سكان في تل تمر شمال حسكة يحمّلون الضامن الروسي مسؤولية القصف التركي

تل تمر – نورث برس

يحمّل سكان بلدة تل تمر (40 كم شمال مدينة حسكة)، شمال شرقي سوريا، القوات الروسية المتمركزة في محطة المباقر شمال البلدة، مسؤولية استمرار اعتداءات تركيا والفصائل المعارِضة المسلّحة التابعة لها في المنطقة.

وتعتبر تل تمر خط تماس بين نقاط للقوات الحكومية من جهة والجيش التركي والفصائل المعارِضة من جهة أخرى، إلا أن سكاناً من البلدة يقولون إنهم لا يثقون بهذه القوى.

وقال نضال يونس (34 عاماً)، وهو من سكان بلدة تل تمر، إنهم يعيشون حياة رعب جراء القصف المتكرر على محيط البلدة، “فمنذ مجيء تركيا والمرتزقة التابعة لها، لم تنعم المنطقة بالهدوء، دائماً هناك قذائف وإطلاق نار.”

واستهدفت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها، في الثامن من الشهر الجاري، قرية العبوش بمحيط بلدة تل تمر بقذائف المدفعية، ما تسبب بحالة من الخوف والهلع بين السكان على طول خط التماس. 

ووفقاً لمصدر في مجلس تل تمر العسكري، فإن فصائل المعارضة المسلّحة حاولت الأربعاء الماضي القيام بعملية تسلسل بالقرب من قرية أم الكيف (كيلومترين غرب تل تمر).

 ويرى “يونس” أن الوجود الروسي بالمنطقة كضامن لوقف إطلاق النار كعدمه، “فهو لا يتحرك تجاه هذه الاعتداءات رغم وجود قاعدة روسية بالمنطقة.”

ويعود تواجد القوات الروسية في مناطق شمال شرقي سوريا، كضامن لوقف إطلاق النار، بعد اتفاق بين موسكو وأنقرة في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، والذي نصَّ على وقف كافة العمليات القتالية وتسيير دوريات مشتركة في المنطقة الحدودية.

لكن، ووفقاً للتقرير الشهري الصادر عن مكتب الرصد العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، فإن تركيا تخرق الاتفاق مع روسيا من خلال الاستهداف المتكرر والمتعمَّد لقرى وبلدات ومواقع محاذية للمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأعلن المجلس العسكري السرياني (فصيل عسكري منضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية)، الأحد الماضي، عن إحباطه لعملية تسلّل قامت بها فصائل المعارضة المسلّحة في قرية أم الكيف بريف تل تمر.

 وكانت مصادر محلية موثوقة قد كشفت لنورث برس، عن أن اجتماعاً جرى الأسبوع الماضي في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي بين ضباط أتراك وقادة الفصائل التابعة لتركيا، جرى خلاله التحضير لهجوم على مناطق منبج وعين عيسى وتل تمر.

وقال إبراهيم القفطان، رئيس حزب سوريا المستقبل، في تصريحٍ سابقٍ لنورث برس، إنهم لم يلمسوا حتى الآن أيَّ جدية من قِبل روسيا والولايات المتحدة في موضوع وقف إطلاق النار في شمال شرقي سوريا.

وأضاف أن السبب يعود إلى أن كلا الطرفين “يسعيان إلى مصالحهما وعلاقاتهما الاستراتيجية مع تركيا.”

وقال عبدالله عبدو (35 عاماً)، وهو من سكان بلدة تل تمر، إن القصف المتكرر من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة على محيط البلدة وعدم وجود ضمانات للاستقرار يؤثران على حركة الأسواق.

وأضاف: “على أساس هناك اتفاقية، لكن الوقائع على الأرض عكس ذلك، حركة العمل والأسواق باتت ضعيفة.”

وأشار “عبدو” إلى انقطاع المياه بعد إيقاف تشغيل محطة علّوك بريف سري كانيه، “يجب على المجتمع الدولي إيجاد حل لهذه الانتهاكات المتكررة، لأن روسيا لا تفعل شيئاً.”

ومنذ الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، أوقفت القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها تشغيل محطة مياه علّوك.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين السورية قد قالت في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إن الحكومة التركية تقوم “بممارسات غير قانونية ولاإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية”.

وأشارت وزارة الخارجية إلى أن من بين تلك السياسات “تنفيذ سياسة التهجير الممنهج بحق المواطنين السوريين في المناطق التي تحتلها بغية إحداث تغيير ديمغرافي يتناسب مع أهدافها التوسعية والاستعمارية.”

وقال سامر ياسين (23 عاماً)، وهو من سكان بلدة تل تمر، إن استمرار قصف محيط بلدة تل تمر وخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار يثير القلق من هجوم جديد يستهدف المنطقة.

وأضاف أن روسيا “تقف متفرّجة تجاه ما يحدث في المنطقة.”

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد