الكلس بديل الطلاء لدى سكان في ريف دمشق

دمشق – نورث برس

لجأ حسن ضومط (54 عاماً) وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية ويسكن في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق لطلاء الفناء الخارجي لمنزله بمادة الكلس هذا العام قبل عيد الأضحى، وذلك “لرخص ثمنه”.

وجرت العادة على أن يقوم أصحاب المنازل العربية بطلاء الفناء الخارجي لمنازلهم مع قدوم فصل الصيف أو قبل موسم الأعياد، للتخلص من أثار الرطوبة والأمطار وإضفاء مظهر حسن عليها.

لكن “ضومط” وجيرانه تخلوا عن هذه العادة لعدة سنوات مع ارتفاع أسعار الطلاء وعدم قدرتهم على تحمل تكاليفه.

ويعد تراجع مستوى الدخل وارتفاع الأسعار سبباً رئيسياً لانكفاء سكان عن استخدام مواد الطلاء، في ظل الإقبال على مادة الكلس نظراً لرخص سعره.

لمتابعة جميع الأخبار… حمل تطبيق نورث برس من متجر سوق بلاي

ويبلغ سعر 25 كغ (شوال) من الكلس 17 ألف ليرة سورية، فيما يتراوح سعر سطل (٢٢ كغ) من الطرش بين  ٤٥ و٧٥ ألفاً بحسب النوعية.

ويتراوح سعر كالون الزياتي (٤ كغ) بين ٢٠ – ٧٥ ألف بحسب النوعية.

وذكر “حسن” أنه بعد وصول حال المنزل إلى وضع غير محتمل قرر طلائه، قبل أن ينصحه صاحب محل بيع مواد الطلاء باستخدام الكلس ليوفر على نفسه التكلفة، وقد نصحه بخلط الملح البحري مع الكلس عند إذابته حتى يتجنب تعلقه بالثياب عند لمسها.

وأشار “حسن” إلى أنه وجد في الكلس “بديلاً ممتازاً” عن الطلاء مقارنة بفرق السعر، حيث وفر على نفسه مبلغ ٤٠ ألف ليرة، ولم يتكلف أكثر من ٢٥ ألف ليرة لطلاء الفناء الخارجي لمنزله.

وتعتبر مادة الكلس (الجير) من أقدم المواد المستخدمة في طلاء الجدران، تستخرج من مقالع الصخور الكلسية، وتذاب بالماء وتستخدم لتبييض الجدران.

ومع تراجع تجارة الطلاء، اضطر سمعان بركات (٤١ عاماً) وهو صاحب محل لبيع الطلاء ومستلزماته ببلدة صحنايا بريف دمشق، لإدخال بعض مواد البناء الأخرى لمحله للتجارة بها وتعويض تراجع الدخل.

وقال إن تجارة مواد الطلاء لم تعد ذات جدوى مع انكفاء السكان على  الشراء وأثر ذلك سلباً على عمل الورشات أيضاً.

وقال رافع تركي (٣٦ عاماً) وهو صاحب ورشة لطلاء المنازل في دمشق، إن عمل ورشته تراجع كثيراً في السنتين الأخيرتين.

وذكر “تركي” أنه بعد أن اعتاد حجز المواعيد لطلاء الشقق في مختلف أنحاء دمشق، بات يقضي الشهر في بعض الأحيان بدون أن يقوم بطلاء منزل واحد.

وأضاف أنه حاول في السابق تطوير عمله بتعلم طرق مزج الألوان وخط بعض الرسومات، قبل أن يضطر السكان لقبول الطلاء بلون واحد ونوع واحد من الطلاء اختصاراً للتكلفة.

لكن في الوقت الحالي، يلجأ السكان لطلاء منازلهم بأنفسهم إن قاموا بطلائها، وذلك توفيراً لأجرة “معلم” الطلاء، بحسب “تركي”.

إعداد: وسام عبد الله – تحرير: سوزدار محمد