المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا يدافع عن السياسة التركية في شمال شرقي سوريا

واشنطن ـ نورث برس

دافع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جويل ريبيرن، أمس الأربعاء، عن السياسة التركية في شمال شرقي سوريا وقلل من شأن مخاوف حقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في تلك المنطقة.

وجاء كلام ريبيرن في جلسة استماع أمس الأربعاء، أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي.

وأشار خلال جلسة الاستماع إلى أن القليل من التغيير ممكن أن يحدث في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب، وأن الكونغرس لا يزال أكثر استعداداً للتشكيك في دور تركيا في الصراع مقارنة بالسلطة التنفيذية.

كما أثار ريبيرن مخاوف من أن فريق ترامب في سوريا سيستمر في إخفاء الحقائق الرئيسية حول الوضع على الأرض في اتصالاتهم مع السلطة التشريعية، مذكراً بأداء المبعوث السابق جيمس جيفري المماثل في جلسات الاستماع بعد غزو سري كانيه وتل أبيض في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

وأعرب النائب مايك ماكول، أرفع عضو جمهوري في اللجنة، عن مخاوفه من وجود أعضاء سابقين في داعش ومتطرفين آخرين في قوات الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا.

ورداً على ذلك، قال ريبيرن، إنه ليس لديه دليل على وجود أعضاء سابقين في داعش بالمناطق التي تسيطر عليها تركيا.

ولكن مركز معلومات روجافا، وثق “وجود العشرات من أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) السابقين في المناطق المحتلة خلال عمليتي غصن الزيتون وعملية نبع السلام.”

وأشارت تقارير إلى أنه “غالباً ما يتبنى أعضاء الميليشيات الذين ليس لديهم صلات رسمية بداعش قيماً راديكالية مماثلة، لا سيما في معاملتهم للكرد والأقليات الدينية والنساء.”

وتتعرض النساء في المناطق التي تسيطر عليها تركيا للمضايقة والتهديد إذا غادرن منازلهن دون التقيد بقواعد اللباس المحافظة الصارمة، كما دمرت عدة فصائل مسلحة مزارات الإيزيديين في عفرين، وطالبت باعتناق الإيزيديين المتبقين الإسلام.

وزعم ريبيرن أن الولايات المتحدة تثير مخاوف بشأن التطرف في تركيا، فإن حقيقة استمرار الانتهاكات تشير إلى أن هذه الجهود الأميركية المحدودة لم يكن لها تأثير ملموس على كيفية تصرف تركيا أو الجيش الوطني السوري على الأرض.

كما أبلغ ريبيرن أعضاء اللجنة أن الجيش الوطني السوري يركز بشكل أساسي على محاربة الحكومة السورية وحلفائها، “وهو ادعاء آخر لا يدعمه الواقع”، بحسب مراقبين.

واستهدفت أبرز الحملات العسكرية للجيش الوطني السوري قوات سوريا الديمقراطية. ولقد استولت على أراضي من قسد فقط كجزء من العمليات العسكرية التركية، بينما لم تحقق مكاسب إقليمية ضد القوات الحكومية.

وفي العام الماضي، سجل مئات من مقاتلي الجيش الوطني السوري أسمائهم، للقتال كمرتزقة في ليبيا وأذربيجان. ولا علاقة لهذه الصراعات بالحرب السورية، “لكنها تحقق أهدافاً مهمة للحكومة التركية، ودليل على أن المجموعة تعمل كقوة تركية بالوكالة أكثر من أي شيء آخر”، بحسب مراقبين.

ووفقاً لمؤسسة SETA، وهي مؤسسة فكرية مؤيدة لحزب العدالة والتنمية، فإن العديد من الميليشيات المكونة للجيش الوطني السوري لم تقاتل أبداً الحكومة السورية على الإطلاق، لكنها قاتلت ضد قوات سوريا الديمقراطية.

ورداً على سؤالين منفصلين من النائب أدريانو إسبايلات والنائب ديفيد ترون، قلل ريبيرن من خطر الإعادة القسرية للاجئين السوريين من تركيا، مدعياً ​​أن “السلطات التركية تؤمن بالعودة الآمنة والكريمة.”

وخالف مراقبون حقوقيون كلام المبعوث الأميركي، وقالوا: استقبلت تركيا أعداداً كبيرة من اللاجئين، يواجه السوريون فيها العنصرية والتمييز وتهديداً متزايداً بالترحيل القسري إلى أخطر مناطق الحرب في سوريا.

وذكرت منظمة العفو الدولية في عام 2019 أن ممارسات تركيا المتمثلة في إعادة اللاجئين قسراً إلى سوريا، حيث تتعرض حياتهم للخطر، هي ممارسات خطيرة وغير قانونية يجب أن تنتهي.

وصف تقرير مفصل صادر عن المركز السوري للعدالة والمساءلة، كيف أُعيد آلاف اللاجئين إلى محافظة إدلب المحاصرة في عام 2020 وحده، “غالباً على أساس أنهم ارتكبوا مخالفات بسيطة مثل العمل دون تصريح يصعب الحصول عليه.”

ورجح مراقبون، أن يتم استبدال ريبيرن كمبعوث إلى سوريا بعد أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه في العشرين من كانون الثاني/ يناير المقبل.

وأشاروا إلى أنه يجب على بايدن اختيار مبعوث يتفهم دور تركيا في سوريا وعلى استعداد للتحلي بالصدق فيما يتعلق بالتحديات الحكومية والإنسانية والأمنية.

إعداد: ميغان بوديت ـ تحرير: معاذ الحمد