الحذر يسود مخيم الهول وسط تشديد الإجراءات الأمنية والآسايش تكشف التفاصيل لــ “نورث برس”
مخيم الهول – جيندار عبدالقادر – NPA
يشهد مخيم الهول الواقع على بعد /50/ كم شرقي الحسكة، هدوءاً حذراً على خلفية الأحداث التي جرت يوم أمس الاثنين، والتي أسفرت عن مقتل إحدى نساء عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإصابة أخريات بجراح مختلفة تم نقلهن إلى مشافي الحكمة والحياة في الحسكة لتلقي العلاج.
الأحداث جاءت على خلفية قيام عشرات النسوة في قطاع "المهاجرات" وهن "نساء عناصر تنظيم الدولة من جنسيات غير سورية"، بالاشتباك مع القوى الأمنية في المخيم.
الاشتباك جاء في أعقاب محاولة قوى الأمن "الآسايش" فض اجتماع موسع ضمّ عشرات النسوة رفيعي المستوى في التنظيم، بحسب ما كشفته إدارة قوات "الأسايش" لــ"نورث برس".
البداية كانت بمشادة كلامية بين "الآسايش" والنسوة، ما لبث أن تطورت لاشتباك بالأيدي بين الطرفين، تلاها إطلاق نار أسفر عن مقتل امرأة وإصابة /6/ أخريات، واعتقال العشرات منهن والتحقيق معهن.
فيما فرضت القوى الأمنية إجراءات مشددة على المخيم أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، وخاصة القطاعات التي تضم نساء التنظيم.
كما جرى جلب مئات العناصر وعربات عسكرية، قامت بتطويق تلك القطاعات بشكل محكم مع منع خروجهن إلى باقي أجزاء المخيم.
وقال عامر علي، المسؤول في إدارة "أسايش" المخيم لــ"نورث برس": حصلنا على معلومات تفيد بقيام عشرات النسوة بعقد اجتماع في قطاع "المهاجرات".
وأضاف "نتيجة للخروقات الأمنية الحاصلة على الدوام كان لابد لنا من الدخول الى القطاع للاطلاع على أسباب هذا الاجتماع الذي عقدته نساء التنظيم".
وشرح المسؤول بإدارة "الأسايش" بأن الاجتماع كان منظماً، حيث تم دمج خيمتين ووضع كافة المستلزمات المتطلبة للاجتماعات التي تقوم بها أي جهة رسمية.
وأشار كذلك إلى أن القوى الأمنية "حاورت النساء لمدة ربع ساعة تقريباً، وبعدها قامت النسوة بتوجيه الشتائم للقوى الأمنية في حين حاولت أخريات موجودات في الخارج التهجم على القوات الأمنية لكي لا تتمكن من اعتقال كافة المجتمعات والتحقيق معهم".
وتابع "قمنا بتقسيمهن إلى قسمين، قسم تم اعتقاله، لإجراء التحقيقات معه، في حين تهجمت النساء المتواجدات وأخريات من الخارج على القوات الأمنية التي بدورها قامت بإطلاق الرصاص في الهواء".
وأضاف أنه "مع تسارع الأحداث والمعلومات التي نمتلكها بوجود أسلحة لدى هؤلاء النسوة، تم إطلاق النار على بعضهن ممن حاولن التهجم على العناصر الأمنية".
ولفت إلى أن "ما تقوم به نساء التنظيم من عمليات قتل واغتيالات وحالات طعن، مع حصولنا على معلومات تفيد بوجود أسلحة لدى بعض النسوة، كان من الضروري على القوات الأمنية الحذر واتخاذ كافة التدابير الضرورية".
وأكد على أنه جرى "تطويق المخيم وخاصة قطاعات المهاجرات مع حالة استنفار وإغلاق السوق وإخلاء المخيم من موظفي المنظمات، كما قامت نسوة بتطويق موظفي أطباء بلا حدود مع محاولة إضرام النيران ببعض أقسام مقر الأطباء".
وأكد المسؤول في "الأسايش" بأن "الهدوء يخيم على المخيم في ظل إجراءات أمنية مشددة".
فيما قامت بعض النسوة والأطفال برشق مراسل "نورث برس" بالحجارة، أثناء قيامه بتصوير مشاهد لقطاعاتهم من الخارج، موجهين الشتائم له وللقوى الأمنية.