معارضون سوريون: روسيا تحاول إقناع الائتلاف بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية في سوريا
إسطنبول – نورث برس
قال معارضون سوريون، الاثنين، إن روسيا تحاول إقناع الائتلاف السوري المعارض بأن فرصهم قوية في منافسة الرئيس السوري بشار الأسد على الحكم.
وتبدأ اليوم أعمال الجولة الرابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في مدينة جنيف السويسرية، التي ستستمر حتى الرابع من كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وقالت مصادر في المعارضة السورية، إن الائتلاف السوري ربما يلجأ إلى تمرير قرار تشكيل “المفوضية الوطنية للانتخابات”، والذي أثار جدلاً واسعاً وردود فعل غاضبة بين أوساط المعارضة.
وأعلن الائتلاف السوري، في الـ21 من هذا الشهر، تشكيل “المفوضية العليا للانتخابات”، بهدف تمكين قوى الثورة والمعارضة السورية من خلال ممثلها الشرعي من المنافسة في أي انتخابات مستقبلية.
وحذرت المصادر من أي مساعٍ يرمي إليها الائتلاف، خاصة بعد تعليق قرار تشكيل “المفوضية الوطنية للانتخابات”، وليس إلغاؤه، وأن الائتلاف يحاول تمرير الوقت لتعطيل عمل “اللجنة الدستورية”.
وقال مصدر من المعارضة العسكرية والسياسية، لنورث برس، فضل عدم الكشف عن اسمه نظراً للظروف الحالية، إنه “لا جديد بالنسبة لموضوع الائتلاف وقرار تشكيل مفوضية وطنية للانتخابات.”
ويرى المصدر أن الائتلاف “سيحرك المجالس المحلية، والجيش الوطني لمناصرته بمواجهة الحكومة المؤقتة، التي تحاول إبعاد الائتلاف عن المناطق المحررة، ولكنهم لن يفلحوا في مساعيهم”.
وأضاف المصدر أنه “بالنهاية 40 ألف مقاتل، ومثلهم ألف مرة ﻻ يضمنون فوز الائتلاف بالانتخابات، ومن يعول على الجيش الوطني والمجالس المحلية واهم”.
ولم يتم حتى الآن، بحسب المصدر، رصد أي محاولة من الائتلاف “لكسب ود الجيش الوطني والمجالس المحلية لصالحه، لكن المدافعين عن الائتلاف يُروّجون لهذا الأمر”.
ويرى المصدر أن “اجتماعات اللجنة الدستورية هي جزء من الخطة، وبما أن الهدف تمرير الوقت يمكن خلق ألف مشكلة.”
وقال المصدر: إنه “ربما يدخل قرار المفوضية في جدول أعمال اللجنة، ويتم دخول الانتخابات تحت غطاء الدستور وقانون انتخاب النظام، ولكن في حال تم أي شيء خلف الكواليس، فإنهم سيعاملون معاملة الخونة”.
وكان معارضون سوريون طالبوا رئيس الائتلاف نصر الحريري بالتراجع “فوراً” عن القرار، معتبرين أن هذا القرار هو اعتراف رسمي بشرعية “النظام السوري.”
وقال معارض سياسي سوري، فضل عدم الكشف عن اسمه، لنورث برس، إن “تشكيل مفوضية الانتخابات، هي مبادرة أو خديعة روسية للمعارضة، لاستدراجها للدخول في لعبة الانتخابات مع الأسد.”
وأضاف: “الروس أقنعوا الائتلاف أن فرصة الأسد في الفوز قليلة، وفرصة مرشح المعارضة قوية إذا تم دعمه من قبل الروس والأتراك”.
وأشار المعارض السياسي إلى أن نصر الحريري “لم يتوقع ردود فعل قوية ورافضة لمبادرته، وكان يظن أنه سيطرحها كإحدى المؤسسات التي يقترحها في مسيرة إصلاح الائتلاف.”
ولن يقبل أحد “بالانتخابات إلا بعد مرحلة الحكم الانتقالي، وأن لا يكون بشار الأسد جزء منها”، بحسب المصدر.
وتتزامن تحركات الائتلاف وقراراته المثيرة للجدل، مع التصريحات التركية الأخيرة والتي ألمحت فيها لروسيا عن رغبتها في أن تبدأ “مسيرة سلام” في سوريا على غرار ما حدث في قره باغ.
وأعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس الأحد، عن أمله في أن تكون هذه الجولة “شاملة ومفيدة”، وقال “نريد أن نشهد تقدماً.”
وأشار إلى أنه أجرى عدداً من الزيارات الدبلوماسية في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، شملت كلًا من روسيا وإيران ومصر والأردن، بهدف إحراز تقدم في عمل اللجنة.
وستتطرق الجولة الحالية من اللجنة الدستورية إلى قضايا أخرى غير المبادئ الدستورية، منها قضية المعتقلين والمفقودين، بحسب بيدرسن.
واعتبر أن نجاح المفاوضات يتوقف على السوريين والأسرة الدولية.
وقال بيدرسن: إنه لا يوجد جدول زمني واضح لمحادثات اللجنة الدستورية، إلا أنه من المقرر عقد الجولة الخامسة خلال كانون الثاني/ يناير المقبل، وأن ذلك الموعد يتوقف على إجراءات احتواء كورونا.