مخرج سوري: يحلم بإنجاز فيلم كردي بعيداً عن الصدام السياسي
قامشلي ـ نورث برس
قال المخرج السينمائي نهاد حسين، إنه عند عودتي من ألمانيا إلى سوريا كنت متفائلاً حول إمكانية إنجاز فيلم كردي سوري وممارسة نوع من الثقافة الفكرية بعيداً عن أي صدام سياسي.
ونهاد حسين من مواليد قامشلي عام 1971 درس في أكاديمية سان بطرس بورغ الروسية بين عامي 1990 – 1998 قسم الإخراج السينمائي.
وأشار “حسين” في مقابلة حصرية مع نورث برس، إلى أن الفيلم “يحاكي البشر والبيئة والطبيعة في المنطقة وأحياناً كثيرة تتقاطع هويات مختلفة وتتعايش دون أن يكون هناك ضرورة للصدام.”
وبحسب المخرج السينمائي فإن “الخلافات تبدأ فقط عندما تتدخل القوانين المصطنعة غير المدروسة بالعقل دون مراعاة ثقافة المنطقة وهوياتها المختلفة فتضيع العدالة.”
وكان فيلم “وداع المطر”، لـ”حسين” مشروع التخرج، تناول فيه هاجس الرحيل أو الهجرة لغالبية شباب الشرق الأوسط بحثاً عن خلاص ما.
وحاز الفيلم على فضية مهرجان الليالي البيضاء السينمائي في سان بطرس بورغ عام 1998.
والسينما بالنسبة لحسين مسألة “عشق منذ الطفولة” خاصة أن منزل عائلته كان مجاوراً لدار السينما وتلك “الأفيشات والملصقات الإعلانية تخبئ الكثير من الأسرار والمغامرات بالنسبة لطفل.”
لكن فكرة دراسة السينما تبلورت لديه بعد مشاهدة فيلم (سينما براديس) وأيضاً فيلم (الكيت كات)، هذان الفيلمان “سحراني وجعلا هاجس دراسة السينما أقوى من النزول عند رغبة الأهل وإكمال الدراسة كطبيب أو كمهندس أو صيدلاني كما هي العادة في مناطقنا.”
وقال المخرج السينمائي: “عندما تنتمي إلى طبقة محدودة الدخل وبسيطة نسبياً ستلاقي الكثير من الصعوبات بالإضافة إلى كونك تحمل هوية كردية.”
ولكن في النهاية قرر “المغامرة بكل شيء” وأبرز الصعوبات كانت عندما تحاول الخروج من قوقعة ما ومن دائرة “الطموحات الرومانسية.”
وقال “حسين” إنه خلال الدراسة الأكاديمية تنكشف الكثير من العوالم الجديدة، “وهنا السؤال الأهم هل أنت مؤهل وجاهز لخوض هذه المغامرة والإبحار في هذا الجانب من العالم؟.”
وعمل المخرج في بداياته في التلفزيوني الرسمي بدمشق وعمل في مختلف المجالات المتاحة ضمن مجال دراسته من إخراج، تصوير، سيناريو.
وأول تجربة له كانت عند عودته إلى سوريا حيث عمل مع المخرج سامي الجنادي كمساعد مخرج.
وقال: “كانت تجربة أولية في حقل تدريب في مجال الدراما التلفزيونية لكني تأكدت أن السينما شيء والتلفزة شيء آخر تماماً.”
ويرى “حسين” أن العمل التلفزيوني يمتص كل الطاقة الفنية ويبعثر كثافتها على مدة زمنية قد تكون فائضة فيفقد العمل الكثير من جمالياته وأحياناً ربما تضيع القيمة الفنية.”
وعن سفره ورحلاته الى بلدان عديدة عربية وغربية واستقراره في ألمانيا مؤخراً قال إنها “رحلة اللجوء والهروب رحلة الهروب من مآسي الشرق المؤسفة.”
وبسبب عدم الاستقرار “قررت أن أحمل كاميرتي وأصنع فيلمي بنفسي، فيلم عن الأكاديميين وذوي المؤهلات العالية من اللاجئين السوريين، فكان فيلم (أوكورديون).”
وكان الفيلم “محاولة مني لفعل أي شيء يمكن عمله كي لا تتجمد خبرتي المكتسبة.”
ولكن “كما توقعت بعد عرض فيلم “الأوكورديون” تلقيت دعوة من ناد سينمائي للعمل في مشروع جديد يجمع الشباب والكبار ويجمع أشخاص من مختلف الأعمار أجانب وألمان كان مشروع ورشة عمل لصناعة الفيلم.”
ويتناول الفيلم قصص وأحلام مجموعة من الشباب من مختلف الجنسيات يجمعهم كورس اللغة الألمانية.
وحاز الفيلم على الجائزة الكبرى في مهرجان أفلام الأجيال ثلاث وثلاثون الألماني.
وفتح فيلما “الأكورديون” و”دورة اللغة الألمانية”، المجال للانتقال وإيجاد فرصة جديدة للعمل هذه المرة كانت ورشة صناعة أفلام في مشروع يدعى “وجهاً لوجه” الخاص بتطوير مهارات اللاجئين واندماجهم في المجتمع.
ويتناول فيلم دورة اللغة الألمانية قصص مجموعة من الشباب من مختلف الجنسيات يجمعهم كورس اللغة الألمانية.
وأشار المخرج إلى أن هذا المشروع أثمر عن فيلم وثائقي جديد أسميته “منمنمات شرقية.”
و”منمنمات شرقية” هو بورتريهات صغيرة لمجموعة من النساء ذوات الأصول الشرقية واللواتي يكافحن للاستمرار في الحياة في ألمانيا والتواصل مع المجتمع الجديد مجتمع دائماً يحاصرهن، “الفيلم من إنتاج 2020.”
وقال المخرج السينمائي نهاد حسين: “لا زلت أكتب وأطور سيناريوهات وأفلام في انتظار فرصة لأنفذها أو تنفذها جهة ما.”