القوات الأذرية تتقدم في ناغورني قره باغ وأرمينيا تتهم أذربيجان بالسعي “لاحتلال” الإقليم

إسطنبول / قامشلي ـ نورث برس

قال الرئيس الأذري إلهام علييف، الخميس، إن جيش بلاده يتقدم في أكثر من محور في إقليم ناغورني قره باغ. فيما اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان بالسعي “لاحتلال” الإقليم بشكل كامل.

ولا تزال الاشتباكات بين القوات الأذرية والأرمينية، والتي دخلت أسبوعها الثالث مستمرة.

ويأتي استمرار المعارك بين الطرفين، رغم اتفاقهم عقب وساطة روسية، على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ السبت الماضي، وسرعان ما تم خرقه.

بدورها، قالت وزارة الدفاع الأرمينية إن أذربيجان قصفت صباح الأربعاء معدات عسكرية أرمينية على الحدود الشمالية مع إقليم ناغورني قره باغ، وهدفاً عسكرياً أرمينيا قبالة منطقة كافاشار.

وأضافت الوزارة أنها تحتفظ بحق استهداف أي منشأة عسكرية داخل الأراضي الأذرية رداً على قصف منصات الصواريخ.

“سعي لاحتلال الإقليم”

واتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان أذربيجان بالسعي “لاحتلال” الإقليم بشكل كامل، حسب تعبيره.

وأضاف باشينيان أن تركيا وأذربيجان لا تريدان وقف اعتداءاتهما.

ودعت موسكو إلى وقف القتال في الإقليم والبدء في حل النزاع دبلوماسياً.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه يجب نشر قوات حفظ سلام في قره باغ لمراقبة وقف إطلاق النار، كما اقترح نشر مراقبين عسكريين روس على خط المواجهة.

وشدد لافروف على أن بلاده لا تتفق مع موقف تركيا بأنه من المحتمل أن يكون هناك حل عسكري للنزاع بشأن إقليم ناغورني قره باغ.

وأشار إلى أن موسكو “أخطرت باكو ويريفان بضرورة عقد لقاءات بين العسكريين، لوضع آليات للتحقق من وقف إطلاق النار في الإقليم.”

وبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الأربعاء، عدداً من القضايا الهامة وعلى رأسها تطورات الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا.

وقال أردوغان خلال الاتصال إن “تركيا تدعم إيجاد حل دائم للقضية الأذرية سواء ضمن مجموعة (مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا)، أو في إطار العلاقات الثنائية مع روسيا.”

وحاول أردوغان أن يوضح لبوتين خلال الاتصال بأن “أرمينيا تسعى لاحتلال الأراضي الأذربيجانية بشكل دائم منذ /30/ عاماً، وهي تفتعل أزمة جديدة من خلال مهاجمة تلك الأراضي.”

وقال مراد مصطفى، الباحث في الشأن التركي، ويقيم في إسطنبول، إن “تركيا تعلم تماماً حجم الثقل وحجم التدخل الروسي في الملف الأذربيجاني الأرميني.”

وأضاف في حديث لنورث برس، “من أجل ذلك تركت لها الساحة فارغة من أجل إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنها تعلم حجم الدعم المقدم عسكرياً ولوجستياً من روسيا لأرمينيا.”

“كسب ودِّ روسيا”

وعليه، وبحسب “مصطفى”، تحاول تركيا منذ بداية الصراع في الـ/27/ الشهر الماضي، أن “تكسب الطرف الروسي من أجل وقف العمليات العسكرية الأرمينية ضد أذربيجان.”

وباتت تركيا تعلم أن تدخلها في هذا الملف لن يسفر عن أي نتائج بل سيزيد من حدة الصراع، نظراً للمشاكل التاريخية القديمة مع أرمينيا، بحسب “مصطفى”.

وفي ظل تسارع الأحداث في أذربيجان، رأت وسائل إعلام تركية أن “إبعاد أنقرة عن الصراع بين أذربيجان وأرمينيا لا يعد واقعياً.”

وأشارت إلى أن “موسكو قد تنشر قوات لها في المنطقة بحجة الفوضى، ضمن مساعيها لاستقلال قره باغ.”

وأشارت الوسائل ذاتها إلى أن “المنطقة باتت ساحة حرب بالوكالة لا يمكن لأحد السيطرة عليها بشكل كامل، كما أن الفراغ الذي أحدثته الولايات المتحدة يفتح المجال لروسيا بزيادة نفوذها.”

ولفتت إلى أن الحرب التي استؤنفت في الـ/27/ أيلول/ سبتمبر الماضي، “لها أبعاد خطيرة على صعيد التسلح والسياسة الداخلية والوضع الجيوسياسي.”

وقال محمد عثمان عوني أوغلو، أكاديمي، يقيم في إسطنبول، إن “تركيا تسعى لأن تكون هي طرفاً في حل النزاع خاصة بعد فشل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم برعاية روسية.”

وبالتالي لا تريد تركيا لروسيا أن تنشر قواتها في إقليم قره باغ، من وجهة نظر “عوني أوغلو”.

ويرى الأكاديمي، أن الأمور ستبقى على حالها بين أرمينيا وأذربيجان إلى حين “جلوس الطرفين التركي والروسي والتوصل لاتفاق.”

وأشار “عوني أوغلو” إلى أنه “من مصلحة تركيا اليوم كسب الود الروسي حرصاً على مشاريعها الاستثمارية والاقتصادية ومشاريع الطاقة والسكك الحديدية هناك.”

ودعا بوتين وأردوغان خلال مكالمة أمس الأربعاء “إلى تفعيل العملية السياسية، بما في ذلك على أساس مخرجات مجموعة مينسك (المعنية بالتسوية في قره باغ) المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.”

كما أعرب بوتين عن “قلقه الشديد حيال مشاركة مسلحين من الشرق الأوسط في القتال” في قره باغ، بحسب بيان صدر عن الرئاسة الروسية.

وتابع البيان أنه تمت “الإشارة إلى الضرورة الملحة لحشد الجهود من أجل وقف عاجل لإراقة الدماء والانتقال إلى حل مشكلة قره باغ سلمياً.”

إعداد: سردار حديد ـ تحرير: معاذ الحمد