“بين المدرسة والحقل”.. مواقف وتصريحات وزير التربية الحكومي تثير سخرية وغضب السوريين
دمشق – نورث برس
منذ أن تسلم الوزير دارم طباع حقيبة وزارة التربية في الحكومة السورية، في 30 آب/ أغسطس2020، وهو يثير بتصريحاته وظهوره الإعلامي استهجان وتهكم السوريين، موالين أم معارضين.
فتارة يرفض تأجيل افتتاح المدارس أو إغلاقها للحد من انتشار جائحة كورونا، مهاجماً من يقترح ذلك من المختصين، وتارة أخرى يزعم أن الأطفال أكثر حرصاً من الأطباء في الوقاية من كورونا.
وإذ ظهر مرة وهو يُسوِقُ “لمدارس افتراضية” قال سوريون إن لا وجود لها إطلاقاً في سوريا، آثر الوزير الظهور لاحقاً مع قيادات من حزب البعث وهو يمارس الرياضة الصباحية في إحدى مدارس دمشق.
بعدها أطل مجدداً وهو يقوم بنثر الحبوب في أحد الحقول في موقف لا يخلُ من الاستعراض .
وإذ تتالت مواقفه التي تثير السخرية منذ تسلمه الوزارة، بات الآن أقرب إلى “حالة الانفصال عن الواقع” التي سبق أن جسدها مسؤولون حكوميون خلال الحرب واتخذها السوريون مادة للنكات وإطلاق العنان للتهكم.
“سوريا كالسويد”
فقبل أيام قليلة، وفي وقت سجلت فيه الحكومة السورية أرقاماً مرتفعة لإصابات كورونا، اعتبر “طباع” أنه من غير المنطقي إيقاف الدوام المدرسي كلياً لمنع تفشي الوباء.
وأكثر ما أثار سخرية وغضب السوريين، هو مقارنة الوزير بين واقع سوريا وكل من السويد وألمانيا، وكيفية التعامل مع الوباء.
“السويد لم توقف الدوام، وشهدت انخفاضاً في معدلات الإصابة، في حين أن ألمانيا أوقفته وشهدت انفجاراً في الإصابات”، حسب طباع.
فرد عليه ساخرون: “بغض النظر.. إذا كنت صاحب القرار أم لا، المقارنة مجحفة… ما معنا حق أكل.”
وكانت وزارة الصحة الحكومية، أعلنت أمس السبت تسجيل 87 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وشفاء 68 حالة ووفاة 5 ليرتفع إجمالي الإصابات المسجلة حتى الآن إلى 8320.
وفيات بكوادر التربية
لكن المفارقة في الأمر أن تصريحات طباع تزامنت مع تسجيل وفيات بين كوادر وزارته جراء الإصابة بكورونا.
فمدير الصحة المدرسية في الشيخ بدر بريف طرطوس الطبيب محمد سليمان وكذلك الطبيب موسى الحسن مدير الصحة المدرسية في مصياف، كانا من ضحايا الوباء مؤخراً.
وسجلت تربية اللاذقية ٦٤ إصابة و إغلاق ١٥ شعبة صفية، فيما أغلقت ثانوية في صلخد بالسويداء، بعد تسجيل 10 إصابات بالفيروس.
ورغم كل ذلك اعتبرت مديرة الصحة المدرسية بدمشق هتون الطواشي في تصريحات أن “المدارس ليست بؤرة لانتشار المرض، بل هي مكان لرفع الوعي الصحي للتلاميذ.”
“التربية بأيدي أمينة”
وكان طباع أثار بعد أسبوع واحد من دخوله الوزارة، سخرية واستنكار روّاد منصّات التواصل، بعد رفضه دعوة عميد كلية الطب البشري نبوغ العوا إلى تأجيل افتتاح المدارس الابتدائية احترازاً من كورونا.
وبرر “طباع ” رفضه لمقترح العميد بالإشارة إلى عدم إغلاقه هو أيضا للمستشفيات وكلية الطب التي تخضع لإدارته.
فما كان من العوا إلا أن رد مستغرباً: “في حال تم إغلاق المشافي أين سنضع ونعالج المرضى، هل نداوي المرضى بالملاهي الليلية مثلا؟!.”
وواجه رفض الوزير سيلاً من الانتقادات و التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي. فقال أحدهم “الآن عرفت أن التعليم عنا بأيادي أمينة.”
بعد ذلك طالبت نقابة أطباء دمشق الوزير بالاعتذار عن تصريحات وصف فيها الأطباء بأنهم “مهملون” للتدابير الصحية للوقاية من كورونا، مستدلاً بأعداد الإصابات في صفوفهم.
وقالت النقابة: “لا يجوز نعت الأطباء بالمهملين، ومن الواجب تقدير جهودهم المبذولة.”
“كذب مفضوح”
ومع بدء العام الدراسي الحالي تناقلت وسائل إعلام صوراً تظهر طباع وهو يمارس الرياضة الصباحية مع الأطفال في أحد مدارس دمشق رفقة قيادات لحزب البعث.
وأظهرت الصور “التزام المدرسة والطلاب بإجراءات الوقاية.”، حيث بدا أن كل طفل يجلس في مقعده بعيداً عن زملائه.
لكن سوريين كذبوا الأمر وأشاروا إلى أن من التقط الصور نسي وجود نسختي كتب على كل مقعد، أي أن المقعد مخصص لطالبين اثنين على أقل تقدير.
وتداول ناشطون أيضا صوراً تناقض ما بثه الإعلام الرسمي، متهمين الوزير بـ”الاستخفاف” بعقول السوريين، وترويجه لصور غير واقعية للمدارس السورية التي تزدحم بالطلاب.
ويحمل “طباع” الدكتوراه في الطب البيطري، تخصص أمراض ضرع الأبقار، كما شغل منصب عميد كلية الطب البيطري بجامعة حماة بين أعوام 2005-2007، وأستاذاً في كلية الطب البيطري في ذات المحافظة.
وشغل منصب معاون وزير التربية نهاية العام الفائت، بعد خمس سنوات قضاها كمدير لتطوير المناهج التربوية.
والوزير من مواليد دمشق عام /1958/ وعين خلفًا لـ عماد العزب، وشهد عمله القصير كوزير “أخطاء قاتلة في اسئلة امتحانات الثانوية العامة للعام 2020.”
وسبق العزب، هزوان الوز الذي خرج من الحكومة، متهماً بقضايا فساد قيمتها 350 مليار ليرة سورية، وصدر قرار يقضي بالحجز على أمواله وزوجته.