الجيش الإسرائيلي يرفض التعليق عن نبأ لقاءٍ مع وفد حكومي سوري في حميميم

رام الله ـ نورث برس

رفض الجيش الإسرائيلي، التعليق على النبأ المتداول منذ الخميس الماضي، عن لقاء جمع وفداً من الحكومة السورية مع آخر إسرائيلي برعاية روسية في قاعدة حميميم العسكرية بسوريا.

وأخذ نبأ اللقاء، منحى جدياً لمجرد أن نشرته صحف دولية مثل “الشرق الأوسط” ومروراً بمحاولات الصحافة الإسرائيلية الحصول على إجابة حول ما نُشر.

وتحدثت المعلومات عن أن هدف اللقاء هو بحث سبل إخراج الفصائل التابعة لإيران من سوريا.

وقال مصدر متخصص بالشأن العسكري الإسرائيلي، لنورث برس: إن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على النبأ، واعتبر أحد الضباط الإسرائيليين، أن “الخبر كاذب”.

ولكن المصدر يرى أنه مهما بدا الاجتماع مستبعداً، “إلا أنه ليس مستحيلاً في الوقت ذاته.”  

من جهته، قال مردخاي كيدار باحث إسرائيلي، في حديث إذاعي: إنه لا يعلم حقيقة الاجتماع، ولكنه يرجح أنه “ربما تلوح بالأفق إمكانية للتعاون بين النظام السوري وإسرائيل على قاعدة الامتعاض من الدور الإيراني.”

وزعم “كيدار” الذي كتب أطروحة الدكتوراة عن سوريا، أنه “يعلم بعض الشيء عن طريقة تفكير الرئيس السوري بشار الأسد وواقع الحال في سوريا.”

ويعتقد أنه (الأسد) “قلق جداً من الدور الإيراني بسوريا”، لأن ما حدث في السنتين الأخيرتين هو أن الخطر الإيراني حلّ مكان خطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، بحسب “كيدار”.

وأضاف: “الأسد فهم أن استدعاء إيران لمعالجة داعش كان ثمنه تسليم سوريا لها. والآن هناك رغبة مشتركة بين إسرائيل والأسد تتمثل بالرغبة في مشاهدة إيران خارج سوريا قبل أن ينتقل هذا البلد إلى نقطة اللاعودة.”

وادعى “كيدار” أن الدفاعات الأرضية السورية لا تتصدى عامة للهجمات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، كما أن روسيا لا تعارض تصرفات إسرائيل.

ونفذت إسرائيل قبل أسبوعين عملية موسعة غير مسبوقة طاولت 18 هدفاً في ليلة واحدة، بسوريا.

وأشار إلى أن الصمت الروسي، هو ما يعني أن هناك موافقة ضمنية روسية وسورية، وأنها جاءت بعد سلسلة طويلة من المشاورات للسماح لتل أبيب بالقيام بالعملية الموسعة.

ويقرُّ “كيدار” أن روسيا وسوريا لا تريدان الاشتباك مع إيران، نظراً لوجود هامش من المصالح المشتركة، لكن كلا الدولتين لهما مصلحة بإخراج إيران من سوريا مستعينة بالضربات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن روسيا تريد مفاعلاً نووياً لإيران يختص بإنتاج الطاقة الكهربائية وكلفته 30 مليار دولار. وهو ما يمنع روسيا من الدخول بمواجهة مباشرة معها.

وقالت مصادر لنورث برس بالفترة الأخيرة، إن إسرائيل تعتقد بوجود تيارين داخل الحكومة السورية، أحدهما موالي آخر براغماتي يعارض الوجود الإيراني.

وكشفت المصادر عن وجود رسائل تتم بين دمشق وتل أبيب عبر روسيا بشكل مستمر وبعلم من الرئيس السوري بشار الأسد.

ونسبت صحيفة “إيلاف” السعودية، مؤخراً، إلى مصدر عسكري إسرائيلي، قوله إن “النظام السوري بعثَ رسائل عبر موسكو إلى إسرائيل، تشترط أموراً لتحقيق السلام بينهما.”

إعداد: أحمد إسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد