روائح كريهة وانتشار للذباب.. مكب نفايات يتسبب بإزعاج سكان قرى شرق كوباني

كوباني- نورث برس

يتسبب مكب النفايات قرب قرية تل حاجب، 14 كم شرق مدينة كوباني بانبعاث الروائح الكريهة الناتجة عن حرق النفايات، إضافة إلى انتشار الذباب والبعوض بشكل كبير في القرى القريبة من المكب.

ويقع مكب النفايات على بعد 2  كم من قرية تل حاجب ويتوسط خمس قرى بشكل مباشر وهي (قره مزره، شيخ جوبان، خراب كورت، تليجب ، شيران)، حيث يعتبر المكب الرئيسي للنفايات لمدينة كوباني والقرى الشرقية.

“إزعاجات متعددة للسكان”

وقال عبد القادر أحمد (62 عاماً) وهو من سكان قرية تل حاجب: إن مكب النفايات يتسبب بإزعاج لسكان عشرة قرى في الريف الشرقي لمدينة كوباني بسبب انتشار الروائح وخاصة مع هبوب الرياح في المنطقة.

وأشار “أحمد” إلى أن مكب النفايات يتسبب بانتشار البعوض والذباب بشكل كبير، “في فصل الصيف لا نستطيع  الجلوس في القرية بسبب انتشار الحشرات والروائح الكريهة.”

وذكر سكان من القرى القريبة من المكب لنورث برس، قيامهم بتقديم شكاوى لبلدية مدينة كوباني والمطالبة بترحيل المكب إلى مكان آخر لا يشهد تجمعات سكنية، “لكن دون جدوى”، على حد تعبيرهم.

وترى الإدارة العامة للبيئة في إقليم الفرات، أنه لا توجد لديهم إمكانية تحويل مكب النفيات قرب قرية تليجب إلى منطقة أخرى حالياً، معتبرة المكان هو “الأنسب لأن منطقة المكب منخفضة.”

وتضم مقاطعة كوباني أربعة مكبات للنفايات وهي مكب واقع قرب قرية تل حاجب ومكب نفايات شرق بلدة صرين مخصص للريف الجنوبي ومكب نفايات قرب قرية كتش مخصص للريف الغربي وآخر في قرية خراب عشق مخصص للريف الجنوبي الشرقي.

“تخوف من الأمراض”

وعبر محمد قادر ( 43 عاماً)  وهو من سكان قرية تل حاجب عن مخاوفه من انتشار الأمراض عبر الكلاب الشاردة التي تتجول في مكب النفايات بحثاً عن طعام لها ثم تعود للقرية.

وقال: “يعتبر ذلك أمراً خطيراً يساهم في نقل الأمراض والأوبئة وخاصة إذا ما تم عض الأطفال من قبل تلك الكلاب.”

وبلغ عدد الحالات التي تعرضت لعضة كلب ممن راجعوا مشفى كوباني خلال عام ٢٠٢٠، 352 حالة من بينها حالات في القرى الشرقية،  بحسب مدير مشفى كوباني بوزان شيخ بكر.

وسجل الهلال الأحمر الكردي في مدينة كوباني وريفها خلال عام 2020، نحو 200 حالة بمرض اللاشمانيا، بينها عشر حالات في قرية تل حاجب.

ورغم قيام مكتب البيئة في بلدية شيران برش المبيدات الحشرية على المكب بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، إلا أن سكان القرى الشرقية ذكروا عدم استفادتهم من ذلك في ظل استمرار حرق النفايات.

مشروع إعادة التدوير

وقدمت الإدارة العامة للبيئة في إقليم الفرات، العام الفائت، للإدارة الذاتية في الإقليم مشروعاً لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، إلا أن انتشار وباء كورونا في المنطقة تسبب بتأجيل المشروع، بحسب الرئيسة المشاركة للإدارة العامة للبيئة أمينة ويسو.

ومن المقرر وضع حاويات في شارع “التلل” بمدينة كوباني خلال العام الجاري، بحيث يتم فيها فرز النفايات بشكل مباشر، “في حال نجحت الفكرة سنطبقه في كامل المدينة”، بحسب “ويسو”.

ورأت أن المشروع في حال تم تطبيقه في المنطقة فإنه سيساهم في حل جزء كبير من مشكلة النفايات.

وتقدر الرئيسة المشاركة للإدارة العامة للبيئة نسبة النفايات البلاستيكية غير القابلة للتحلل في مقاطعة كوباني ما بين 60 إلى 70 بالمئة، فيما تبقى نحو 30 إلى 40 بالمئة من النفايات مواد عضوية وزجاجية.

واعتبرت الرئيسة المشاركة للإدارة العامة للبيئة في إقليم الفرات أن حرق النفايات “حل مؤقت”، لحين إيجاد حل جذري.

إعداد: فتاح عيسى- تحرير: سوزدار محمد