دمشق ترفض تبريرات أنقرة.. ومندوب روسيا: لا يمكن تسوية المسألة الكردية دون استعادة الحكومة لأراضيها

NPA
رفضت دمشق تبريرات تركيا لأعمالها "العدوانية" على الأراضي السورية تحت أي ذريعة، في حين أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أنه لا يمكن تسوية المسألة الكردية دون استعادة الحكومة السورية لسيطرتها على كامل الأراضي السورية، بدورها قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن العملية العسكرية التركية أثرت بشكل كبير على الوضع الإنساني في شمال شرقي سوريا.
لا تبريرات تحت أي ذريعة
أعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عن رفض دمشق لتبرير تركيا "أعمالها العدوانية" على الأراضي السورية تحت أي ذريعة.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، إن "مزاعم النظام التركي التي ساقها لتبرير عدوانه على الأراضي السورية تؤكد حالة الانفصام التي يعاني منها".
المندوب أكد أن سوريا "تدين بأشد العبارات العدوان التركي وترفض رفضا قاطعا محاولة نظام أردوغان تبرير أعماله العدوانية تحت أي ذريعة"، متهما تركيا بـ "إدخال عشرات آلاف الإرهابيين الأجانب إلى سوريا وتزويدهم بالسلاح وسرقة نفط سوريا وآثارها وقمحها ومصانعها ومنتجاتها".
وأسفر "العدوان التركي عن احتلال أراض سورية واستشهاد وإصابة مئات المدنيين ونزوح مئات الآلاف ووقوع أضرار كبيرة بالبنى التحتية"، حسب ما أوضح الجعفري.
كما أشار إلى أن تحسين الوضع الإنساني في سوريا يتوجب الالتزام التام باحترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها من خلال التصدي للتدخلات السياسية والعسكرية والاقتصادية الخارجية في شؤونها.
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أكد على مطالبة سوريا "بضرورة رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب والتعاون التام مع الدولة ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب".
استعادة السيادة
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إنه لا يمكن تسوية المسألة الكردية دون استعادة الحكومة السورية لسيطرتها على كامل الأراضي السورية.
وأكد نيبينزيا أن "المذكرة الروسية التركية التي لها أهمية محورية لإرساء الاستقرار في سوريا… تؤكد بوضوح احترام سيادة ووحدة أراضي سوريا".
وأشار إلى أن تسوية المسألة الكردية "مستحيلة بدون استعادة سيطرة الحكومة السورية على كامل الأراضي الوطنية والحدود".
وتابع: "ننطلق من أنه في نهاية المطاف يجب تحرير سوريا من الحضور العسكري الأجنبي غير الشرعي".
ترحيب بوقف العملية
عبر المستشار الخاص للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، مايكل باركين، عن ارتياح واشنطن من إعلان تركيا وقف عمليتها العسكرية في شمال شرقي سوريا.
وخلال جلسة في مجلس الأمن أمس الخميس، قال باركين بخصوص ما يتعلق بالوضع في سوريا: "ترحب الولايات المتحدة بالإعلان الذي جاء يوم أمس بأن تركيا توقف هجومها في شمال شرق سوريا وتوافق على وقف دائم لإطلاق النار".
باركين أشار إلى أن بلاده رفعت العقوبات عن تركيا التي كانت فرضتها في الـ14 من تشرين الأول/أكتوبر، بسبب هجومها على شمال شرقي سوريا.
وأوضح أن "العملية تسببت بتهجير قرابة /180/ ألف سوري من منازلهم في بلد يعتمد فيه أصلاً /11/ مليون شخص على المساعدات الخارجية".
وتأمل واشنطن أن تلتزم السلطات التركية وقوات سوريا الديمقراطية بالهدنة والتي أعلنت بموجب مذكرة تفاهم تبناها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء الماضي، بحسب باركين.
وتوقع أن "تفي تركيا بالتزاماتها بخصوص منع استئناف عمليات (داعش) في المنطقة، وضمان حراسة آمنة لمسلحي (داعش) المعتقلين سابقا".
وأعرب الدبلوماسي الأمريكي عن قلقه إزاء تقارير تفيد بأن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا استهدفت المدنيين، مؤكدا: "في حال التأكد من صحة تلك التقارير فقد تصنف هذه الأعمال كجرائم حرب". ودعا تركيا إلى فتح تحقيق في تلك الإفادات على الفور ومحاسبة المتورطين في الجرائم إن حصلت.
الوضع الإنساني
قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا أثرت بشكل كبير على الوضع الإنساني هناك.
المسؤولة الأممية أشارت في كلامها أمام مجلس الأمن، إلى أن " العملية العسكرية التركية، أثرت بشكل كبير على الوضع الإنساني في المنطقة"​​​.
ووفقا لها، تلقت الأمم المتحدة تأكيدات من تركيا، بأنها ستبذل أقصى الجهود لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية.
وقالت: "خلال الأسبوعين الماضيين، غادر /180/ ألف شخص فقط بينهم حوالي /80/ ألف طفل، المنطقة الواقعة على الحدود بين سوريا وتركيا"، مشددة على ضرورة السماح لهم بالتنقل بحرية والعثور على أماكن آمنة.
وأكدت أن أكثر من /10/ آلاف شخص، هربوا إلى العراق منذ بدء العملية العسكرية في شمال شرقي سوريا.
مولر أشارت إلى أن "الأمم المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء احتمالات نشوب المزيد من الأعمال العدائية، على طول الحدود التركية السورية".
يذكر أن مذكرة التفاهم التي اتفق عليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي يوم 22 تشرين الأول/ أكتوبر تنص على الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة بين تل أبيض ورأس العين بشمال سوريا ودخول الشرطة العسكرية الروسية وقوات حرس الحدود السورية إلى المناطق المتاخمة لها، بالإضافة إلى تسيير دوريات روسية – تركية مشتركة.