طفلة من مهجري عفرين تواجه الموت البطيء وسط العجز عن معالجتها في الخارج
حلب – نورث برس
يَعدُّ ذوو الطفلة سيلين عثمان (ثلاثة أشهر)، بقلق بالغ الدقائق والساعات، قبل انتهاء المدة التي حددها الأطباء لتلقيها العلاج خارج البلاد، وإلا فإنها تتجه للموت البطيء أمام أعينهم.
جهود عائلتها المُهَجَّرة من عفرين، شمال غرب سوريا، والتي تقطن مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، توقفت عند مشافي مدينة حلب، التي قال أطباؤها إن الطفلة ستفقد حياتها ما لم يتمّ علاجها خلال شهرين.
وكانت عائلتها قد نزحت من قرية كورزيله جنوب عفرين في آذار/مارس من عام 2018 بعدما شنَّت تركيا وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها هجوماً على منطقة عفرين، وتسبّبت بتهجير مئات الآلاف من سكانها.
وتعاني الطفلة من تشمّعٍ في الكبد جراء التأخر في تشخيص حالتها.
وكان والداها قد لاحظا بعد ولادتها اصفرار لون بشرتها وعينيها، لكن أطباء في ريف حلب أخبروهما أن تغيّر لون بشرتها ناجم عن حالة طبيعية تصيب جميع الأطفال بشكلٍ متفاوت بعد الولادة.
ومع تطور حالتها، اضطر والداها لنقلها إلى مشافي مدينة حلب بحثاً عن حلِّ لمرض ابنتهم.
وقالت هدايات عثمان، وهي عمّة الطفلة، لنورث برس، إن التحاليل الطبية أظهرت انسداداً في القنوات الصفراوية لدى الطفلة، وهو ما تطوّر إلى تليّف كبدي مع مرور الوقت.
ويرجّح الأطباء أن يكون سبب مرض الطفلة عائداً إلى شعور أمها بخوف دائم خلال فترة حملها ذلك أنها كانت تعيش في مدينة تل رفعت التي تشهد قصفاً من حين إلى آخر.
ونظراً لانعدام إمكانية معالجتها، لجأ الأطباء إلى إجراء عملية إسعافية (مفاغرة تلطيفية) في مشفى حلب الجامعي على أمل أن تحظى بإمكانية نقلها إلى أوروبا لإجراء عملية زراعة كبد لها.
وبحسب مهند البطل، وهو الطبيب الذي أجرى العملية، فإن التشخيص المتأخر لحالتها أدى إلى إصابتها بتشمّعٍ في الكبد، “ذلك أن عملية فتح للقنوات الصفراوية كانت كافية لإنقاذ حياتها.”
ويؤكد الطبيب أن العملية التي تحتاجها سيلين حالياً غير متوفرة في سوريا، كما أن إجراءها محصور فقط في بعض البلدان الأوربية، “ذلك أن تكاليفها باهظة ولا يمكن لعائلة مُهَجَّرة تحمّلها.”
وتتنقل العائلة حالياً بين بيت عمتها في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب وبين مشافي المدينة على أمل أن تحظى بمن يمدّ يد العون لها قبل أن تفارق الحياة.
وقالت العمة بحسرة: “المسألة تتعدى ما نعانيه كعائلة سيلين، هنالك العشرات من الأطفال المُهَجَّرين من عفرين حياتهم معرضة للخطر نتيجة بقائهم تحت رحمة القصف العشوائي بريف حلب الشمالي وسط ضعف الخدمات الطبية والصحية.”
وكانت العملية العسكرية التركية مع فصائل المعارضة المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين في العام 2018، قد تسببت بتهجير ما يقارب /300/ ألف شخص من المنطقة، وفق إحصائية لمنظمة حقوق الإنسان في عفرين.
ويقيم عشرات الآلاف من مُهَجَّري منطقة عفرين في قرى وبلدات تقع جنوب منطقتهم كما تعيش 1.765 عائلة مُهَجَّرة في خمسة مخيمات تفتقد للخدمات والرعاية الصحية بريف حلب الشمالي.
وقالت عمّة الطفلة: “تواصلنا مع عشرات المنظمات الإنسانية الحكومية منها والمدنيّة طلباً للمساعدة في إيصال الطفلة إلى ألمانيا وإجراء عملية زرع للكبد لها، إلا أننا لم نتلقَ حتى الآن أي استجابة.”