ارتفاع جديد للأسعار يحرم عائلات في ديرك من مواد غذائية أساسية
ديرك – نورث برس
يتجول محمد زينو (67 عاماً)، في سوق مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، باحثاً عن خضار بائتة قد تباع بسعر منخفض ، لأن وضعه المادي لا يسمح له بشراء الطازجة ومرتفعة الثمن منها.
وأدت موجة غلاء جديدة على خلفية ارتفاع أسعار الصرف منذ الشهر الفائت إلى تفاقم مسألة تأمين الاحتياجات الأساسية لعائلات ذات دخل محدود في المدينة وأريافها.
وتجاوز سعر صرف الدولار الأميركي في ديرك صباح اليوم 2700 ليرة سورية.
وقال “زينو” لنورث برس إن حالته لا تمثل السكان جميعهم، “ومن يملك نقوداً بعملة الدولار يعيش، أما المتضررون فهم محدودو الدخل”.
ورأى أن من الضروري الوقوف على هذه الأمور، “فلا حيلة بيد الناس لمواجهة الغلاء.”
ولم تكن زهيرة محمد (60 عاماً)، أحسن حالاً، بعد أن سألت عن الخضروات مرتفعة الثمن، إذ أنها لم تستطع حتى شراء كيلوغرام واحد من البندورة.
تقول إن السكان لا يملكون المبالغ التي يحتاجونها ولا يستطيعون تدبر معيشتهم، “فالوضع مزري ولا يوجد فرص عمل.”
و ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم من 600 إلى 1600 ليرة، وارتفع ثمن كيلو الخيار بمقدار 400 ليرة، بينما تباع الفليفلة بـ 1600 ليرة بعد أن كانت بـ 600 ليرة سورية.
ولا يقتصر الغلاء على الخضار الصيفية، بل إن البطاطا التي كان يُفترض ألا يرتفع ثمنها بعد موسم اقتلاعها، يتراوح سعرها بين 500 و700 ليرة بعد أن كانت تباع بـ 200 ليرة.
أما الفواكه المستوردة فقد أصبحت بعيدة المنال بالنسبة لذوي الدخل المحدود، فهي تباع في ديرك بألفي ليرة أو 2500 ليرة للكيلوغرام الواحد.
وقال محمد أمين (45 عاماً)، وهو بائع خضار، إن الأسعار ارتفعت بشكل تدريجي خلال شهرين لأن جميعها مرتبط بصرف الدولار مقابل الليرة، إذ أن الفلاح يشتري مستلزمات الزراعة بالدولار.
ورأى البائع أن السكان هم من يتحملون عبء الغلاء في النهاية.
وذكر أن الإقبال على الشراء تراجع مقارنة بالسابق رغم توافد السكان على الأسواق، “فمن كان يشتري كيلوغراماً واحداً أصبح يشتري نصف كيلوغرام، وتجد أحياناً من يشتري حبتين فقط.”
وأشار “أمين” إلى أن بعض العائلات تعتمد على الحوالات الخارجية التي تتلقاها من أبنائها المهاجرين خارج البلاد، مستفيدة بذلك من فرق صرف العملة.
ويبدو ارتفاع أسعار المواد الغذائية المستوردة كالشاي والسكر والرز والزيت أمراً لا مفر منه مع كل انهيار جديد في قيمة الليرة السورية.
وارتفع سعر عبوة الشاي من ماركة “ليالينا” من 12 ألفاً إلى 16 ألف ليرة، ووصل سعر الكيلوغرام من السكر إلى 1500 ليرة، بينما تباع عبوة الزيت النباتي ذات سعة أربع ليترات بـ 14000 ليرة، وهي أسعار غير مسبوقة في سوق ديرك.
وقال صباح عبد الله (40 عاماً)، وهو بائع مواد غذائية بمدينة ديرك، إن تذبذب صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية منذ نحو شهر أدى لارتفاع سعر المواد الغذائية والبضائع الأخرى لأنهم يشترونها بالدولار.
وأشار “عبد الله” إلى أن تحكم التجار بالأسعار واحتكار البضائع سبب إضافي لارتفاع ثمنها، “يعمد التجار إلى تخزين مادة الزيت مثلاً في مستودعاتهم وعندما يرتفع صرف الدولار يطرحونها في الأسواق.”