تراجع الإقبال على الفروج بريف الحسكة وأصحاب مداجن يشتكون من تكاليف مرتفعة

تل تمر- نورث برس

في محل لبيع الفروج ببلدة تل تمر شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا, يساوم الرجل السبعيني عبيد الحسين صاحب المحل لشراء فروج لأسرته.

ولغلاء أسعار الفروج ينتهي به المطاف بشراء نوع دجاج “الأميات”، وهو أكبر من الفروج وويباع بسعر أقل.

ومؤخراً, شهدت أسعار لحوم الفروج قفزات كبيرة في منطقة الحسكة، في ظل ارتفاع قيمة الدولار أمام الليرة السورية.

 ووصل سعر الكيلو غرام الواحد من لحم الفروج  إلى 5200 ليرة سورية (أقل من دولارين)، ما سبب تراجع الإقبال على شرائه في أيام شهر رمضان وحتى قبيل العيد.

الغلاء

ويقول ‘‘الحسين’’, وهو نازح من منطقة سري كانيه ويعمل مزارعاً، إنه لم يقم بشراء اللحوم لأسرته منذ بداية شهر رمضان بسبب غلائها.

وأضاف أنه قام بشراء الأميات بدلاً من الفروج لرخص أسعارها, حيث يباع الكيلوغرام  الواحد من الأميات بسعر 4800 ليرة سورية.

 وأشار إلى أن أولاده هاجروا إلى الخارج لضيق وضعهم المعيشي بعد أن شهد الموسم الزراعي تراجعاً بسبب شح الأمطار هذا العام.

ويقول عواد الممدوح (39عاماً ), وهو من سكان الشدادي وأب لأسرة مكونة من ستة أشخاص، إن دخله المحدود لا يسمح له بشراء الفروج.

وأضاف أن سبب “عدم شرائنا للفروج هو وجود حوائج أخرى ضرورية ذات أهمية أكثر من اللحوم في ظل الوضع المعيشي المتردي.”

ويعمل “الممدوح” على دراجه نارية في أسواق الشدادي لتأمين لقمة العيش لعائلته.

وقبل شهر، بلغ سعر الفروج في الشدادي 4400 ليرة سورية, أما الآن فقد وصل سعره إلى 5200 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد, بحسب “الممدوح”..

ويقول أحمد الحلو، وهو صاحب محل لبيع الفروج في الشدادي، لنورث برس، إن أصحاب محال بيع الفروج “لا يرفعون الأسعار لكن يشترونه من التجار بأسعار عالية.”

وأضاف أن سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج بات حالياً مرتفعاً جداً وأثر على القدرة الـشرائية وبالتالي يؤثر على عملهم.

ومع رفع الإدارة الذاتية الإغلاق الكلي في الثامن والعشرين من نيسان / أبريل الفائت، بدت شوارع بلدة تل تمر مكتظة بحركة المارة على غير المعتاد خلال أيام شهر رمضان.

 بيد أن غلاء الأسعار عكرت صفو ذوي الدخل المحدود في تلبية متطلبات منزله.

ويعتمد سكان منطقة الحسكة، كغيرها من المدن والبلدات في الجزيرة السورية على استيراد اللحوم نظراً لقلة وجود الدواجن في المنطقة.

غياب الدعم

ويواجه مربو الدواجن المحليون العديد من الصعوبات في تربية الدجاج، أهمها تذبذب سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار المواد التي تأتي بالمجمل من الخارج.

ويقول حسين داوي (60 عاماً), وهو مربي دواجن في بلدة تل تمر، إنه تكبد خسارة “ما يقارب 30 مليون ليرة سورية” قبل مدة بسبب ارتفاع تكاليف المواد.

وأضاف، لـنورث برس، ‘‘الصوص يكلف 80 سنتاً (ما يقارب 2500 ليرة)، بينما نقوم بشراء كيلوغرام  التبن بـ 1500 ليرة، عدا المواد الأخرى المستوردة التي نقوم بشرائها بالدولار كـالعلف والذرة الصفراء والأدوية والصويا”.

 وأشار إلى أن جميع هذه المواد مستوردة ونشتريها بالدولار مما تضاعف تكلفة عملية التربية, يضاف إليها أجور العمال والكهرباء التي يتعمدون على تشغيل المولدات.”

ويعزو ‘‘داوي’’، ارتفاع الأسعار لغياب التشجيع والدعم من قبل الإدارة الذاتية، ‘‘نتمنى أن يتم توفير الأعلاف والأدوية بأسعار تساعدنا في استمرار العمل وتجنب كارثة محتملة اقتصادياً’’.

وكانت المداجن في تل تمر قبل الأزمة السورية تساهم في توفير حاجة الأسواق المحلية من الفروج والبيض، إلا أنها شهدت تراجعاً في السنوات الأخيرة لقلة المداجن وغلاء أسعار المواد.

ويوجد في تل تمر نحو ثمانية مداجن، إلا أنها لا تغطي حاجة الأسواق المحلية من لحوم الفروج، وفق قسم الثروة الحيوانية في مديرية الزراعة ببلدة تل تمر.

ويقول خالد معمد، وهو إداري في قسم الثروة الحيوانية، لنورث برس, إن الإدارة الذاتية ليس لديها معامل لتوفر المواد الأساسية للدواجن.

ويقتصر دعم الإدارة الذاتية لأصحاب المداجن بالمواد المتوفرة فقط كالمحروقات, بحسب “معمد”.

وأضاف أن الإدارة الذاتية خصصت لكل مدجنة مرخصة وغير مرخصة كمية ألف لتر من مادة المازوت شهرياً.

وأشار مدير قسم الثروة الحيوانية في تل تمر إلى خطة لحفر آبار بهدف تأمين مياه للمداجن.

إعداد: دلسوز يوسف/ باسم شويخ – تحرير: خلف معو