحدٍ أن يتنبأ بالتطورات والتحولات التي شهدتها المنطقة الشمالية في سوريا حيث "حاولت القوى المتواجدة والفاعلة وخاصةً روسيا وامريكا ضبط ايقاع الموقف التركي وفق حساباتها الخاصة من خلال التفاهمات الملتبسة التي ابرمتها مع تركيا وأعطت بموجبها كلٌ من أمريكا وروسيا الضوء لها لتحقيق مكاسبٍ غير مفتوحة على الأرض".
والواضح أنّ الحكومة في دمشق لم تكن مرتاحةً لاتفاق سوتشي بحسب ما يصف شبيب، وأنّ قبولها به لقناعتها بأنّه "لا يمكن الوثوق بأردوغان وتعهداته".
ويتابع قوله "تعمدت تركيا اللعب على تناقضات الموقفين الروسي والأمريكي لتحقيق مكاسب على الأرض أكبر مما سمح به اتفاق سوتشي من خلال الدفع بالمجموعات الارهابية التي استقدمتها من إدلب وحلب للقيام بممارساتٍ اجرامية يومية بحق الأهالي".
بحيث ظهر وكأن "اتفاق سوتشي بدأ يترنّح وتركيا قبلت به فقط كغطاء مرحلي لتحركها".
وحول بيان وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية علّق المحلّل السياسي "لاشك أنّه كان موجهاً بالأساس إلى الحليف الروسي وإلى حدٍ ما إلى ايران بأن المطلوب من الحلفاء موقفٌ أشد حزماً يلجم الأطماع التركية ويوقف عدوانية أردوغان المتصاعدة ويضع حداً لمناوراته ولعبه على التناقضات واستغلال حاجة الأطراف الفاعلة له لتحقيق أطماعه الواضحة في الأرض السورية".
ووفقاً لشبيب وصل الوضع إلى مرحلةٍ بالغة التعقيد والخطورة "فانهيار اتفاق سوتشي الذي تخرقه يومياً تركيا والمجموعات الإرهابية المتعاونة معها يضع الجميع أمام احتمالاتٍ مفتوحة وعالية الخطورة في منطقةٍ تتواجد فيها قوى دولية عظمى كروسيا وأمريكا وقوى اقليمية كبيرة كتركيا وايران".
ويرى شبيب أنّ استمرار الاتفاق بصيغته الحالية ووضعه المترنح الحالي "يسمح لأردوغان بتجاهله وخرقه يومياً وقضم المزيد من الأرض والمواقع والتهديد المستمر بمتابعة هجومه وعملياته العسكرية الواسعة بحججٍ وتبريراتٍ واهيةٍ كعدم انسحاب قوات قسد حسب الاتفاق وهو ما كذبته روسيا".
وختم شبيب حديثه بالقول "المطلوب اليوم موقفٌ روسي حازم ينقذ اتفاق سوتشي ويلزم تركيا بتنفيذه بشكلٍ دقيقٍ منعاً لانزلاق الوضع وتدهوره ووصوله إلى مرحلة الانفجار التي لا أعتقد أن أحداً من الأطراف كلها يمكن أن يتحمل نتائجها".