مزارعون في درباسية: الأمطار الربيعية قد تنقذ بعض مساحات المحاصيل

ريف الحسكة – نورث برس

يقول مزارعون ومشرفون على الأراضي الزراعية في ريف درباسية شمال الحسكة، شمال شرقي سوريا، إن الأمطار الربيعية قد تنقذ بعض المساحات المزروعة وتخفف من كميات المحروقات اللازمة للأراضي المروية، رغم أن مساحات في الريف الجنوبي قد تضررت منذ الآن.

وكانت مناطق الجزيرة قد شهدت، قبل يومين، هطولات مطرية، أغزرها 40 ملم في تل براك بالحسكة، بينما سجلت مدينة درباسية 13 ملم، بحسب نشرة صادرة عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في الحكومة السورية نشرتها وكالة “سانا” الرسمية.

وتبلغ المساحات المزروعة في ريف المدينة 280 ألف دونم مروي و110 آلاف دونم للزراعة البعلية، بحسب لجنة الزراعة في الدرباسية.

وقال ناهد مجدل، وهو أحد أبرز مزارعي المنطقة، إنه “قطع آمله بموسم هذا العام” بسبب شح الأمطار وقلة كميات المحروقات المخصصة للزراعة.

وقام “مجدل” هذا الموسم بزراعة نحو 5.500 دونم بالقمح والشعير والبقوليات في ريف درباسية الغربي، لكنه يقوم الآن بري مساحة 500  دونم فقط أملاً في إنقاذها من التلف بسبب الجفاف.

وأضاف المزارع أن المساحات المزروعة فعلياً هي أكبر من المسجلة في التراخيص، وهو ما يعرقل الحصول على كميات كافية من المحروقات، “فتراخيص معظم المزارعين تحتوي 200 دونم، لكن المساحة المزروعة تتجاوز 300 دونم.”

ورجح “مجدل” أن يكون الإنتاج قليلاً حتى لو تساقطت أمطار ربيعية، لأن شح الأمطار قد أضر بالنبات خلال الفترة السابقة.

لكنه قال أيضاً: ” إن لم تتساقط أمطار بمعدلات جيدة خلال شهري آذار/مارس الحالي ونيسان/أبريل المقبل، فمعظم المزروعات ستنتهي كلياً.”

وتهدد قلة الأمطار مساحات واسعة من محصولي القمح والشعير في مناطق شمال شرقي سوريا بالتلف بسبب الجفاف.

وتولي الإدارة الذاتية أهمية لمحصول القمح الاستراتيجي خاصة وتخصص كميات محروقات للزراعة، بينما تخلت العام الفائت عن شراء محاصيل أخرى كالشعير والقطن بعد عدم اتفاقها على التسعيرة في اجتماعات للجانها الزراعية واتحادات للمزارعين.

وهذا العام، شهدت مناطق سورية مختلفة أزمة خبز بسبب نقص مادة الطحين أو آليات توزيعها، بدت أشد في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وفقدت منطقة شمال وشرقي سوريا مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في منطقتي سري كانيه (رأس العين) بريف الحسكة وتل أبيض بريف الرقة بعد سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها عليهما في تشرين الأول/أكتوبر عام 2019.

وقال صالح معمي، وهو الرئيس المشارك للجنة الزراعة في مدينة درباسية، إن الهطولات المطرية هذا الموسم وصلت لنحو 150 ملم، بينما يشير معدل الهطول في الأعوام السابقة إلى 450 ملم.

وأضاف: “مخزون التربة لم يصل للإشباع، وبعض المزارعين توجهوا للسقاية من الآبار.”

وأشار “معمي” إلى صعوبات واجهها المزارعون للحصول على مخصصاتهم من المازوت (الديزل).

وقال إن “لجنة المحروقات واجهت بدورها ضغطاً بسبب تزامن حاجة المزارعين مع أوقات توزيع المازوت للتدفئة، إلى جانب احتياجات السيارات والمؤسسات.”

ويقدّر الرئيس المشارك للجنة الزراعة في درباسية مساحة الأراضي البعلية الأكثر تضرراً من شح الأمطار بنحو 35 ألف دونم “ضمن منطقة الاستقرار الثاني جنوب المدينة، بينما تبدو المحاصيل في منطقة الاستقرار الأول شمالاً بحال أفضل.”

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: حكيم أحمد