سياسيون سريان: التاريخ يعيد نفسه بالهجوم على الآشوريين بهدف إبادة جذور شعب كامل في الجزيرة
القامشلي – ريم شمعون / سركون يوسف – NPA
مع استمرار الغزو التركي لشمال شرقي سوريا، واستمرار الصمت الأوروبي غير المبرر على هذه الهجمات، تحدث السياسيون السريان عن هذا الموقف، معربين عن آرائهم حول إيقاف الإبادة العرقية وقتل المسيحين.
إذ قالت صباح شابو، مسؤول اتحاد السرياني في مدينة القامشلي لـ"نورث برس": إن هذا الصمت ليس الأول من نوعه من قبل أوروبا، فقد تعرض مناطق الخابور، التي كان يسكنها عدد كبير من السوريين والآشوريين في عام 2015 لهجوم من تنظيم (داعش) وتهجيرهم من مناطقهم، بما في ذلك إبادة بعضهم وقتلهم".
وأردفت أنه في "ذلك الوقت أيضاً، لم يبدو على أية دولة أوروبية ردة فعل عما قامت به (داعش)، وهذا الموضوع يتكرر الآن في تل تمر".
كما تابعت بأن هناك بعض أصدقاء السريان موجودين في دول أوروبا لمحاورة البرلمانات والمجتمع الأوروبي، وإيصال صوت الشعب السرياني الموجود في الجزيرة السورية، ولكن لا توجد أية استجابة من هذه الدول وبرلماناتها أيضاً.
وناشدت جميع المنظمات والبرلمانيين الموجودين في أوروبا قائلة: "نريد أن يقفوا مع الشعب السرياني الأشوري الكلداني الذي يتعرض لإبادة ثانية، حيث أنهم يجب أن يبدوا ردود فعل حقيقية لأنه في حال تم إبادة هذا الشعب سيكون إبادة جذور الشعب في الجزيرة".
بدوره أوضح "حنا صومي" عضو في ملتقى الأديان، أن المعركة اليوم هي على ضفاف الخابور والقرى الاشورية، واليوم التاريخ يعيد نفسه بالهجوم على الشعب الأشوري، وهي هجمة بهدف أن تتم إبادة هذا الشعب.
وأضاف صومي، أنه في المناهج التركية لا وجود للشعب الأشوري السرياني والكلداني منذ أكثر من ثمانين عاماً، رغم أن هذه الشعوب هي صاحبة الأرض، وأبناء بيث نهرين "ميزوبوتاميا"، معتبراً هذا الشيء هو نتيجة العقلية الشوفينينة الاستئصالية.
ويوضح صومي حول ردود الفعل الأوروبية، بأن "أوروبا تسمى بالقارة العجوز وأثبتت هذا حين لم تفعل شيئاً، وتم استغلالها من قبل السلطان العثماني الديكتاتوري".
ويردف صومي، "هذا السلطان يتلاعب بحضارة وعظمة وتاريخ وقوة أوروبا، حيث أن هذه الامبراطوريات العظيمة لم تدِن العملية التركية".
وأكد صومي، أن "بابا الفاتيكان استقبل أردوغان في الفاتيكان بعد أسبوع من عملية الهجوم على منطقة عفرين، وجرى تسليمه درع بطل السلام".
واعتبر أن الماكينة الإعلامية تريد أن "تقتل وتدمر الشعب في الشرق ولا يبقى نور السيد المسيح ونور أوغاريت وإيبلا وأفاميا وبيث نهرين بشكل عام، وبشكل خاص الأبجدية التي أعطيناها للعالم".
ولم يختلف داوود داوود مسؤول المنظمة الأثورية الديمقراطية بالرأي عن شابو وصومي، حيث يؤكد داوود قائلاً: "نحن كمسيحيين في الشرق علينا أن لا نعول على المجتمع الأوروبي بخصوص حقوقنا ووجودنا".
وتابع: "علينا أن نسعى مع شركاءنا في الوطن ببناء دولة علمانية ديمقراطية، دولة تعتمد على مبدأ المواطنة المتساوية والكاملة والشراكة الحقيقية في هذا الموضوع".
ويوضح داوود بالقول: اليوم كسريان أشوريين "لدينا ممثلين في مشروع الحل السياسي في سوريا، بعد انطلاق أعمال اللجنة الدستورية، وأن هذا المسار سيوصلهم إلى دولة ديمقراطية علمانية تعددية، تؤمن بحقوق الإنسان والمكونات من السريان الآشوريين والكلدان والعرب والكرد على أساس المساواة والعدل في سوريا".