ارتفاع أسعار الذهب يلغي عادات اجتماعية للسكان في ديرك

ديرك – نورث برس

أدى ارتفاع أسعار الذهب في مدينة ديرك، أقصى شمال شرق سوريا، إلى تراجع الإقبال على اقتنائه واقتصار شرائه على ميسوري الحال أو من يتلقون حوالات مالية من أقاربهم خارج البلاد.

ووصل سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط منذ نهاية كانون الأول/ ديسمبر الفائت، إلى  150ألف ليرة، بحسب الجمعية الحرفية للصياغة وصناعة المجوهرات المسؤولة عن تسعير الذهب في سوريا.

عادات ألغيت

ويقول سكان من مدينة ديرك، إن ارتفاع أسعار الذهب تسبب بإلغاء تقاليد اجتماعية، اعتاد عليها السكان منذ عقود، كتقديم الذهب كهدايا للمتزوجين حديثاً وللمواليد الجدد.

وقالت جميلة سعيد (52 عاماً)، وهي من سكان مدينة ديرك، إن العائلات لم تعد تستطيع تزويج أبنائها بسبب ارتفاع أسعار الذهب، “المهر وشراء مصاغ للعروس يكلف مبالغ مبالية كبيرة.”

وأشارت إلى أن البعض يطلب للمهر حالياً  نحو 80 غراماً من الذهب، أي أكثر من 11 مليون ليرة سورية، “وهذا يفوق قدرتي على الشراء.”

واشترت “سعيد” قبل عامين خاتماً  بـ80  ألف ليرة سورية، “ذات الخاتم يبلغ سعره حالياً 800 ألف ليرة، والفرق كبير في السعر.”

وسجل سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط 18.600 ليرة سورية عام 2016، وارتفع إلى 19 ألف ليرة عام 2017، وفي أيلول/ سبتمبر 2019 وصل إلى 26.800 ليرة سورية.

وكان سعر الغرام الواحد من الذهب قبل ثلاثة أشهر يبلغ 115 ألف ليرة سورية في مدينة ديرك، في حين يبلغ حالياً أكثر من 150 ألف ليرة.

واستغنت “سعيد” هذا العام عن عادة شراء الذهب لأحفادها المولودين حديثاً، حيث اعتادت سابقاً على شراء قطع من الذهب تضم أحجار كريمة تعلّقها على ثياب الوليد أو تشتري أساور لهم، “لم أشتري قطعة من الذهب لأي منهم، فأقل أسوارة ذهب تكلف 300 ألف ليرة.”

 وقالت خديجة رسول (54 عاماً)، وهي من سكان مدينة ديرك، إنها كانت قبل سنوات تشتري كافة أنواع قطع الذهب دون أن تهتم لوزنها وسعرها، “إذ كانت الأسعار منخفضة.”

وأضافت: “حالياً لا نستطيع اقتناء الذهب لأنفسنا ولا شرائه لتقديمه كهدايا.”.

شراء قليل

وبحسب أصحاب محال بيع الذهب، تراجعت حركة شراء الذهب في مدينة ديرك بنسبة 50 بالمئة، بسبب ارتفاع أسعاره، إضافة إلى إغلاق الطرق والمعابر بسبب وباء كورونا، حيث كان الزوار يشترون الهدايا لذويهم أثناء زيارتهم إلى المنطقة.

وقال محمد ميرزا (56 عاماً)، وهو صائغ ذهب في ديرك، إن سعر الذهب مرتبط بصرف الدولار الأمريكي، الذي لا يستقر سعر صرفه في مستوى محدد.

وأضاف أن الأوضاع المعيشية للسكان وارتفاع أسعار جميع المواد، أثرت على اقتناء السكان للذهب أو شرائه كهدايا، “تراجع شراء الذهب كهدايا للأطفال حديثي الولادة بنسبة 80 بالمئة.”

كما وأثرت الإجراءات المتبعة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في المنطقة، كمنع إقامة حفلات الزواج في صالات الأعراس واقتصار الزفاف على العائلة والأقارب، على الحركة الشرائية للذهب وحدت من شراء المشاركين هدايا للعرسان.

لكن جوان مراد، وهو صائغ ذهب في مدينة ديرك، أشار إلى أن سعر أونصة الذهب يرتفع أحياناً دون أن يرتفع صرف الدولار.

وقال إن شراء الذهب يقتصر غالباً على عائلات تردها حوالات مالية من أفرادها خارج البلاد.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد