خبيران في شؤون الإرهاب: ولاية تركيا يُرجَّح تواجدها بعنتاب والبغدادي عين بديله قبل مقتله رغم الخلافات الداخلية

عين عيسى – عدنان منصور – NPA

قال مسؤولان خبيران في الشؤون الإرهابية والجماعات الإسلامية، إنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لا يزال يشهد حالةً من الرواج، وأنه أخفق في إدارة ولاياتٍ جديدةٍ قام بافتتاحها، وأن ولاية تركيا قد يكون لها تواجد في غازي عنتاب والريحانية.

خلافت ما بعد البغدادي

وأكّد فاضل أبو رغيف، الخبير الأمني والمختص في شؤون الارهاب والجماعات المتطرّفة لـ"نورث برس"، أنّ مقتل أبو بكر البغدادي يستلزم أن يكون هناك بديلٌ عنه، يلتئم مجلس الشورى واللجنة المفاوضة، وأنّ التنظيم لا يعتمد على أشخاصٍ، إنما يعتمد على روح المجموعة.

وأضاف أنّه حتى الآن لم يتضح أنّ عبدالله قرداش المُلقب بـ"أبو ابراهيم الهاشمي" هو الخليفة الرسمي، لأنّه ليس من أصل هاشمي، بل هو والي العراق، لكن هناك خلاف عليه من قبل خط الجزيرة وخط التوانسة والمهاجرين العرب والاجانب.

أبو رغيف أشار إلى أنّ البغدادي "لجأ إلى فتح ولاياتٍ جديدةٍ لكنه أخفق في افتتاحها، ومن بينها ولاية النخيب الواقعة في فرات العراق عند أطراف مدينتي كربلاء والأنبار".

كما نوّه أنّ "ولاية تركيا قد يكون لها تواجد في غازي عنتاب والريحانية، وأيضاً في افريقيا قد يكون له تواجد فعّال في مدينتي سرت وسيناء".

وتابع أنّ التنظيم "لا يزال يشهد حالةً من الرواج، وفي جنوب افريقيا قد يشهد التنظيم ولاداتٍ جديدةً في ظل هذه الانقسامات".

الهاشمي والتركمانية

وبدوره تحدّث مروان شحادة الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية لـ"نورث برس" أنّ ابو ابراهيم القرشي (عبد الله قرداش) تركماني الأصل بالنسبة للمكان وليس نسباً.

وأوضح قائلاً: "بمعنى هو عربي ولكنه مقيم في تل أعفر، فكان ينسب نفسه إلى أنّه تركماني للتمويه وتضليل الناس".

ويشدّد على أنّه "لا يجوز أن يكون الخليفة تركمانياً أو غير قرشي بالنسبة لأيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ".

تابع شحادة حديثه حول تعيين خلف للبغدادي، أنّ الأخير شكّل لجنةً برئاسة عبدالله قرداش "وهذه اللجنة هي ما سمّاها اللجنة المفوضة، ثم أوصى في حال مقتله، أن يتم تعيين أبو إبراهيم القرشي خلفاً له، لأنّه يدرك تماماً قدرة القرشي على التنظيم.

وفيما يتعلق بأنّ الهاشمي تركماني الأصل، ذكر شحادة أيضاً أنّه من أصلٍ عربيٍ، لأنّ التنظيم بأيدولوجيته لا يؤمن أن يكون غير قرشي، حتى لو كان عربياً بل يجب أن يكون قرشياً وهاشمياً حتى تكتمل الشروط للخلافة.

ما بعد الباغوز

وحول مقتل البغدادي في ادلب تحديداً في منطقة باريشا، قال شحادة إن "هناك دلالةً على اختياره المكان الاكثر أمناً، وغير متوقعٍ من قبل الفصائل".

وقال شحادة أنّ البغدادي في خطابه ما قبل الأخير بعد معركة الباغوز وخسارة التنظيم لهذا الموقع، "كان موجوداً هناك، وخرج منها سراً ودفع عشرات آلاف الدولارات للوصول إلى مناطق أخرى.

وختم شحادة حديثه قائلاً: "أنا أظن أنّ هناك عدة دلالاتٍ في موضوع تناوله لتركيا، والدور الذي تلعبه تركيا ضدّ التنظيم ومحاصرته، وأنّ البغدادي كان يحاول في إشارته الى افريقيا، أن يدل على المكان الذي يتوسّع ويتمدّد فيه التنظيم".

وأردف مرجّحاً بأنّ التنظيم يركز على تلك البلدان المرشّحة، لأن تكون بلداناً ضعيفةً فاسدةً ودولاً متفككةً، "بسبب وجود بعض الجماعات والفصائل التي بايعت التنظيم، على الرغم من أنّ كثيراً من هذه الجماعات ما زالت أعدادها صغيرةً وغير فاعلةٍ".