أحزاب سياسية سورية: الاتفاق الأمريكي ـ التركي هو استمرار للنهج الاستعماري التقسيمي لسوريا

حلب – زين العابدين حسين – NPA
أكد ساسة وحقوقيون سوريون في استطلاع أجرته "نورث برس" لمجموعة من رؤساء وأعضاء أحزاب سورية حول تداعيات المعركة رفضهم للعملية التركية في مناطق شمال وشرقي سوريا، واستمرارها، رغم إعلان وقف إطلاق النار لمدة /120/ ساعة والذي دخل حيز التنفيذ مساء الخميس 17 تشرين الأول/ أكتوبر بمبادرة أمريكية وموافقة تركية بشرط انسحاب قوات "قسد" مسافة /32/ كيلو متر باتجاه العمق.
رفض سياسة الأمر الواقع
اعتبر الأمين العام للحزب الديمقراطي السوري أحمد مصطفى كوسا أن وقف إطلاق النار من قبل التركي هو بمثابة ذرِّ الرماد بالعيون وإبعاد الأنظار عن العدوان على الأراضي السورية والشعب السوري والذي وصفه بـ"العدوان السافر".
ورفض كوسا الهجوم التركي قائلاً بأنهم في الحزب الديمقراطي السوري، أعلنوا رفضهم لهذا العدوان السافر على دولة مستقلة ذات سيادة وطالبوا المجتمع الدولي بأخذ دوره للتدخل السريع لوقف هذا العدوان.
وتابع: "أنّ ما تسعى إليه تركيا وبدعم أمريكي بفرض سياسة الأمر الواقع وإقامة منطقة آمنة في المناطق الشمالية من سوريا، هو حلم أردوغان منذ أن بدأ بدعم وإدخال المرتزقة الإرهابين إلى سوريا أي منذ بداية المؤامرة على سوريا".
كما أكد كوسا بأن الأمر مرفوض من قبل كافة أبناء الشعب السوري باختلاف انتماءاتهم، وسوف يقاومون هذا المشروع بكافة الوسائل المتاحة حتى طرد القوات التركية من آخر شبر من الأراضي السورية.
التأكيد على وحدة سوريا
بينما أكد رئيس حزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي في سوريا "محمد صوان" بأنَّ الكرد لم ينظروا للأمور بحكمة وعقلانية قائلاً "منذ البداية نصحت الأخوة الكرد بأن لا يتهوروا بانفعالات ارتجالية كي لا يكون ضحية للعبة الدول الكبرى وأن يعتبروا مما جرى للشعب السوري".
ويضيف صوان بأن الاتفاق بين أمريكا وتركيا هو "تنفيذ لما كان مبرم بينهما تحت الطاولة ولو لم تكن واشنطن راضية بملء إرادتها لما تم الاتفاق عليه وإعلانه للمجتمع الدولي أي إخراجه من تحت الطاولة إلى العلن".
وأوضح بأنهم في حزب الإصلاح الديمقراطي الوحدوي في سوريا "نؤكد على وحدة الأراضي السورية ونرفض رفضاً قاطعاً أي مس بوحدة ترابها ونعتبر أي قدم غير سورية تطأ أرضنا هي جهة محتلة".
تركيا داعمة "للإرهاب"
فيما يرى الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري مصطفى قلعه جي، بأن "ما نشهده اليوم من تنفيذ بنود الاتفاق هو ما عُقد في القدس بتاريخ 24 حزيران/ يونيو من هذا العام"، والذي ضم كل من جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي ونيكولاي باتروشيف الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي ومائير بن شبات مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، هذا اللقاء الذي استمر يومين وتم التوافق على احتلال تركيا للأراضي السورية المحاذية لحدودها.
ووفقاً لقلعه جي فإن الاتفاق كان بتكليف قطر بدفع الكلفة المالية للعملية وسيطرة تركيا على الأراضي السورية بعمق عشرين ميلاً (كما ورد في الاتفاق) وكمرحلة أولى، المنطقة الواقعة بين رأس العين وتل أبيض وكمرحلة ثانية السيطرة على طريق M4 بكامله، على حد وصفه.
وأما بخصوص عزم تركيا السيطرة على أراضي في الجانب السوري يرى قلعه جي بأن انتشار القوات الحكومية على الحدود الشمالية، يؤكد أنه لا وجود لفصائل مسلحة أو أي شكل من أشكال "الإرهاب" وبذلك لا يحق للجانب التركي حق استعمال اتفاقية أضنه 1998 والتوغل في الأراضي السورية، وأن تركيا هي من تدعم "الإرهاب" وتتحالف معه وينطبق عليها القرار /2170/ الصادر عن مجلس الأمن الدولي لعام 2014 وعلى المجتمع الدولي وضعها تحت الفصل السابع من ميثاق هيئة الأمم المتحدة لا أن يتآمر معها، حسب وصفه.
ونوَّه إلى خطورة ما تتعرض له البلاد حسب وصفه، من تقسيم فعلي للثروات والأرض بين الدول المسيطرة، داعياً إلى تلاحم السوريين جميعاً لصد ما وصفه بالعدوان التركي وحلفائه على سوريا، معتبراً إياه مؤامرة تستهدف جميع السوريين وليس بعضهم، كما أثنى على مقاومة "قسد" ضد الجيش التركي والفصائل المعارضة المدعومة منه.
هل العملية التركية مسرحية؟
فيما أوضح نبيل أحمد صافية، عضو المكتب السياسي وعضو القيادة المركزية في الحزب الديمقراطي السوري وعضو اللجنة الإعلامية لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا، أنَّ الاتفاقية التي أعلن عنها وزير خارجية تركية أوغلو تنسجم مع ما تريده تركيا ويلبي رغبتها ويحقق مبتغاها، وتأتي الاتفاقية استمراراً للنهج الاستعماري التقسيمي لسوريا في إقامة المنطقة الآمنة.
ووفقاً لصافية سيتم من جديد إحياء اتفاقية أضنة و"ربما سنسمع قريباً بترسيم الحدود بين سوريا وتركيا" قائلاً "أترك ما ستحدده وتبرزه الأيام القليلة القادمة من نقاط انتشار الجيش وترسيم الحدود"، متأملاً  من الدولة أن تبرز تلك الاتفاقية للشعب السوري عبر الإعلام الرسمي ليكون الشعب صاحب قرار أيضاً فيما سيتم الاتفاق عليه كونه ضحّى بكل ما لديه من أجل وحدة تراب وطنه واستقلاله وسيادته، حسب تعبيره.
ونوه بأنَّ اتفاقيات ثنائية أو ثلاثية تمت بين روسيا وتركيا وسوريا وسواها من الدول وكلها نفذت، وما كنا نسمعه من بداية الحرب على سوريا وما كانت تصرح به الدول سواء في إقامة المنطقة الآمنة أو غيرها فلماذا كانت تلك المسرحية من الحرب التركية على الكرد؟، هل هي لتسويق اتفاقية جديدة سنراها قريباً بين تركيا والكرد أو تركيا وسوريا أو سوريا والكرد كجزء مكون رئيسي من مكونات الشعب السوري؛ أو لتكون بوابة الحل في سوريا؟!، على حد استفساره.
رغم إعلان وقف إطلاق النار بين الجانبين أي التركي وفصائل المعارضة المسلحة من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى إلا إنَّ تركيا لم تنفذ الاتفاقية وواصلت قصفها على المناطق السكنية بشمالي سوريا مخلفة عدداً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين رغم تعهدها للجانب الأمريكي، بوقف إطلاق النار لمدة /120/ ساعة.