“التاج”.. مسلسل حول العائلة الملكية البريطانية يثير الخلاف بين نتفليكس والحكومة البريطانية
قامشلي – نورث برس
رفضت منصة نتفليكس الخضوع لرغبة العائلة الملكية البريطانية ومن خلفها كل أنصارها الذين طالبوا المنصة بكتابة توضيح على شارة مقدمة مسلسل “التاج” يشير إلى أن أحداث المسلسل خيالية وليست واقعية.
ويأتي ذلك بعد أن وصل المسلسل إلى جزئه الخامس حيث سيتناول قصة حياة الأميرة ديانا وما قد تشكله طريقة سرد قصتها من إساءة إلى العائلة الحاكمة حسب اعتقادهم.
والتاج (Crown) مسلسل دراما تلفزيوني مقتبس من مسرحية الجمهور “The audience” وتتمحور القصة حول حياة الملكة إليزابيث الثانية أثناء توليها للعرش للفترة ما بين 1947 وحتى وقتنا الحاضر.
ويبدأ المسلسل بنظرة داخلية للحكم المبكر للملكة التي اعتلت العرش في سن الـ25 بعد وفاة والدها الملك جورج السادس ويتم الكشف عن المؤامرات الشخصية والسياسية التي لعبت دوراً كبيراً في الأحداث التي تشكلت في القرن العشرين.

وطالب وزير الثقافة البريطاني أوليفر داودن، نتفليكس بالتوضيح صراحة بأن مسلسلها “التاج” الذي تدور أحداثه حول تاريخ العائلة المالكة لا يمت إلى الواقع بصلة، تفادياً للالتباس لدى الجمهور.
وقال داودن لصحيفة “ميل أون صنداي” إنه عمل خيالي رائع لكن على غرار أعمال تلفزيونية أخرى، يجب أن تظهر نتفليكس وضوحاً شديداً منذ البداية عبر التأكيد أن العمل غير واقعي.
وأضاف “أخشى أن ينظر جيل من المشاهدين الذين لم يعايشوا هذه الأحداث إلى الخيال على أنه حقيقة.”
كما أدلى تشارلز سبنسر شقيق الأميرة ديانا بتصريحات للمطالبة بوضع تحذير في بداية كل حلقة.
وقالت المتخصصة في الشؤون الملكية، بيني جونور، لوكالة “فرانس برس”، إنّ المسلسل “يصوّر ديانا على أنها الضحية وتشارلز على أنه الشرير بينما كان الاثنان على السواء ضحيتين.”
ولم تقتصر المطالبات على المقربين من العائلة الملكية والحكومة البريطانية وإنما بعض العاملين في المسلسل نفسه رأوا صواب مطالب العائلة الملكية وأنصارها.
ورأت الممثلة هيلينا بونهام كارتر التي تؤدي دور شقيقة الملكة، أن ثمة “مسؤولية أخلاقية” تقع على “التاج” تتمثل في التأكد من أن الجمهور لن يظن أن المسلسل عمل وثائقي واقعي.
وبررة موقفها بأن الزواج الفاشل بين ديانا وتشارلز لا يزال موضوعاً حساساً للغاية في المملكة المتحدة منذ مقتل أميرة ويلز بطريقة مأسوية في باريس عام 1997.
أما شبكة نتفليكس فأعلنت أنها قدمت دائماً الدراما على أنها دراما، وعليه فليس لديها خطط لإضافة إخلاء مسؤولية إلى مسلسل “التاج” ولن تضيف عبارة توضح أنه “عمل خيالي.”
وتبث شبكة نتفليكس العديد من الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية، وهي شركة أميركية تقدم خدمات وسائل الإعلام والإنتاج مقرها لوس أنجلوس تأسست في عام 1997 من قبل ريد هاستينغز ومارك راندولف.
وحقق مسلسلها “التاج” نجاحاً لدى النقاد والجمهور على السواء، وفاز بثلاث جوائز “غولدن غلوب” وثماني جوائز “إيمي” وشاهدته أكثر من 70 مليون أسرة، وفق بيانات الشبكة.
ويتألف المسلسل من خمسة مواسم من تأليف بيتر مورجان وبطولة كليرفوي وأوليفيا كولمان ومات سميث.