انسحاب تركيا من نقاطها.. تنفيذ اتفاقات سابقة أم استعداد لعملية عسكرية جديدة؟

إدلب- نورث برس

يرى عسكريون ونشطاء مدنيون في إدلب، شمالي سوريا، أن انسحاب القوات التركية من نقاطها المحاصرة في أرياف إدلب وحلب وحماة ما هو “إلا ضمن اتفاقات سابقة غير معلنة ولم تظهر بنودها كاملة حتى الآن.”

بينما يتوقع آخرون أن تركيا تتخلص من “نقاط ضعفها” تمهيداً لمواجهات عسكرية محتملة.

وقبل نحو شهرين بدأت القوات التركية، بإخلاء نقاطها المحاصرة من قبل قوات الحكومة السورية، دون أي تعليق أو تصريحات رسمية تركية حول هذه الانسحابات التي أثارت غضب سكان في المنطقة.

والأسبوع الفائت قال مصدر ميداني لنورث برس إن القوات التركية انسحبت من نقطتي تل الطوقان والعيس في إدلب وحلب.

وبدأت تركيا في العام 2017، بإقامة نقاط مراقبة في محافظات إدلب وحماة وحلب في إطار اتفاق أبرمته مع روسيا وإيران في أستانا.

لكن عملية عسكرية لقوات الحكومة السورية دعمتها روسيا في منطقة خفض التصعيد شمال غربي البلاد، مطلع العام الجاري، أدت إلى محاصرة 13 نقطة مراقبة تركية.

ويعتقد مصطفى أبو عرب، وهو ناشط ميداني في إدلب، أن انسحاب تركيا من النقاط المحاصرة هو “أمر طبيعي جداً، وضمن اتفاقات سابقة بين تركيا وروسيا.”

ويضيف لنورث برس: “ما يحصل اليوم هو فقط لاستكمال الاتفاق.”

ويرى عسكريون من المعارضة في إدلب أن هذه النقاط باتت تشكل نقطة ضعف لدى تركيا، خصوصاً أن “روسيا والنظام السوري يجهزان لعميلة عسكرية جديدة في إدلب.”

وقال العقيد مصطفى بكور، وهو الناطق الرسمي باسم جيش العزة التابع لفصائل المعارضة، لنورث برس، إن انسحاب القوات التركية من نقاطها المحاصرة إما جاء في إطار التفاهمات التركية الروسية، أو لوجودها ضمن الحصار.

وأضاف: “الحصار يجعلها لقمة سائغة بيد قوات النظام والميليشيات الطائفية في حال حصول أي عمل عسكري، وبالتالي جعل يد الأتراك مغلولة في أي معركة قادمة.”

وأشار “بكور إلى أن “ما يحصل على الأرض اليوم من تحشيد واستفزازات يوحي بأن الروس يحضرون لعمل عسكري خلال الفترة القادمة.”

وقال: “أي عمل عسكري متوقع سيكون مرتبطاً بالوضع الدولي والتجاذبات الإقليمية.”

ولا تعلق وزارة الدفاع التركية على سحب نقاط المراقبة من مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية ونشرها في جبل الزاوية جنوبي إدلب.

إعداد: براء الشامي- تحرير: حكيم أحمد