دبلوماسيون: زيارة أردوغان إلى واشنطن لن تغير شيئاً من المعادلة
NPA
صرح دبلوماسي أمريكي سابق، بأن صمت الإدارة الأمريكية حول هجوم القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها، ناتج عن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بشكل منفرد. في حين أشار أكاديمي في معهد الشرق الاوسط إلى أن السبب الحقيقي لصمت الإدارة الأمريكية هو أن البيت الأبيض متخّبط وينتقل من موقف إلى آخر دون اعتبار لا لآراء المؤسسات ولا للمصالح الأمريكية.
الصمت الأمريكي
صرّح نبيل خوري الدبلوماسي الأمريكي السابق, لـ"نورث برس" بأن صمت الإدارة الأمريكية عمّا يحصل في شمال سوريا، ناتج عن قرار اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً بدون استشارة أحد, لا في المؤسسة العسكرية الأمريكية ولا المخابرات ولا حتى في الخارجية.
وأكّد الخوري أن قرار ترامب "اعتباطي يرجع إلى مصلحته الشخصية وعلاقته بروسيا, كما أن هذا القرار يتماشى مع فلاديمير بوتين, وأن هناك ترابطاً قوياً ما بين الرئيسين".
وبناءاً على ما سبق فإن قرار ترامب "لا يراعي لا المصلحة الأمنية الأمريكية ولا مصلحة الكرد في الشمال السوري".
وأشار خوري إلى أن "واشنطن موافقة منذ البداية على العملية العسكرية التي تشنّها تركيا في شمال شرقي سوريا, وأُعطيت هذه الموافقة بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان".
كما نوّه خوري: إلى أنه لا يتصور "بعد كل ما حصل أن تأخذ الولايات المتحدة موقفاً قوياً, لأن الوضع اليوم بيد روسيا وهنالك تفاهم بين أردوغان وبوتين وبشار الأسد وهذا هو الواقع".
حقول النفط
أما بالنسبة لحقول النفط فقد صرّح خوري أن قرار ترامب جاء بشكل مفاجئ حتى الإدارة الأمريكية لم تكن تعلم, ولكن بالواقع أمريكا لن تحصل على هذا النفط لمصلحتها, بل هي مسألة وجود بعض القوات في تلك المنطقة ربما لصد هجمات محتملة من قِبل "تنظيم الدولة الإسلامية".
واستدرك في تصريحه بأن "هذه المسألة ستُصّفى عندما يستتب الوضع بين روسا وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد, حينها ُيقرر ماذا يحصل لهذه الحقول".
وأضاف أن "هذا الوجود الأمريكي رمزي وضعيف جداً في تلك المنطقة ولا يعني أي شيء ونفوذ أمريكا قد انتهى", مشيراً إلى أن هذه الإدارة "لا تفكر تفكيراً استراتيجياً عميقاً, وعندما يستتب الأمن وتتم هنالك اتفاقات وصفقات على الأرض, أمريكا لن يكون لها دور".
وفيما يتعلق بزيارة أروغان إلى واشنطن قال خوري: "لا أتصّور أن زيارة أردوغان ستغير شيئاً في هذه المعادلة, بالنهاية هذا تكريس لما حصل وإظهارٌ للرأي العام بأن هناك تفاهم مع تركيا وأن العلاقات الأمريكية التركية على أحسن حال ولن يكون هناك أي تأثير أمريكي لعقلنة ما يجري في الشمال السوري".
تخبط البيت الأبيض
وبذات الصدد صرّح الدكتور حسن منيمنة الأكاديمي في معهد الشرق الأوسط لـ"نورث برس", أن السبب الحقيقي لصمت الإدارة الأمريكية هو أن البيت الأبيض متخّبط و ينتقل من موقف إلى آخر دون اعتبار لا لآراء المؤسسات ولا للمصالح الأمريكية.
كما أضاف أن ترامب "لا تعني له المسألة ولا يوجد اهتمام أو مبالاة حول ما يحدث في الشمال السوري وسبب تنازلاته لصالح تركيا هو أنه غير معني بالموضوع, لأن المصلحة تتعلق بالمسألة الانتخابية الآنية الداخلية".
وبخصوص انتشار القوات الامريكية في حقول النفط أشار منيمنة، إلى أن "الرئيس يتخذ القرارات اعتباطياً ارتجالياً والمؤسسات تسعى إلى التلطيف من حدة هذه القرارات"، لذلك "لا أعتقد بأنه يصح أن نقرأ هذه الخطوة الأمريكية على أنها جاءت لتسهيل أمرٍ ما أو لتحقيق أمرٍ ما".
وختم حسن منيمنة الأكاديمي في معهد الشرق الأوسط، حديثه لـ"نورث برس" قائلاً: "أعتقد أن تكون زيارة أردوغان لواشنطن مرتبكة على أكثر من مستوى ولا نستطيع أن نقول بأنها إشارة للتّبدل في المواقف السياسية ولا يمكن التعويل على أي شيء بهذا الصدد".