محللون سياسيون: زج الحكومة السورية لتركيا بالغارات الإسرائيلية تنصُّل من الرد

إسطنبول ـ نورث برس

قال محللون سياسيون، السبت، إن زجَّ الحكومة السورية لتركيا بالغارات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مناطق في الداخل والجنوب السوري، “تنصُّلٌ واضح من الرد.”

وجهت الحكومة السورية، مؤخراً، بأصابع الاتهام إلى تركيا، واعتبرت أن الغارات الإسرائيلية على أراضي سوريا بالتزامن مع استهداف مسلحين حافلات نقل تتبع لقواتها، هو “دليل تنسيق” بين إسرائيل وتركيا وأميركا والتنظيمات “الإرهابية”.

واستغلت الحكومة السورية الموقف الأخير للرئيس التركي رجب طيب أروغان من إسرائيل، حيث قال نهاية الشهر الماضي، إنه “نريد أن نصل بعلاقاتنا مع إسرائيل إلى نقطة أفضل.”

جاء ذلك في رسالة وجهتها الخارجية السورية، إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، اتهمت فيها إسرائيل بالإمعان “في ممارسة إرهاب الدولة الذي ازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة.”

وأشارت أيضاً إلى أن الغارات الإسرائيلية تزامنت مع “جرائم اقترفتها مجموعات إرهابية مسلحة على وسائل النقل المدنية في البادية السورية.”

وأضافت الرسالة: “استمرار إسرائيل في نهجها العدواني الخطير يبرهن على وجود تنسيق مسبق بين المحتلين الثلاثة الإسرائيلي والتركي والأميركي.”

ولم يصدر أي ردود رسمية من أي طرف من الأطراف التي ورد ذكرها في رسالة وزارة الخارجية السورية، وخاصة من الطرف التركي.

وقال مصدر تركي (فضّل عدم ذكر اسمه) لنورث برس: إنه “مما لا شك فيه أن النظام السوري قد سقط من حيث البنية المؤسساتية.”

ولم يبق، بحسب المصدر، “لا مؤسسة عسكرية ولا سياسية يمكنها أن تحمي البلاد من قصف أي جهة.”

وتريد الحكومة السورية أن “تبرر لمن تبقى من مؤيديها وداعميها، سبب عدم الرد بإلقاء الفشل على تنسيق ثلاثي أمام روسيا وإيران”، بحسب المصدر.

وأشار إلى أن “تخبط” الحكومة السورية وضعت تركيا ضمن الاتهامات، “وكأن القصف قد جاء من شمال غربي سوريا وليس من الجنوب. هذا دليل آخر على سقوطه سياسياً وعسكرياً.”

ومنذ مطلع العام الجاري 2021، شنت إسرائيل العديد من الغارات الجوية على مواقع للقوات الحكومية وفصائل مساندة لها، إضافة لمقتل العديد من عناصرها بكمائن نصبها مجهولون في مناطق متفرقة من سوريا.

وقال عمر هاشمي أوغلو مختص بالشأن التركي والعربي، لنورث برس: إن “النظام السوري يتهم تركيا لأن أجندته جزء من الأجندة الطائفية التي يقودها ملالي طهران.”

بدوره، يرى أحمد أبو محمد ناشط سياسي يقيم في شمال غربي سوريا، أن “زج تركيا بالتنسيق مع إسرائيل، لأنها داعمة لشمال غربي سوريا، والنظام يريد أن يظهر نفسه كمقاوم ومحارب للإرهاب.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد