غياب خدمات في حي بديرك والبلدية تشير لأولويات ميزانيتها
ديرك – نورث برس
تتسبب رداءة الطرق وعدم وجود شبكة صرف صحي في حي جودي في الجهة الشمالية لمدينة ديرك (المالكية)، شمال شرقي سوريا، بمشكلات يومية لسكان الحي من تشكّل مستنقعات تجذب الذباب والحشرات، إلى جانب تحوّل مجرى نهر قديم في الحي إلى مكبٍّ للنفايات.
ويعاني سكان حي جودي، منذ عقود، من تردي حال الطرقات وانتشار النفايات وتشكّل المستنقعات في فصل الشتاء، وانتشار الذباب والحشرات في فصل الصيف، إضافةً إلى تحوّل الحظائر المنتشرة في الحي إلى مصدر للروائح الكريهة.
ويُعتَبر حي جودي، المعروف أيضاً باسم “خيركا”، أحد أقدم أحياء المدينة وهو ذو كثافة سكانية، لكن طابع البناء العشوائي بقي سائداً فيه بالإضافة للعشرات من حظائر تربية المواشي.
وقالت نزيرة صبري (60 عاماً)، وهي من سكان حي جودي، إنها لا تستطيع أغلب الأحيان الخروج من منزلها بسبب سوء الطرقات وتشكّل المستنقعات والأوحال، “والأطفال لا يستطيعون اللعب لأنهم يقعون في المستنقعات الطينية وتتلطخ ملابسهم.”
وأضافت أن انتشار المجاري المكشوفة أمام المنازل يزيد من صعوبة التنقل ضمن الحي، “ويجب تعبيد الشوارع وإنشاء شبكة صرف صحي.”
واتهم حسين حاجي (40 عاماً)، وهو من سكان الحي، بلدية مدينة ديرك بـ”التقصير وعدم الإصغاء لمطالب السكان، فقد طالبنا عدة مرات بتنظيم الحي لكن لا آذان صاغية.”
وأشار “حاجي” إلى أن أغلب السيارات تمتنع عن دخول الحي بسبب رداءة الطريق، فضلاً عن انتشار روائح كريهة من الحظائر وانتشار الأوساخ في الشوارع، “فالبلدية لا تقوم بترحيل القمامة من الحي.”
ويقول سكان من الحي إن انعدام الخدمات في الحي يؤدي لغياب الشروط الصحية، ما يسبب لأطفالهم أمراضاً تنفسية وجلدية.
وتتمثّل تلك الأمراض في التهابات في الأجزاء السفلية والعلوية للجهاز التنفسي، بالإضافة إلى التحسس والربو والتهاب الأمعاء، وفقاً لتصريح سابق للطبيب المختص بأمراض الأطفال في مدينة ديرك، رشيد عمر.
وقالت “أم خالد”، التي تسكن الحي منذ عشرين عاماً، إن معاناتها مستمرة على مدار العام، “ففي فصل الصيف تنتشر الحشرات وفي الشتاء تتشكّل مياه سواقي الصرف والمستنقعات.”
وأشارت إلى تكبّدها مصاريف إضافية وسط هذه الأوضاع، “فأحذية الأطفال تهترئ بسرعة بسبب الطين”، والحاجة إلى كميات إضافية من المنظفات تزداد لكثرة الملابس التي تغسلها نتيجة سقوط أطفالها في سواقي الصرف المكشوفة.
وتضيف ربة المنزل بنبرة استياء: “يقولون إن ميزانيتهم لا تكفي لهذا الحي”، في إشارة إلى تقصير من البلدية.
وقال حسن محمد، وهو إداري في الدائرة الفنية في بلدية ديرك، إن حي جودي يضمُّ العديد من المخالفات السكنية رغم وقوعه ضمن المخطط التنظيمي لمدينة ديرك، فجزءٌ منه ضاحية سكنية والآخر خانات لتربية المواشي.
وأضاف لنورث برس: “كان الحي مهمّشاً في السابق وإمكانية تخديمه كانت في غاية الصعوبة بسبب التجاوزات على الشوارع والمراكز الإدارية والأملاك العامة بنسبة تصل إلى 90 %.”
وقامت بلدية ديرك، خلال العام الماضي، بتعبيد شارعين رئيسين بمادة المجبول الزفتي، كما تم خلال العام الجاري ترميم عدة شوارع بمادة الحجر المكسّر، إضافةً إلى تنفيذ جسر بيتوني يربط بين حي جودي وحي التجنيد لحلِّ مشكلة الطلاب في تجاوز مجرى النهر.
وتدرس بلدية ديرك مع كومين جودي (مجلس الحي) إمكانية تنفيذ مشروع لنقل حظائر تربية المواشي إلى منطقة التوسّع خارج المدينة، فالخانات تتسبب بمعاناة للسكان وتعيق عمل البلدية بإنشاء مشاريع وتخديم الحي، بحسب بلدية الشعب في ديرك.
وأشار “محمد” إلى أن خدمة الصرف الصحي للحي تحتاج إلى خط رئيس يربط الشبكة بالمصب خلف سد بورزة، لأن إمكانية قلب مسار الصرف الصحي إلى الخطوط الموجودة “صعبة جداً، لوجود اختلاف في المنسوب.”
ورأى الإداري في الدائرة الفنية في بلدية ديرك أن مشكلة الصرف الصحي “مستعصية، فتكلفة مشروع المصب عالية جداً وتفوق مليار ليرة سورية.”
وذكر أنهم أعدّوا دراسةً ومخططاً لمشروع المصب من قبل مهندسين مختصين، “إلا أن البلدية بحاجة إلى دعم مادي، فهي لا تستطيع تنفيذه بمفردها.”
وعن سبب عدم مساهمة هيئة البلديات في شمال وشرق سوريا في تنفيذ المشروع، اكتفى “محمد” بالقول إن الأخيرة لديها اعتماد معيّن ومشاريع ضمن الخطط الربعية لكل عام، “ولديها أولويات.”
لكنه قال أيضاً إن الأولوية ستُعطى لمشروع المصب في العام القادم، “ونحن بانتظار الرد من الجهات المختصة لتخصيص البلدية بميزانية للطوارئ لتنفيذ المشروع المذكور وحلِّ مشكلة الحي.”